إعلانات
رويترز : كيف سقطت الموصل ؟ .. ضابط عراقي كبير يكشف حقيقة ما جرى و يشكك في رواية بغداد !
الاربعاء - 15 تشرين الاول - 2014 - 18:23 بتوقيت دمشق
التفاصيل



كان اللواء مهدي الغراوي يعلم أن الهجوم قادم.

في أواخر مايو أيار اعتقلت قوات الأمن العراقية سبعة أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الموصل وعلمت أن المجموعة تخطط لشن هجوم على المدينة في أوائل يونيو حزيران.

وطلب الغراوي قائد العمليات في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل تعزيزات من أكثر القادة تمتعا بثقة رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي.

ولأن الجيش العراقي كان منهكا تجاهل الضباط الكبار هذا الطلب.

كما نقل دبلوماسيون في بغداد معلومات عن هجوم وقيل لهم أن قوات عراقية خاصة ترابط في الموصل وبإمكانها التعامل مع أي تطورات.

وفي الرابع من يونيو حزيران حاصرت الشرطة الاتحادية في الموصل تحت قيادة الغراوي القائد العسكري لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق ففضل أن يفجر نفسه على الاستسلام. وكان الغراوي يأمل أن يمنع مقتله الهجوم المرتقب. لكنه كان مخطئا.

ففي الساعة الثانية والنصف صباح يوم السادس من يونيو حزيران عاد الغراوي ورجاله إلى غرفة العمليات بعد تفقد نقاط التفتيش في المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة. وفي تلك اللحظة كانت قوافل من شاحنات البيك أب تتقدم من اتجاه الغرب عبر الصحراء التي تقع فيها الحدود الفاصلة بين العراق وسوريا.

وكان بكل شاحنة أربعة من مقاتلي الدولة الإسلامية. وشقت هذه القوافل طريقها إلى نقاط التفتيش التي كان بكل منها رجلان لتدخل المدينة.

وبحلول الساعة الثالثة والنصف صباحا كان المقاتلون المتشددون يحاربون داخل الموصل. وبعد ثلاثة أيام ترك الجيش العراقي الموصل ثاني أكبر مدن العراق للمهاجمين.

وأدى سقوط المدينة إلى سلسلة من الأحداث التي مازالت تعيد تشكيل العراق رغم مرور أشهر.

فكانت سببا في بدء هجوم استمر يومين واقترب فيه مقاتلو التنظيم لمسافة 153 كيلومترا من بغداد مما أدى لسقوط أربع فرق عراقية وأسر ومقتل آلاف الجنود العراقيين.

وساهم هذا الهجوم في إزاحة المالكي عن منصبه كما دفع القوى الغربية وحلفاءها من دول الخليج العربية إلى بدء حملة قصف جوي لمواقع المتشددين الإسلاميين في العراق وسوريا.

لكن الغموض ظل حتى الآن يكتنف الظروف التي أحاطت بسقوط الموصل وبمن أصدر الأمر بترك القتال والانسحاب.

فلم تصدر رواية رسمية لما حدث ولم ينشر سوى ما رواه الجنود عن عمليات هروب جماعي من الخدمة ومزاعم من قوات المشاة بأنها اتبعت أوامر صدرت لها بالهرب.

وفي يونيو حزيران اتهم المالكي دولا بالمنطقة لم يذكرها بالاسم وقادة وساسة منافسين بالتآمر لإسقاط الموصل لكنه لزم الصمت منذ ذلك الحين.

ومع ذلك القت بغداد اللوم على اللواء الغراوي.

ففي أواخر أغسطس آب اتهمته وزارة الدفاع بالتقصير في واجبه. وهو الآن ينتظر ما تتوصل إليه هيئة تحقيق ثم محاكمة عسكرية. وإذا كان قرار المحكمة بالإدانة فمن الممكن أن يحكم عليه بالاعدام.

وتم أيضا احتجاز اربعة من ضباط الأمن الذين كانوا يخدمون تحت إمرة الغراوي انتظارا لمحاكمتهم ولم تتمكن رويترز من الاتصال بهم.

ويعتزم البرلمان عقد جلسات استماع لمعرفة ما حدث في سقوط الموصل.

ويظهر تحقيق أجرته رويترز أن مسؤولين عسكريين من مستوى أرفع والمالكي نفسه يتحملون جانبا من اللوم على الأقل.

فقد شرح عدد من أرفع القادة والمسؤولين العراقيين بالتفصيل للمرة الأولى كيف استفاد تنظيم الدولة الإسلامية من نقص القوات والخلافات فيما بين كبار الضباط والزعماء السياسيين في العراق وحالة الذعر التي أدت إلى ترك المدينة.

ويقول الضباط والمسؤولون إن المالكي ووزير دفاعه ارتكبا خطأ مبكرا فادحا برفض عروض متكررة من القوات الكردية المعروفة باسم البشمركة لتقديم المساعدة.

