إعلانات
المقاهي التاريخية في شارع بارون ..مع صور نادرة
الاحد - 12 كانون الاول - 2010 - 9:11 بتوقيت دمشق
التفاصيل

أصدر نادي السيارات و السياحة السوري بحلب و بمساعي من رئيس النادي قنصل سويسرا الفخري بولص مكربنة كتاب " ذكريات من ماضي حلب " لمؤلفه القاضي سعد زغلول الكواكبي الرئيس الأسبق لجمعية العاديات .

و هو كتاب ممتع فيه ذكريات شخصية و اجتماعية للمؤلف عن مدينته حلب و عاداتها و احوال السكان في فترة الثلاثينات و حتى نهاية الخمسينات من القرن الماضي و تضمن قصصا طريفة عن رجال المدينة و أحوالها خلال فترة الاستقلال و تضمن أيضا الامثال الحلبية مع تفسير المؤلف لها ووثق المؤلف توثيقا فريداً الموشحات الحلبية و الاناشيد الوطنية القديمة ووسائل التسلية لأهالي المدينة في ذلك الزمان و انواع المأكولات و الحلوى الحلبية التي انقرض معظمها .

مرفق بالكتاب عشرات من الصور النادرة للمدينة و شخصياتها لم تنشر من قبل ..كان لي شرف المشاركة بتقديم البعض منها ..

 

اخترنا لكم من الكتاب مقاطع طريفة من الفصل المتعلق بشارع بارون و مقاهيه و أحواله في ذلك الزمان..

  

مقاهي شارع بارون وقصصها

في الضفة الشرقية من الشارع :

أنشئ أول مقهى بلدي في أرض «الضالع» التي تقع أمام المتحف الحالي و هو المقهى الوحيد الذي يقدم منقوع زهر البنفسج المغلي.

 

يمين الصورة مقهى البنفسج الذي كان يقدم فيه منقوع البنفسج المغلي شرابا

وفي شماله كان ملهى الـ : «CHAT BOTTE» و ملهى الـ «PARISIANA» يليهما مقهى الـ«WINRICE» ومقصفه العلوي ذو الحديقة .

ويلي المنعطف سينما «ركس» ثم سينما «روكسي» التي افتتحت في أوائل الحرب بأول فيلم ملون هو «ذهب مع الريح» يليها «مقهى البرازيل» الشهير ، ثم سينما «ريّو» ، ويليها مطعم وملهى «kit kat» وكان أكثر رواده من الضباط الفرنسيين.

 وقد أنشئت على قسم من أرضه فيما بعد سينما «أمبير» التي افتتحت بفلم استعماري يروي القضاء على المقاومة الوطنية في المغرب ، اسمه «الجاويش المجهول» وهي في نهاية «شارع بارون» المطلة على ساحة تقاطع ما كان يسمى الجادة الكبرى بزقاق «الصفية»اي شارع القوتلي مع شارع سينما أوغاريت .

ومن شرفة هذه السينما أطل زعماء الطلاب يخطبون الجماهير في عدة مناسبات كانت إحداها يوم الاجتماع الكبير لحرق الثقافة الفرنسية رداً على قتل ضابط فرنسي للطالبين من مدرسة التجهيز هما «القدسي» و«الحاووط» في أول شارع «اسكندرونه» من جهة الجنوب.

وبعد خروج فرنسة استحضرت سينما أمبير أول فيلم مصور عن الحج ، اختلفت بشأنه آراء المتدينين ، ولكن المفتي «الأستاذ محمد الحكيم» رحمه الله أعلن جواز مشاهدته لعدم مخالفة ذلك للشعائر الدينية ، وكان هو أول من دخل السينما لمشاهدة هذا الفلم تشجيعا للمسلمين.

وفي الساحة أمام هذه السينما حيث تقاطع الجادتين كنت لا ترى من يسير عابراً الساحة ، وإلا فإن الشرطي راكب الدراجة النارية يطيح بمن نزل من الرصيف إلى الساحة، كان ذلك قبل فساد الذوق العام .

ولكل من هذه المعالم قصص وحكايات لا أزال أذكر بعضها :

فأما ملهى الـ«شا بوتيه» فكانت الراقصات الأجنبيات والمطربات الفرنسيات يأتين إليه ،و اغلق في العشرينيات ،  أما «الباريزيانا» فيستقدم الفرق الراقصة الأوروبية.