ودور الغراوي في الكارثة موضع خلاف. فالغراوي من أفراد الطائفة الشيعية المهيمنة في البلاد ويقول محافظ نينوى وكثير من المواطنين إنه استعدى الأغلبية السنية في الموصل قبل بدء المعركة.

وساهم ذلك في ظهور الخلايا النائمة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية داخل الموصل نفسها. واتهم ضابط عراقي الغراوي بأنه لم يحشد القوات لوقفة أخيرة في مواجهة الدولة الإسلامية.

من جانبه يقول الغراوي إنه ظل صامدا ولم يصدر الأمر النهائي بالانسحاب من المدينة. ويقر آخرون اشتركوا في المعركة صحة هذا الزعم ويقولون إن الغراوي ظل يقاتل حتى سقطت المدينة. وعند ذلك فقط هرب الغراوي من ساحة المعركة.

ويقول الغراوي إن واحدا من ثلاثة أشخاص ربما يكون قد أصدر الأمر النهائي هم عبود قنبر الذي كان في ذلك الوقت نائبا لرئيس الأركان بوزارة الدفاع أو علي غيدان الذي كان قائدا للقوات البرية أو المالكي نفسه الذي كان يوجه كبار الضباط من بغداد بنفسه.

ويقول الغراوي إن سر من قرر الانسحاب من الموصل يكمن مع هؤلاء الثلاثة. ويقول الغراوي إن قرار غيدان وقنبر ترك الضفة الغربية للموصل كان سببا في هروب جماعي من الخدمة لأن الجنود افترضوا أن قادتهم هربوا.

وأيد مسؤول عسكري عراقي رفيع ذلك.

ولم يعلق أي من الرجال الثلاثة علانية على قراراتهم في الموصل. ورفض المالكي طلبات من رويترز لإجراء مقابلة لهذا التقرير. ولم يرد قنبر بينما لم يتسن الاتصال بغيدان.

وقال اللواء قاسم عطا المتحدث العسكري الذي تربطه علاقات وثيقة بالمالكي لرويترز الاسبوع الماضي إن الغراوي "قبل الآخرين جميعا... فشل في دوره كقائد." وقال إن الباقين "سيكشف عنهم أمام القضاء."

ومن أوجه عديدة تعد رواية الغراوي لما حدث نافذة على العراق.

فهذا القائد العراقي يعد شخصية رئيسية منذ عام عام 2003 عندما بدأ الشيعة يكتسبون نفوذا بعد أن أطاحت الولايات المتحدة بصدام حسين وحزب البعث السني الذي كان مهيمنا من قبل.

وحيا القادة العراقيون الغراوي ذات مرة باعتباره بطلا بينما يرى السنة أنه قاتل استغل الحرب العراقية على التطرف للتغطية على عمليات ابتزاز شركات للحصول على أموال وتهديد الأبرياء بالاعتقال والقتل.

وصعد نجم الغراوي في القوات المسلحة التي تسودها الانقسامات الطائفية والفساد والسياسة. وأصبح الغراوي الآن أسير هذه القوى نفسها.

ولا يوضح قرار معاقبته وتجاهل دور الشخصيات الأعلى رتبة مدى صعوبة إعادة بناء القوات المسلحة فحسب بل يبين أيضا لماذا تواجه البلاد خطر التفكك. وكما أثبتت الموصل فالجيش العراقي مؤسسة فاشلة في قلب دولة فاشلة.

وأصبح الغراوي على حد قوله كبش فداء وضحية للاتفاقات والتحالفات التي تبقي النخبة السياسية والعسكرية في العراق في مواقعها. وأحيل غيدان وقنبر موضع ثقة المالكي إلى التقاعد. ويقول الغراوي الذي يعيش في مدينته الواقعة في جنوب العراق إن رؤساءه ألقوا عليه أخطاء نظام متصدع.

وقال الغراوي لرويترز خلال زيارة لبغداد قبل أسبوعين "هم يريدون فقط إنقاذ انفسهم من تلك الاتهامات. التحقيق يجب أن يشمل أعلى القادة والقيادات... على الكل أن يقول ما لديه حتى يعرف الناس."

* الطريق إلى الموصل

وقد توقع الغراوي أن تكون الموصل جحيما. ففي السنوات التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 أصبحت المدينة مركزا لتنظيم القاعدة وحركة التمرد السني.

ويقيم بعثيون سابقون وقادة عسكريون سابقون في محافظة نينوى. كذلك كان للأكراد موطيء قدم في المدينة. فبعد سقوط صدام أصبحوا يهيمنون على قوى الأمن والحكومة المحلية.

وفي عام 2008 وبعد عامين من تولي المالكي رئاسة الوزراء بدأ يعمل على تأكيد سلطته في المدينة. ولأنه كان يتوقع احتمال أن يغدر الأكراد به بدأ حملة تطهير للضباط الأكراد من فرقتي الجيش الموجودتين في الموصل ويضع رجاله لحماية مصالح بغداد.

وعين المالكي مجموعة من القادة الذين استعدوا الأكراد والسنة في المدينة. وفي عام 2011 وقع اختياره على الغراوي.

كان الغراوي بالفعل واحدا ممكن نجوا من ويلات النظام السياسي العراقي. ورغم كونه شيعيا فقد كان عضوا في الحرس الجمهوري في عهد صدام حسين. وفي عام 2004 وبعد سقوط صدام دعمت واشنطن الغراوي في قيادة واحدة من فرق الشرطة الوطنية الجديدة في العراق.

وكانت تلك الفترة في غاية القسوة. وقد تم ربط قوى الأمن التي هيمن عليها الشيعة بما فيها الشرطة بسلسلة من عمليات القتل خارج نطاق القانون. واتهم الأمريكيون الغراوي بإدارة كتائب الشرطة كواجهة للميليشيات الشيعية التي ألقيت عليها مسؤولية قتل المئات من الناس أغلبهم من السنة.

وحقق مسؤولون أمريكيون وعراقيون مع الغراوي لقيادته الموقع أربعة وهو سجن شهير ببغداد تردد أن السجناء كانوا يعذبون فيه أو يباعون لواحدة من أكبر الميلشيات الشيعية وأكثرها وحشية.

وفي أواخر عام 2006 تحرك المسؤولون الأمريكيون لوقف أعمال القتال وضغطوا على المالكي لصرف الغراوي من الخدمة ومحاكمته بتهمة التعذيب. وكلف المالكي الغراوي بمهمة أخرى لكنه لم يشأ أن يحاكمه.

ويتذكر السفير الأمريكي ريان كروكر تبادل الصياح مع المالكي بسبب الغراوي. وقال كروكر عام 2010 "من دواعي شعوري بخيبة الأمل وهي كثيرة عدم الايقاع بهذا الفاشل البائس."

ويقول الغراوي إنه لم يرتكب أي أخطاء خلال تلك الفترة وليس لديه ما يعتذر عنه. وأضاف أنها كانت حربا أهلية. وكان التمرد السني مصرا على القضاء على الحكومة التي يقودها الشيعة. كما قتل شقيق الغراوي على أيدي مقاتلين من السنة.

ويقول الغراوي "كنا نعمل في ظل ظروف خاصة. ومنعنا الحرب الأهلية. بل إننا في واقع الأمر أوقفناها. فأين هي أخطاؤنا؟"

* جلد الفهد وتحذير

بعد إنزال رتبته ظل الغراوي ينتظر فرصة ملائمة فعاش حياة كئيبة في فيلته ذات الإضاءة الخافتة في المنطقة الخضراء تزينها صور قديمة من بينها بضع صور له مع أعضاء في الكونجرس الأمريكي ووزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد.

وأوكلت إليه سلسلة من المهام البسيطة. وظل مكتب المالكي يقترح اسمه بانتظام لمناصب أعلى وظل المسؤولون الأمريكيون يعرقلون هذه الاقتراحات. وبينما كانت القوات الأمريكية تستعد لمغادرة العراق عين المالكي الغراوي في أعلى منصب قيادي للشرطة الاتحادية في الموصل.

وهناك استعاد الغراوي مجده السابق. وعرض التلفزيون العراقي صورته وهو يقف في سهول نينوى بالزي المموه الأزرق وهو ويعلن نجاح عملية لإحباط مؤامرة إرهابية. وكافأه المالكي بمنحه عقارا سكنيا في أحد الأحياء الراقية في بغداد.

وفي بيته بالعاصمة وأثناء إجازة قصيرة من الموصل في شهر ديسمبر كانون الأول الماضي جلس الغراوي بكل زهو على أريكة خضراء وحوله جدران مطلية باللون الأصفر الشاحب وتحت قدميه سجادة من جلد فهد وأرضية تشع بلاطاتها بريقا لامعا. وتدلت من على الحائط صورة زيتية للغراوي.

وراح الغراوي يتباهي بالاعتقالات وهو يقلب مجموعة من صور الجهاديين الذين اعتقلهم رجاله.

ورغم انتصاراته كان صريحا فيما يتعلق بالتمرد الذي عاود الظهور العام الماضي مع تنامي شعور السنة بخيبة الأمل إزاء الحكم الطائفي للمالكي. وقال إن الحرب في أفضل الأحوال تمثل ورطة.

وقال إن تنظيم القاعدة الذي كان في ذلك الوقت التنظيم الأم لتنظيم الدولة الإسلامية قبل ان ينفصل عنه الأخير هذا العام يحقق مكاسب. وأضاف "يجب أن أعترف أن القاعدة أقوى من أي وقت مضى. فالقاعدة تحتاج الموصل وتنظر إلى الموصل باعتبارها إمارتها."