أما مقهى ومطعم «الوينريس» فكان يرتاده كبار رجال حلب ممن كنا نسميهم «مجلس الشيوخ» ومنهم الطبيب «أسعد الكواكبي» ، ومعه زملاء أطباء :

«علي الناصر» و«توفيق الأنصاري» و«عبد الرحمن الكيالي» ، ومنهم مدراء عامون : «توفيق الحياني» و«ياسين الحراكي»، بالإضافة إلى المحافظين السابقين ، وبالإضافة إلى «جميل ابراهيم باشا» الذي كان أهل حلب يلقبونه بـ«عمنا جميل».

وكانت مائدتهم دوماً هي الجنوبية ، وكثيراً ما كانوا يستضيفون الأديب «سامي الكيالي» والموسيقار «أحمد الأوبري».

ويحلّ المساء في هذا المقهى فيخرج أعضاء مجلس الشيوخ إلى «نادي الشرق» وهو «نادي الست إيفون غزالة» من أرقى نوادي الأسر الحلبية ، ليتناولوا العشاء الفاخر.

أما سينما «روكسي» فكانت مقصوراتها تمتلئ بصواني الكبة والبقلاوة أثناء عرض الأفلام ، يطلبها زعماء الأحياء وأثرياء الحرب المرتادون للسينما .

في صالة هذه السينما جرى تأبين المرحوم «إبرهيم هنانو» بحضور كبار الزعماء وأولهم «سعد الله الجابري» والمرحومين «هاشم الأتاسي» و« شكري القوتلي» و«فارس الخوري» ، حيث ألقى كل من الشاعرين : «عمر أبو ريشة» و«بدوي الجبل» الشعر التأبيني الرائع مع شعراء آخرين. وقد بات الضيوف جميعاً في «فندق بارون».

وفي نفس الصالة جرى تأبين «سعد الله الجابري» ورثاه بحضور أولئك الزعماء وزعماء سورية ولبنان قاطبة كل من الشاعرين المذكورين أيضاً.

أما مقهى «البرازيل» فكان يرتاده أساتذة وطلاب التجهيز من صفوف البكالوريا

في الضفة الغربية من شارع بارون :

ونعود إلى بداية شارع بارون لنسير على الضفة اليسرى الغربية ، فنصل بدايةً إلى مقهى «بالانجيان» ، وكان من أرقى المقاهي الحديثة على الطراز الأوربي ، يأتيه رواده بعد أن يقصوا شعرهم لدى الحلاق «أغوب» كان من رواد هذا المقهى ، صباحاً ، أثناء العطل ، أعضاء «مجلس الشيوخ» من شخصيات حلب الكبرى ، ونحن الأساتذه في المدارس الثانوية والمحامون والقضاة ، وبعض الغرباء عن البلدة من طبقة «الأغوات» ، والمثقفون ، يرتاده الرجال والنساء .

مقهى بالانجيان

كان «شارع بارون» من أنظف شوارع العالم وأرقاها ، ولا يتصور رواده ولا أصحاب محلاته مرور شخص فيه بقيافة غير مقبولة ، ففي يوم كنا فيه قعوداً في هذا المقهى حول مائدتنا ، والطقس مشمس شتاء، وإلى جانبنا رجل وامرأة لطيفة المظهر ، لم نتأكد من شخصيتها بعد ، حين مرّ رجل رث الثياب يلبَس السروال «الشروال الحلبي الأسود» قادما من «باب الجنان» ، يقف خلف زجاج المقهى ، عاقداً ذراعيه حول ظهره ، ينظر إلى المرأة المذكورة بشغف وإطالة ويبتسم لها ، فاستشاط النادل «كربيس» غضباً منه وخرج إليه يسأله عن سبب مروره من هنا ، وطال الجدال فاستدعينا النادل ولمناه على فعلته ، وتدخلت السيدة قائلة له : اتركه يفرّج ناظريه كما يشاء.

 فتركه ، فما كان من الرجل إلا أن فتح الباب ومدّ رأسه محيياً تلك الفتاة مبتسماً لها قائلاً :

(ولك شلونك يا ألكسندرا ؟ واللهِ اشتقنالك كتير ، بس آه ، ما معي مصاري للشهبندر ، يا حيف على هديك الأيام) !

فأدركنا للفور بأن الآنسة هي «ألكسندرا بدران : نور الهدى» وهو يعرفها باسمها القديم قبل أن تلقب بنور الهدى ، منذ مدة طويلة.

 فما كان من هذه المرأة الفاضلة إلا أن دعته ليزورها في سهرة هذا اليوم على حسابها وكتبت له رقعة تخوله ذلك ، لكن «كربيس» عامل المقهى لم ينس أن يوصيه بارتداء لباس جيد..

نعم ، هكذا كان شارع بارون !

حتى «علي المجنون» الذي كان يلقب بـ«فرنانديل حلب» نظراً إلى قسمات وجهه ولطفه مما يجعلك تضحك لمجرد مشاهدته والتحدث معه، وهو المختص بمرافقة أرتيستات ومغنيات مرقص «الديكسي» المجاور من فندق «بارون» إلى أماكن عملهن وإعادتهن ، تبرعاً ، كان يلبس ثياباً نظيفة وقد علق على صدره أنواعاً من الأوسمة .

وكان المصورون في حلب ، وبعض السواح الأجانب ، يتبارون في تصوير وجه «عليّ» هذا ، (الفوتوجينيك على قولهم).

ومن المترددين على هذا المقهى «الشيخ سليمان» وهو من أسرة محترمة في المدينة كان عسكرياً منضماً إلى فرقة الجوقة الموسيقية النحاسية في الجيش الفرنسي ، وقد أصيب بعاهة خلّفت لديه تراجعاً عقلياً ، كان يأتينا إلى المقهى ويبتدئ بالسلام على أعضاء مجلس الشيوخ ، كما تقتضيه آداب «أهل أول» ويطمئنهم على أنه هذا اليوم بالذات لا يحتاج إلى «خرجية» لأنه مدعو للغداء على حساب صديق ، فيضحكون ويقدم له بعضهم ما تيسّر ، ثم ينعطف إلينا ويسلم ويقول لي مثلاً :

(أنا أعرف أنك لا تحمل فراطة «فكة مصاري» يا أبو فاضل، لا بأس ، اتركها للغد)..

حتى إذا قارب المساء انتقل «الشيخ سليمان» إلى «قهوة الدب» حيث يقعد مع العازفين على الآلات النحاسية ليعزف للمارة لقاء عشاء دسم.

أما «عزت الطوبجي» فكان يزرع الشارع جيئة وذهاباً ، مروراً بمقهى «النفخ طبخ» بصورة إلزامية ، وشعر رأسه منسق بأشكال غريبة ، لا يتحرش بأحد مطلقا ، إلا أنه يحيي النساء بغمزة من عينيه فحسب ، وهو لا يشحذ نظراً ليسر حاله ، وقد حدثتني النساء عن كيفية سلامه وتحدثه مع من يسلم عليها بلغة فرنسية ، وترد عليه النساء السلام بمثله نظراً لأدبه الجم !

وأما الأرض التالية لـ«مقهى بالانجيان» فلقد كانت فيها «سينما كوزموغراف» الصائتة ، وقد حضرنا فيها ــ في الثلاثينات ــ أول فلم لطرزان ، وفيها غنت أم كلثوم سنة 1930، وتليها سينما «الشرقي الصيفي» ثمّ «سينما بالاس الصيفي» ثمّ «سينما الشهبندر الصيفي» وقد زالت كلها.

وأنشئ بجانب «بالانجيان» مقهى ومطعم وملهى «الديكسي» وكان من أرقى المقاهي أيضاً. وكانت الأرصفة المضمومة إليه وإلى سائر المقاهي في الشارع تمتلئ نهاراً في الربيع ومساءً وليلاً في الصيف ، مكتظة بالأسر الراقية ، بجمال ونظافة وأناقة ربما فاقت ما عليه الآن ـ أرصفة مقاهي «الشانزيليزي» في باريس.

 حتى عمال المطعم وندل المقهى كانوا يلبسون الثياب الرسمية ، فلا تظن برئيسهم إلا أنه وزير انكلترا المفوض !

وفي هذا المقهى كنا ــ قبل ظهر أيام التعطيل ــ نلعب الورق مع المرحوم أمير شعراء الشام «عمر أبو ريشة» ــ مدير المكتبة الوطنية يومئذ، الذي كان يجمعنا لديه في «الندوة الفكرية» ــ التي كانت أول تجمع ثقافي بحلب ــ  وأستاذنا في الفلسفة المرحوم «أحمد القادري» (ابن خالته فهما أصلاً من بلدة قرعون على ضفة الليطاني بلبنان) ، و«الأستاذ زكي الأرسوزي» زميلي في التدريس..

وكانت تجالسنا مطربة شابة من بنات «زغرتا» اللبنانية اسمها «كهرمان»، ونحضر حفلاتها في مسرح المقهى المذكور ، أو تحضر إلى المكتبة الوطنية مع الموسيقار المرحوم «أحمد الأوبري» والعازف الحلبي المرحوم «أنطوان زابيطا» والسيدة «شدرافيان» وزوجها ، فنحيي حفلات موسيقية خاصة على مسرح المكتبة الوطنية.