وقال الغراوي إنه تنقصه القوات اللازمة لتأمين المحافظة. كذلك فإنه واجه معارضة متنامية من السنة في الموصل الذين اتهموه ورجاله بارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القانون. ويرفض الغراوي هذه الاتهامات.

وفي مارس آذار عينه المالكي قائد العمليات في نينوى. وكان الأمن في العراق يتدهور. ففي محافظة الأنبار الواقعة إلى الجنوب الغربي من نينوى كانت ثلاث فرق عسكرية قد شاركت بسبب أعمال العنف في الحرب على مقاتلي الدولة الإسلامية والعشائر السنية الغاضبة.

وفقدت الحكومة السيطرة على الطرق الرئيسية من بغداد إلى الشمال. واعتاد مقاتلو الدولة الإسلامية إقامة نقاط تفتيش وهمية على الطرق ونصب الكمائن للسيارات.

* السقوط

بينما كان مقاتلو الدولة الإسلامية يسابقون الريح صوب الموصل قبل فجر يوم السادس من يونيو حزيران كان الجهاديون يأملون كما قال واحد منهم فيما بعد لصديق في بغداد أن يستولوا على إحدى الضواحي لعدة ساعات. فلم يتوقعوا أن تنهار سيطرة الدولة.

ودخل الجهاديون خمسة أحياء بالمئات وخلال الأيام القليلة التالية ارتفع عددهم متجاوزا 2000 مقاتل ورحب بهم سكان المدينة السنة الغاضبون.

كان خط الدفاع الأول عن الموصل هو اللواء السادس بالفرقة الثالثة من الجيش العراقي. وعلى الورق كان قوام اللواء 2500 رجل. أما الواقع فكان أقرب إلى 500 رجل. كذلك كان اللواء تعوزه الأسلحة والذخائر وفقا لما قاله أحد ضباط الصف.

فقد سبق نقل المشاة والمدرعات والدبابات إلى الأنبار حيث قتل أكثر من 6000 جندي وهرب من الخدمة 12 ألف غيرهم. وقال الغراوي إن ذلك لم يبق في الموصل أي دبابات كما أن المدينة كانت تعاني من نقص المدفعية.

كذلك كانت هناك أيضا مشكلة الجنود الوهميين وهم الرجال المسجلون في الدفاتر الذين يدفعون للضباط نصف رواتبهم وفي المقابل لا يحضرون لثكناتهم ولا يؤدون ما عليهم من واجبات.

وكان محققون من وزارة الدفاع أرسلوا تقريرا عن هذه الظاهرة لرؤسائهم عام 2013. وقال صف ضابط ترابط وحدته في الموصل إنه لم يحدث أي تقدم في هذا الشأن.

عموما كان من المفترض أن يكون عدد رجال الجيش والشرطة في المدينة ما يقرب من 25 ألفا. أما في الواقع فلم يكن العدد يزيد في أحسن الأحوال عن عشرة آلاف كما قال عدد من المسؤولين المحليين وضباط الأمن.

وفي حي مشرفة وهو من نقاط الدخول إلى المدينة كان عدد الجنود في الخدمة ليلة السادس من يونيو حزيران 40 جنديا فقط.

ومع تسلل المتشددين إلى المدينة استولوا على عربات عسكرية وأسلحة. وقال ضابط الصف الذي يعمل في المدينة أن المتشددين شنقوا عددا من الجنود وأشعلوا النار في جثثهم وصلبوا البعض وأشعلوا النار فيهم على مقدمة سيارات الهمفي.

وعلى الطرف الغربي من حي 17 تموز شاهد رجال الشرطة من الكتيبة الرابعة سيارتي همفي و15 شاحنة بيك اب تقترب وهي تطلق نيران المدافع الرشاشة بكثافة.

وقال العقيد ذياب أحمد العاصي العبيدي قائد الكتيبة "في كتيبتنا كلها عندنا مدفع رشاش واحد. أما هم ففي كل بيك اب مدفع رشاش."

وأمر الغراوي قواته بتشكيل صف دفاعي لتطويق أحياء الموصل الغربية المحاصرة من جهة نهر دجلة. وقال الغراوي إنه تلقى اتصالا هاتفيا من المالكي للصمود حتى وصول قنبر نائب رئيس الأركان بوزارة الدفاع وغيدان الذي كان يقود القوات البرية العراقية.

وقنبر من أفراد العشيرة التي ينتمي إليها المالكي بينما كان غيدان يساعد المالكي منذ فترة طويلة في العمليات الأمنية وفقا لما قاله ضباط مسؤولون عراقيون كبار.