وهكذا يومياً ، في هذه المقاهي والفندق ، قصص وطرف تاريخية، حتى إذا حلّ المساء صعدنا إلى «نادي الشرق» (نادي السيدة إيفون غزالة) لنستمع أحيانا إلى المطربة «زكية حمدان» شفاها الله ، أو إلى الموسيقا الشرقية للعازف «زابيطا» ، كما أننا نذهب إلى «نادي اللواء» (لواء الإسكندرونة) لنستمع إلى أقدم عازف مخضرم عازف الكمان «سامي الشوا» الذي كان في ضيافة النادي ومدينته حلب لمدة اسبوع.

وفي الشارع المتفرع من «شارع بارون» ، قبل الحرب العالمية ، كان منتدى الـ« CASA D’ITALIANA » (شباب الحزب الفاشيستي الـ « BALILA ») الذين يمدهم موسوليني بالمال لدعايته بين العرب ، وفي الاحتفال العام في روما وجه موسوليني الدعوة إلى جميع فرق «الكازا ديتاليانا» ليحضروا احتفالاً عاماً في روما لفرق الفاشيست على نفقة الدولة الإيتالية. فذهبوا ، وكان في جملتهم محدثنا المرحوم «نديم العطار» ، وبعد أن ركبوا البحر مكرمين في أفخم باخرة إيتالية وصلوا إلى روما بالحفاوة منقطعة النظير ، و باشروا الحفل ، وأنشدت كل فرقة نشيد دولتها، ولم يجد الحلبيون أغنية حماسية ينشدونها ، فاقترح عليهم المرحوم «عطار» أغنية «عمك يعقوب» فوافقوا ، فسار في مقدمتهم وهو يصيح وهم يرددون رافعي الأيدي عقب كل صيحة :

عمك يعقوب..
ما كان يتوب..
 ما كان يتوب..
عمك يعقوب..

فأعجب موسوليني بلهجتهم الحماسية فاستدعاهم إلى المنصة لأنه ميزهم من بين سائر الفرق التي كان يستعرضها بحماسهم الشديد وإشارتهم برفع اليد عقب كل كلمة «ما كان يتوب.. ما كان يتوب» ، وعلق على صدورهم نياشين السبق.

وفي اليوم التالي ، ترجم أحد الخبثاء لرجال موسوليني الأغنية ، فإذا بالشباب يتلقون أمراً بالاستعداد للعودة إلى سورية فوراً !!!

وأُعيدوا في باخرة شحن أغنام صغيرة ، فكانوا يعملون في غرف محركاتها بنقل وتغذية الأفران بالفحم الحجري حتى مرفأ بيروت.

وجاء الأمر بإغلاق هذا المنتدى الحلبي ، فصار أعضاؤه يجتمعون في شرفة «بارون» ويقصون القصص علينا.

وفي المكان ذاته جرى تحويل المقر ــ حينما وقعت الحرب ــ من قبل الإنكليز إلى ناد ثقافي لجنود الحلفاء ، حضرنا فيه تمثيليات راقية من الأدب الإنكليزي.

وبعد خروج الإنكليز والفرنسيين استأجرت المكان جمعية «باريكورتساغان» الأرمنية وفيها عرّف رجل حلب الكبير «الدكتور روبير جبجيان» الطفلين «نجمي» و«ضياء» السكري للموسيقار الحلبي الشهير ، روسي الأصل ، المرحوم «ميشيل بوريزنكو» ليعلمهما الموسيقا الراقية إذ اكتشف فيهما موهبة عجيبة ، فما كانت بضعة أشهر حتى عزفا مقطوعة للموسيقار «سباستيان باخ» بإتقان كامل ، وقد غصّ نادي الجمعية في «شارع بارون» بالمستمعين ، ولم تعقب ذلك إلا مدة وجيزة حتى بعثا إلى أوربا للدراسات العليا العالمية.

ونتابع سيرنا على الرصيف الغربي لـ«شارع بارون» فنجد عند منعطف «ببستان الشاهبندر» مقهى «يرفان» باسم عاصمة «أرمينية» ، ويليه باب «الشاهبندر» ، الذي كانوا ــ قبيل جيلنا ــ يربطون على بابه بقرة حلوباً ، فيأتي الموظفون والتجار الساعة السابعة صباحاً لسماع المغنى والموسيقى الشرقية الراقية فيشربون الحليب قبيل الدخول.

وبعد ساعة يغادرون إلى أماكن عملهم.

ذلك أيام «منيرة المهدية» ، و«مدام بلانش» ، و«الشيخ سلامه حجازي» ، و«مدام لوسيك».

وفي مقابل مقهى «يرفان» كان مقهى «نوفيلتي» ذو الرصيف المفروش أيضاً، وهو مقهى شتوي إلا رصيفاً كان يستخدم صيفاً ، للأسر الراقية خاصة ، ومن ثم محلات «غابي وفريدي» للتصوير التي اشتراها المرحوم «عبد الوهاب وتار».

ويلي ذلك محلات A.B.C. العالمية الشهيرة التي اشتراها المرحوم «آردافاست» وعرفت بمحلات «آردو» ، والتي أغلقت في الستينات وافتتح مكانها مقهى الموعد ثم صار اسمه مقهى «فانوس» ‍(تعريباً من اسم «فينوس» إلهة الجمال!).

محلات " أردو " الشهيرة في بداية شارع بارون

وفي نهاية الشارع هذه تكون ساحة «يوسف العظمة» حيث نتابع سيرنا شمالاً دخولاً في شارع «يوسف العظمة» الذي كان يسمى «زقاق الصفية».

وفي الاتجاه المذكور مرت مواكب «جمال باشا السفاح» و«فيصل» و«الجنرال ألّنبي» و«الجنرال غورو« و«الجنرال فيغاند» و«الجنرال سيراي» و«المسيو بونسو» المفوض السامي الفرنسي أيام الإنتداب ، و «الجنرال دوغول» ، و«ابراهيم هنانو» والوفد السوري سنة 1936 و«سعد الله الجابري»  و«هاشم الأتاسي» و«شكري القوتلي» ومواكب ومواكب تاريخية لا حصر لها ، كان لا بد لها من المرور بـ«شارع بارون» لتلقي الخطب من شرفته العريضة أو ليقيم أفرادها فيه.

 ثمّ لتدخل المواكب «شارع يوسف العظمة» لتصل إلى محطة قطار «بغداد« في طريقها إلى بيروت أو دمشق أو بغداد أو استنبول.

تخيلوا معي الآن هذا الشارع وقد عادت تلك المواكب إليه ، الوطنية منها لتبقى ولتحتفل بسقوط الاستعمار التركي والفرنسي ، والقوى الاستعمارية منها لترحل عن البلاد إلى الأبد.‍‍

ألا فانظروا اليوم إلى «فندق بارون» التاريخي الذي كانت مقاهيه تضارع أرقى مقاهي أوربا ، وكذلك مقاصفه ومتاجره.

إنه اليوم شارع دكاكين الفلافل والفول المدمس وبائعي البانصيب ولاعبي القمار على الأرصفة ، ومكاتب الشحن ، وبائعي المكسرات.

نكتفي بهذه المقاطع من كتاب الذكريات الممتع " ذكريات ..من ماضي حلب " .

-الصور المرفقة : من ارشيفي الخاص .

 

 