وكان الاثنان أعلى رتبة من الغراوي وتوليا تلقائيا بالكامل القيادة في الموصل في السابع من يونيو حزيران.

وفي صباح اليوم التالي التقى الغراوي محافظ نينوى أثيل النجيفي. ولم يكن المحافظ صديقا بل سبق أن اتهم الغراوي بالفساد وهو اتهام نفاه الغراوي.

والآن كان مصير المدينة يتوقف على الغراوي. وسأل أحد مستشاري النجيفي الغراوي عن أسباب عدم قيامه بهجوم مضاد.

وقال له الغراوي "لا يوجد ما يكفي من القوات."

وكان الفريق بابكر زيباري يرأس الغراوي ورئيسا لهيئة الاركان للقوات المسلحة في بغداد. واتفق في الرأي أنه لا يوجد ما يكفي من الرجال لالحاق الهزيمة بالجهاديين. وسبق أن رفض المالكي فرصة لتغيير هذا الوضع.

وفي السابع من يونيو حزيران عرض رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني ارسال قوات البشمركة الكردية لتقديم العون. ووصل هذا العرض إلى المالكي الذي قال زيباري إنه رفضه مرتين عن طريق وزير الدفاع.

كما حاولت الأمم المتحدة ودبلوماسيون أمريكيون التوسط في وضع ترتيبات مقبولة للمالكي الذي ظل على ارتيابه في نوايا الأكراد. وأصر المالكي أن القوات العراقية تكفي وزيادة. وأكد مكتب البرزاني أن العروض الكردية بتقديم المساعدة قوبلت بالرفض.

وعصر يوم الثامن من يونيو حزيران صعد تنظيم الدولة الإسلامية. كانت أكثر من 100 عربة تقل ما لا يقل عن 400 مقاتل قد عبرت إلى الموصل من سوريا منذ بداية المعركة. وقالت الشرطة والجيش إن الخلايا النائمة في المدينة نشطت وهبت لمساعدة المهاجمين.

وقصف المهاجمون مركزا للشرطة في حي العريبي وهاجموا المنطقة المحيطة بفندق الموصل المهجور على الضفة الغربية لنهر دجلة الذي تحول إلى موقع قتالي لثلاثين رجلا من وحدة خاصة من قوات الشرطة.

وقصف الغراوي ورجاله من الشرطة الاتحادية المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية بالمدفعية.

وقال الغراوي إن "معنويات الموصل ارتفعت" لبرهة من الوقت.

وخلال ساعات سادت الفوضى قيادة الغراوي. وتقول عدة مصادر عسكرية إن غيدان وقنبر عزلا قائد فرقة بعد أن رفض ارسال رجال للدفاع عن فندق الموصل.

ومن الناحية النظرية كان تحت إمرة الضابط المعزول 6000 رجل وكان قائده المباشر هو الغراوي.

ويصف الفريق أول زيباري هذا الأمر بخطأ آخر كبير. ويقول "في حالة الأزمة لا يمكنك ابدال القائد."

* نقطة التحول

بحلول التاسع من يونيو حزيران كان العقيد العبيدي من الكتيبة الرابعة و40 من رجاله من بين آخر رجال الشرطة المحلية الذين يقاتلون لصد الجهاديين في غرب الموصل. أما الباقون فكانوا إما انضموا للجهاديين أو هربوا من الخدمة.

وقبيل الساعة الرابعة والنصف عصرا اتجهت شاحنة صهريج عسكرية لنقل المياه صوب فندق الموصل حيث كان العبيدي ورجاله يرابطون. وأطلقت الشرطة النار على الشاحنة التي انفجرت وتحولت إلى كتلة هائلة من النار والشظايا.

وقال العبيدي الذي أصيب بجرح في ساقه من جراء الانفجار "لم أشعر بشيء. فقد هز الصوت الموصل كلها لكني لم أسمع شيئا."

وتوعد العبيدي بمواصلة القتال وهو يلوح بمسدسه. ونقله رجال الشرطة إلى زورق لعبور النهر إلى منطقة آمنة. وشهد ضباط عسكريون ومسؤولون محليون بل ومسؤولون أمريكيون أدلوا بشهادتهم فيما بعد أمام الكونجرس أن هجوم الفندق هو ما أدى لانكسار الجيش والشرطة في الموصل.

وبعد ذلك ذاب الخط الدفاعي في غرب المدينة فلم يعد له وجود.

وبعد حوالي ثلاث ساعات ومع انتشار التقارير عن قيام الشرطة الاتحادية بحرق معسكراتها والتخلص من الزي العسكري اجتمع محافظ نينوى ومستشاره مع قنبر وغيدان في قيادة العمليات قرب المطار.

وكان المستشار خالد العبيدي نفسه ضابطا متقاعدا وعضوا في البرلمان انتخب حديثا. (ولا تربط المستشار صلة قرابة بالعقيد العبيدي).