 
المحامي علاء السيد – عكس السير


التعليقات :
sabsab
(0)   (0)
والله مجموعتك رائعة واتمنى ان نشاهد صور اكثر من حلب ايام كانت حلب حلب
عاشق حلب
(0)   (0)
يسلمو هل الديات يا استاذ علاء والله اجمل صور شفتا بحياتي
Maher
(0)   (0)
الموضوع جميل جدا وياريت يكون في صور أكتر عن حلب القديمة وشكرا لجهودكم ..
وطن
(0)   (0)
وليسلم ارشيفك الخاص
هذه حلب
وهذا ارقى شارع فيها سابقا
اما لا حقا فحدث ولا حرج
اجتمعت فيه كل اصناف القذاره
وللاسف
ولا ننسى اوتيل بارون الاشهر في العالم لما استضاف من شخصيات عالميه
ارجو ان لا يصبح كمقهى #####وللاسف .
صبية حلبية مغتربة
(0)   (0)
الله ماأحلاكي ياحلب عنجد سيد علاء شكر كتيييير إلك لأنك بتخلينا نحب مدينتنا أكتر ونعرف تاريخها الثري والرائع تسلم ايديك وشكرا
حلبي الطائف
(0)   (0)
والله مشتألك ياحلب ومشتاء للأهل فيها
أيمن الجابري
(0)   (0)
مقال رائع ، نقلني للحظات الى زمن آخر أثناء القراءة، لأصحو على الجملة الختامية "انه اليوم شارع دكاكين الفلافل..."
المحزن ليس ما آل اليه الشارع اليوم ، فمع توسع المدن يفضل السكان الانتقال الى مناطق ابعد، لكن ظاهرة عدم وجود بديل راقي لشارع بارون في أحياء حلب "الراقية" اليوم هو حقا محزن..
حلبي وافتخر حلبي بالامارت
(0)   (0)
استاذ علاء المحترم
تحية عربية معطرة باشواق الحنيني الى حلب... وماادراك ما حلب
اما بعد سامحك الله لقد جعلت الدموع تتساقط من عيني كامطار الخير التي هي الان تزف شوارع بارون ذللك الشارع الذي كنت لا استطيع ان ابدا عملي الا بارتياده واحتساء القهوة مع وجه فاتن اتذكره جيدا
شكرا جزيلا للك باسمي واسم اصدقائي في الاغتراب الخليجي وكلنا امل باستمرار شيق لهكذا مواضيع تحمل عنا القليل من حرقة القلوب المستعرة لرؤية الحبيبية حلب
مع احترامنا الشديد
لاسرة عكس السير
وشكرا
سوري
(0)   (0)
سعادة الاستاذ علاء
لعل كل من ينبض في عروقه وطنية السوري
يشم هواك و هوى أمثالك في تربة سورية المقدسة
هذا يحفزنا على الارتكاز على مآثر أجدادنا و ما بذلوه من أجل حب وطننا
و يدفعنا لنعمل على الأقل مثلهم
لنظهر جمال بلدنا
دمتم باحترام
محمد زياد كبة
(0)   (0)
لا شك في أن الزمن تغير، ويؤسفني القول إنه تغير نحو الأسوأ. ذكر لي والدي - رحمه الله - أن الرجل كان يخجل من المرور في شارع بارون إذا لم يكن هندامه في أحس حالاته. هذا الشارع بالذات كان يضاهي شوارع باريس نظافة ورونقا. على الأقل ما زال لنا تراث نتغنى به ونحن إليه. وشكرا للأستاذ علاء.
فادي اسماعيل
(0)   (0)
استاذ علاء بك
اتحفنا دائما بتاريخ حلب ... يا صديقي أنت مؤرخ بارع , بس من وين عم تجيب هالصور القديمة ؟؟؟
علي
(0)   (0)
والله الصراحة انا محتار
محمد ماهر
(0)   (0)
رائع ورائع جدا ياأستاذ علاء
ماهذه الجواهر والدرر التى تتحفنا بها
والله أن الدمع أنساب وأنا أقرأ هذه الكلمات التى عبرت عن حلب ومقاهيها
ورجالتهاوأحوالها فى الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضى
والذى يحز فى النفس أن حلب فقدت رجالاتها العظام الذين سطروا من خلال نضالتهم أروع المثل فى الرجولة والكرامة
وحتى مقاهيها لم تعد موجودة
وخصوصا نحن الشعب الحلبى من رواد المقاهى
كنا أيام دراستنا الثانوية عوضا أن نذهب الى مدارسنا نذهب الى أحدى المقاهى من الصباح الى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بعد أن يطردونا لآنهم سوف يغلقون القهوة
الله يرحم تلك الأيام كم كانت حلب جميلة ورائعة ونظيفة
***************ماألت أليه اليوم
وتحياتى وتشكراتى الى الأستاذ الرائع أستاذ علاء
والى المعلق الحلبى الذى يفتخر بحلبيته فى الأمارات
**************وشكرا
آزاد عزيز عثمان
(0)   (0)
مقالة حلوة عن بارون الماضي والأصالة
أسعد الوراق
(0)   (0)
اخ ياسعد باشا زغلول الكواكبي لو تجي وتشوف حلب الاصاله والفكر والفن والدين شوهو اسم حلب صار الواحد يخجل يعدي من شارع بارون
ابو رامي
(0)   (0)
شكرا على هذه المقالة الجميلة التي اظهرتم فيها التاريخ المشرف لعاصمة الشمال حلب وبشخصيات تلك الفترة من الأدباء والمثقفين والسياسيين الذين جمعتهم المدينة الهادئة حلب نتمنى استعراض هذا التاريخ المشرف على الشباب اليوم ليفخروا بمدينتهم وعراقتها ربما يحاولوا ان يعيدوا لها ذاك الألق وجزاكم الله كل خير .
حلبي عتيق
(0)   (0)
شكرا للسيد علاء الذي دائماً يتحفنا بمواضيع ذات قيمة وفائدة
ولكن اللافت أن صاحب الكتاب طغت نظرته الشخصية على وصفه وطبعاً حلب وتاريخها أكبر من أن يتم وصف تاريخها من وجهة نظر واحدة فمثلاً القارئ لتاريخ حلب يدرك أن أهالي حلب بعمومهم لم يعتبروا الخلافة العثمانية أستعماراً وهذا متأصل بأهالي حلب خاصة ومعظم عائلات حلب لها أصول تركية أو بالعكس وأكبر دليل على كلامي الزخم والود والمحبة التي ينطق بها كل من زار تركيا في الفترة الماضية بعد تحسن العلاقات
وحضارة حلب تتجسد بعلمائها ومفكريها ومثقفيها وليس فقط بالأرتيستات والفنانين وقد يطول الحديث عن علمائها في فترة العشرينات والثلاثينات حتى السبعينات الذين شغلوا ورفدوا الحضارة الأنسانية بالفكر والأدب أكثر
نور الخطيب
(0)   (0)
جزيل الشكر للأستاذ علاء و لأسرة عكس السير لتسليطهم النور على مدينة حلب الشهباء...
ميسر زكريا محمد [email protected]
(0)   (0)
شكرا لك استاذ علاء
والله نورتنا بهذه الصور الرائعة
rana
(0)   (0)
شوقتنا يا استاذنا الفاضل للزمن الجميل.
بس وين يرجع الزمان
هالايام كسيدة بخاف امشي وحدي بشارع بارون من سمعته العاطلة ،،،مع الاسف
د جمال سواس
(0)   (0)
سلام استاذي الكريم
هل تذكر صالون كوكب الشهباء الذي كان على الزاوية مقابل اردو وسينما اوبرابجوار صيدلية الشهباء وكان بادارة جدي ابوعادل محمد سواس وكان ملتقى علية القوم الحلبيين وحلاق محافظ حلب الخاص
أبو أحمد
(0)   (0)
مشكور أستاذ علاء على هل مجهود والمقالة الرائعة الي فرجيتنا من خلالها الوجه المشرق والحضاري لمدينة حلب
وننتظر المزيد....
خالد عقيل
(0)   (0)
ولدت ونشأت وعشت بشارع بارون من عام 1958 حتى الان وكنا نسكن في الدور الثالث فوق محلات اردو كما في الصورة وكان شارع بارون مماثل لشارع الشانزليزيه في باريس فعندما زرت الاخير حننت لايام بارون القديمة ليتها تعود
ابن المارتيني
(0)   (0)
مشكور أستاذ علاء على هل مجهود
klinsman
(0)   (0)
هذه هي حلب و يسلمو كتير على هذه المعلومات القيمة.تيا حلب مع مطربيها(صباح فخري-محمد خيري-مصطفى ماهر-نور مهنا-نهاد نجار-أحمد أزرق-سمير جركس).
مغتربة حلبية
(0)   (0)
احلى مدينة بالعالم ولو دقت السم فيها اطيب من حلاوة البلدان التانية شكرا ع الصور بحبك يا حلب
نور الشمس
(0)   (0)
مشكور استاذ علاء على هذا المجهود الرائع عاشت الانامل التي خطت هذه المقالة الطريفة والقيمة وجعلها الله في موازين حسناتك ودمت لنا
jasmeen
(0)   (0)
يالله ياريت هيك أماكن تحافظ على حالها هلا شارع بارون شارع محلات الموبايل ومحلات اللبس الرجالي ومكان مخنوق بزحمة السيارات هي ماعدا الفنادق الجديدة وكل شي ضاع وينها الددولة والمحافظة :(
مغترب - حلبي وافتخر
(0)   (0)
استاذنا الكريم، لك منا كل الشكر على هذه المقالة الجميلة والتي تذكرنا بما كانت عليه حلبنا الغالية من نظافة ورقي واحترام، وهنا اريد ان اذكر هذه الشهادة التي سمعتها من احد الشخصيات الالمانية المسنة والتي كانت تزور حلب في تلك الفترة حيث اخبرني بان في تلك الفترة من الزمن لم يكن يشعر بفارق خلال تجوله بين سوريا والبلاد الاوربية الا باختلاف الطقس وهذا مااكدته لي احدى السيدات السويسريات التي تزوجت من مواطن سوري وعاشت معه في تلك الفترة.