وحث القادة العسكريين على الهجوم بالفرقة الثانية التي ظلت ساكنة نسبيا على الجانب الآخر من النهر في شرق الموصل.

وقال قنبر إن لديهم خطة. وحث مستشار النجيفي الغراوي على الهجوم. وقال الغراوي إنه لا يمكنه المجازفة بنقل الجنود ورجال الشرطة الاتحادية الذين تبقوا معه.

وقال المستشار "يمكننا أن نأتي لهم بالقوة."

وقاطعه قنبر قائلا إن على المحافظ ومستشاره أن يؤديا ما عليهما من واجب وأضاف "ونحن سنؤدي واجبنا."

وغادر المحافظ ومستشاره القاعدة الساعة 8:25 مساء غير واثقين من خطة العسكريين.

وقبيل الساعة التاسعة والنصف مساء أبلغ قنبر وغيدان الغراوي بأنهما سينسحبان إلى الجانب الآخر من النهر.

وقال الغراوي "قالا مع السلامة فحسب. لم يقدما لي أي معلومات أو أي سبب."

ويقول الغراوي وضباط آخرون إنهما أخذا من قوات الغراوي 46 رجلا و14 شاحنة بيك اب وعربة همفي أي معظم ما لدى وحدته الأمنية. وتقول روايات عدة إن الضابطين صاحبي الرتبة الرفيعة نقلا قيادة المدينة إلى قاعدة على الجانب الشرقي من المدينة.

وقال الغراوي إن قافلة غيدان وقنبر المتقهقرة خلقت الانطباع بأن قوات الجيش العراقي تهجر الميدان. وأضاف "هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير. هذا هو أكبر خطأ."

وقال المحافظ النجيفي لرويترز إن الجنود افترضوا أن قادتهم هربوا وخلال ساعتين كان أغلب رجال الفرقة الثانية قد هربوا من الخدمة في شرق المدينة.

وظل الغراوي و26 من رجاله مختبئين في قاعدة عملياتهم في الغرب التي اجتاحها المقاتلون المهاجمون.

ويقول الغراوي إن غيدان اتصل به في تلك الليلة وأكد له أن الجيش يسيطر على شرق الموصل.

ويقول الفريق أول زيباري رئيس هيئة أركان القوات المسلحة في بغداد إن غيدان وقنبر غادرا الموصل خلال الليل ووصلا إلى كردستان في العاشر من يونيو حزيران.

ويتساءل زيباري "طبعا بمجرد أن يترك القائد الجنود ويرحل فلماذا تريد أن تحارب؟ القائد الكبير هو العقل المحرك للعملية. ما أن يهرب حتى يصاب الجسد كله بالشلل."

ويقول زيباري إنه لا يعرف من أصدر الأمر بالرحيل. وقال لرويترز إن غيدان وقنبر يتصرفان دون علم وزارة الدفاع ويرفعان تقاريرهما مباشرة إلى المالكي.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم التالي اتصل زيباري بالغراوي وحثه على مغادرة مركز قيادة العمليات. ويتذكر الرجلان قول زيباري "ستقتل. أرجوك انسحب."

ورفض الغراوي وأصر أنه يحتاج لموافقة المكتب العسكري التابع للمالكي لكي يرحل.

وعقب ذلك قرر الغراوي أن يقاتل للوصول عبر جسر إلى شرق الموصل. واتصل بغيدان لابلاغه بذلك. وقال له "سوف أقتل. أنا محاصر من جميع الجهات. انقل تحياتي لرئيس الوزراء وقل له إنني فعلت كل ما في وسعي."

وانحشر هو ورجاله في خمس عربات واتجه صوب النهر. وعلى الضفة الشرقية أشعلت النار في العربات الخمس. وظل هو ورجاله يتفادون طلقات الرصاص والحجارة. ولقي ثلاثة من الرجال مصرعهم بالرصاص. وقال الغراوي إن المسألة أصبحت أن يحاول كل واحد النفاد بجلده.

وفي الشرق قال الغراوي إن ثلاثة من رجاله استولوا على عربة مدرعة كانت اطاراتها فارغة من الهواء واتجهوا بها شمالا بحثا عن الأمان.

* العواقب

بحلول أغسطس آب كان الغراوي قد عاد إلى مدينته في جنوب العراق ليعتني بأولاده غير واثق من خطوته التالية. وفي يوم من الأيام تلقى مكالمة من صديق بوزارة الدفاع تبين منه أنه رهن التحقيق لهروبه من الخدمة في الموصل.

وفي الوقت نفسه رقى المالكي قنبر وسعى لحماية غيدان. وبعد استقالة رئيس الوزراء في 15 أغسطس اب أرغم الرجلان أيضا على التقاعد.

وكان ذلك بمثابة محاولة من حيدر العبادي رئيس الوزراء الجديد للبدء من جديد والسعي لإعادة بناء القوات العراقية.

وأغلق العبادي المكتب الذي اعتاد المالكي أن يوجه منه القادة وفي هدوء أحال الضباط الذين كانوا يعتبرون موالين لسلفه إلى التقاعد.

أما تطهير المؤسسات الأمنية من الطائفية وسبل التحايل لجمع المال والمناورات السياسية فسيستغرق سنوات.

والآن على الغراوي أن يتحمل المسؤولية عن سقوط الموصل. ويرى زيباري أن في ذلك ظلم.

يقول زيباري "الغراوي كان ضابطا يؤدي عمله لكن حظه تعثر مثل كثيرين غيره من الضباط. كلنا علينا أن نتحمل بعض المسؤولية. كل واحد منا."

وقبل أسبوعين في بغداد قال الغراوي بذقن غير حليق وصوت أجش أنه يقبل مصيره أيا كان.

وأضاف "ربما يصدر عفو عني وربما أسجن وربما أشنق.
 

عكس السير


التعليقات :
فانوس
(30)   (40)
ورد في المقال أعلاه العبارة التهريجية التالية: (أطاحت الولايات المتحدة بصدام حسين وحزب البعث السني الذي كان مهيمنا من قبل.) ... تصوروا ... بعث سني!!! يا للعجب!!! منذ متى كان حزب البعث حزباً دينياً لكي يوصف بأنه سني؟ ... كافة العراقيون يعلمون بأن حزب البعث العراقي كان 70% من أعضائه (على مستوى عضو فرقة فما فوق) هم من أسر شيعية. فعلى أي اعتبار قرر كاتب المقال بأن حزب العث في العراق، هو حزب سني؟ ... تصوروا إلى أي مدى يمكن أن تذهب كثير من وسائل الإعلام (إن صح اعتبارها وسائل إعلام، بل هي مواخير دجل و أكاذيب)، إلى أي مدى يمكن أن تذهب في تعميق حالة التنافر الطائفي في امتنا. أنا متأكد بأن مواخير الدجل هذه لن تردد بأن تقول بأن هذه شجرة سنية و تلك شجرة شيعية! هذه نعجة سنية، و ذاك خروف شيعي! هذه أحجار سنية و تلك صخور شيعية! انظر قد جاءت غيوم سنية، بالأمس قد مطرت علينا غيوم شيعية! و يلكم و يلكم أي قذارة قد قبلتم أن تغوصون في قاعها عميقا ... و رب العزة و الجلال، سوف تسألون، سوف تسألون، سوف تسألون. فبماذا ستجيبون؟
فانوس
(22)   (36)
و لقد ورد في المقالة أعلاه بأن الغراوي: (رغم كونه شيعيا فقد كان عضوا في الحرس الجمهوري في عهد صدام حسين) .. فهل يجرؤ أحد بعد هذا أن يجادل بأن صدام حسين يرحمه الله كان طائفياً منحازاً للسنة ... كل العراقيون يعلمون علم اليقين بأن صدام حسين لم يكن أبداً طائفياً في أي يوم من حياته. كيف يكون طائفياً، و كل العراقيون يعلمون بأن كثير من القادة الكبار في الجيش العراقي السابق كانوا من أسر شيعية، و كثير من ضباط جهاز المخابرات العراقية، و مديرية الأمن العامة، كانوا شيعة من أسر شيعية. فعلى أي اعتبار يوصف نظام حكم صدام حسين بأنه نظام حكم سني؟ و يل لكم ماذا فعلتم بالعراق؟
فانوس
(16)   (2)
(فعاش حياة كئيبة في فيلته ذات الإضاءة الخافتة في المنطقة الخضراء تزينها صور قديمة من بينها بضع صور له مع أعضاء في الكونجرس الأمريكي ووزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد.) ... هذه هي حقيقة قادة جيش المالكي ... عملاء إمعات تافهون لا قيمة لهم، بل يعتزون و يتفاخرون بمن احتل بلدهم و دمره عن بكرة أبيه ... أفبعد هذا تتعجبون كيف سقطت الموصل! لو كانوا هؤلاء الذين يرتدون البزات و النياشين العسكرية لديهم أدنى قدر من الكفاءة القيادية و الحنكة في الحرب لما سقطت الموصل بهذا الشكل المدوي و الخاطف، بل هم ليسوا سوى أفراد في عصابات أحزاب مجرمة أكلت العراق أكلاً و جعلت منه بلداً محترقاً ... و للحديث بقية.
متابع
(12)   (2)