الله يعيد تلك الايام، واتمنى من الحكومة الفاضلة ان تتخذ نهج الدول الاخرى (كتركيا في نهاية السبعينات واوئل الثمانينات) وتبث برامج توعية تشمل كيفية المحافظة على النظافة واحترام الغير واللباقة في التصرفات مما لهذه البرامج من تاثير على الفئات المحدودة الثقافة والتوجيه على الموطنين منمن يوسيئون الى غيرهم كبعض سائقي التكاسي والسرافيس وغيرهم
جورج شاشاتي
(0)   (0)
كل الشكر والتقدير للأستاذ علاء السيد ، وإلى نادي السيارات والسياحة السوري متمثلة بالسيد بولص مكربنة النشيط في كل المجالات، و الاستاذ سعد زغلول الكواكبي، أتمنى أن تعود حلب عاصمة للجمال ومثالاً لحياة المدينة النموذجية.
جوسلين جرجس
(0)   (0)
والله كتاب رائع لازم الكل يشتريه
المحامي فيليب بليط
(0)   (0)
شكرا" أستاذ علاء, شكرا" للأستاذ سعد زغلول الكواكبي, و شكرا للسيد بولص مغربنة العزيز. عمل رائع و متعوب عليه. سوف أحاول الحصول على نسخة من الكتاب . يعطيكم العافية من القلب. حلب الشهباء عظيمة .
ELHAMI DAHHAN USA
(0)   (0)
It's great effort from Mr Ala Alsaied to get us back in history on one of the greatest streets in Aleppo , And we need more care to this street beacuase it's one of importants parts of our city history ,And we wish more sucses to Mr Alsaied and Cars Club
ziya
(0)   (0)
alep ...................j'ador alep.je suis trés manque pour voir alep.je suis né à alep mais je vie loin du syrie.mon dieu laisse moi voir alep svp svp svp svp
X-MAN
(0)   (0)
فأما ملهى الـ«شا بوتيه» فكانت الراقصات الأجنبيات والمطربات الفرنسيات يأتين إليه ،و اغلق في العشرينيات ، أما «الباريزيانا» فيستقدم الفرق الراقصة الأوروبية.

والله شي برفع الراس شو هالتارخ هدا
يلي عمنفتخر فيه
klark
(0)   (0)
زيتي هل عالم متل x man هنن يلي عبخربو البالد ايييي او على اهر بس نحني منتم الأول بعالم كافدم عاصمة أسلامية وتارخية
Tony Khalassy
(0)   (0)
Merci Paul Mg. a faire sortire toutes ces belles memoires a la surface...
A la prochine...
Tony
حلبية
(0)   (0)
للأسف الواحد هلأ بيخجل يقول شارع بارون او انو طالع عليه لأن للأسف صار شارع المقاهي الليلية للأسف الشديد
hkeem_nor
(0)   (0)
كم انت جميلة ياشهباء

ليت لنا فيك عهودا ماعهدناها
حلبي سعودي
(0)   (0)
الله عليكي يا حلب من زمان و انت تاريخك حافل بالجمال
أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

مقالات أخرى من " ع البال "

24-1-2015
" برغر كينغ " ترفض تعويض الطفل السوري الذي ضربه أحد مدرائها في اسطنبول .. و الأخير يحاول إسكات والد الضحية بـ 100 ليرة !
رفضت الشركة التي تمتلك ترخيص سلسلة مطاعم "بيرغر كينغ" في تركيا تعويض الطفل السوري الذي تعرض للضرب على ...


15-4-2013
بعد ظهوره في "أراب آيدول".. صفحة إخبارية "مخابراتية" تهدد عائلة الفنان عبد الكريم حمدان
  نشرت صفحة إخبارية مؤيدة للنظام السوري على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشوراً هدّدت فيه الفنان عبد الكريم ...


7-6-2012
عرض أول جهاز أنتجته شركة أبل للبيع
أعلنت دار "Sotheby" للمزادات عن نيتها طرح أول جهاز كمبيوتر أنتجته شركة أبل للبيع في مزاد يُقام في ...


3-11-2011
حديقة العزيزية (مرعي باشا الملاّح) والحديقة العامة بحلب
تمهيد: إنّ التقرير الذي قدّمه الى المجلس البلدي بحلب المهندس الاستشاري شارل غودار، عضو المجلس البلدي ومدير سكة حديد ...


28-9-2011
زقاق الأربعين ووثيقة آل دلاّل و الشاعر جبرائيل دلال (1836 – 1892) من أوائل شهداء الحرية
في محاولة لربط الزمان بالمكان وبالحدث الذي يفعّله الإنسان سنحاول ان ننقل خطواتنا في النصف الثاني من القرن ...


18-8-2011
سر البيلون الحلبي
كتب المرحوم الدكتور عبد الرحمن الكيالي مقالة في مجلة الحديث الحلبية تساءل فيها : هل كلمة ( بيلون) ...


13-8-2011
صناعة صابون الغار في حلب تلفظ أنفاسها الأخيرة
في عام 1999 ظهرت المواصفة القياسية السورية لصابون الغار ، التي حددت نسبة زيت المطراف فيه بخمسين بالمئة ...


10-8-2011
عيدو السواس و عيدو التنكجي مؤسسا فرقة نجمة سورية أول فرقة مسرحية بحلب
نشر الاستاذ  أحمد نهاد الفرا مقالة مطولة في مجلة العمران  (التي كانت تصدر عن وزارة البلديات فترة الوحدة ...