بعد كل هذه الخيانات والفساد ، مشكلة أميركا أنها لا تزال تثق بهؤلاء الشيعة .. لا تزال أميركا تريد بناء جيش جديد من هؤلاء الخونة ، والنتيجة نفسها ستحصل بعد عدة سنوات ! يفترض بأمريكا أن تثق بمن يستحق الثقة ، وهم موجودين في العراق قبل الغزو الاميركي عام 2003 .
داود
(18)   (1)
الجيش العراقي الحالي الطائفي ماعندو قوة إلا على الضعفاء والنساء والاطفال ليس إلا،
فانوس
(16)   (2)
هذه هي حقيقة جيش العصابة الذي أسسه المالكي و في ذلك بعض من الحقيقة و ما خفي كان أعظم ... المالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة يتخذ مرسوماً بتعيين فلان كقائد فرقة. و لكي يستمر فلان بمنصبه كقائد فرقة، يتوجب عليه أن يدفع للسيد القائد العام مبلغ مليون دولار شهرياً، و إلالالالالا !!! من أين يحصل قائد الفرقة على مبلغ مليون دولار؟ سهله ... الفرقة تتكون من أربعة ألوية. آمر اللواء علّان يتم تعيينه أيضاً بمرسوم من السيد القائد العام، و لكي يستمر علّان بمنصبه، يتوجب عليه دفع مبلغ نصف مليون دولار لقائد الفرقة شهرياً، و إلالالالالا !!! معنى هذا أن قائد الفرقة يحصل على مبلغ مليوني دولار. مليون منها للسيد القائد العام، و مليون في الجيب (مبلغ شهري مش بطال) ... من أين يحصل آمر اللواء على مبلغ نصف مليون؟ سهلة ... اللواء يتكون من أربعة أفواج. آمر الفوج زعطان يتم تعيينه أيضاً بمرسوم من السيد القائد العام، و لكي يستمر زعطان بمنصبه، يتوجب عليه دفع مبلغ ربع مليون دولار لآمر اللواء شهرياً، و إلالالالالا !!! معنى هذا أن آمر اللواء يحصل على مبلغ مليون دولار شهرياً. نصف مليون منها لقائد الفرقة، و نصف مليون في الجيب (مبلغ حلو و ممتاز) ... من أين يحصل آمر الفوج على مبلغ ربع مليون؟ سهلة ... الفوج يتكون من قوة مقاتلة تتراوح بين 1000 و 1500 جندي (على الأوراق و الوثائق)، و لكن على أرض الواقع، فالقوة المقاتلة لا تتجاوز 600 جندي في أحسن الظروف. معنى هذا أن قوائم الرواتب تتضمن 400 إلى 900 اسم وهمي و رواتب هذه الأسماء الوهمية تذهب لجيب آمر الفوج. الجندي العراقي يبلغ راتبه الشهري 800 دولار كحد أدني (حسب رتبته), معنى هذا أن آمر الفوج يحصل على مبلغ 320 ألف دولار شهرياً (كحد أدنى و كل حسب حظه و نصيبه). منها ربع مليون لآمر اللواء، و يبقى منها 70 ألف دولار (كحد أدنى) في جيب آمر الفوج (وهو مبلغ ممتاز و لا يوجد موظف حكومي أو ضابط عسكري في أغنى دول العالم يحصل على هذا الدخل الشهري الكبير) ... أهذا جيش أم عصابة؟ أهذا جيش أم سوق هرج؟ و تتعجبون كيف سقطت الموصل.
فانوس
(3)   (2)
عندما نقول بأن العرب اليوم أصبحوا كمثل الخراف التي تصطف في طابور بانتظار ذبحها و سلخها، و إن فلسطين كانت أولى الخراف التي ذبحت و سلخت و قطعت. فإن كثيرين يتضاحكون من قولنا هذا (و يا للعجب فإن أكثر المتضاحكين هم من العرب أنفسهم) ... بالأمس البعيد راحت القدس، ثم تلتها بغداد، و بالأمس القريب دمشق، و اليوم صنعاء، و المسلخة مستمرة و لسوف يذبح الجميع الجميع الجميع بلا استثناء بلا استثناء ... فالعرب اليوم خراف في مفرمة رحاتيها إيران من جهة و الغرب و بني صهيون من جهة أخرى ... و مما يؤسف له أنه بعد كل الذي جرى و ما زال يجري، نرى بعض السذج من العرب ما زالوا يتراكضون لموالاة الغرب في كل ما يريده، لعل و عسى و أمل بأن يستثنيهم الغرب من قائمة الذبح في مسلخ الكراهية لكل ما هو عربي أو مسلم. فيا للحماقة !!! يا لحماقة ساسة يقودون أمة إلى حتفها، و قد أعطاهم الله كل مفاتيح القوة و المنعة و العزة في هذه الدنيا ... يا لحماقة هؤلاء الساسة الذين ركنوا لرخائهم و بحبوحة المال في خزائنهم فصدقوا أنهم بمأمن و بمنأى عن ما خطط لهم !!! ساسة حمقي يكذبون على انفسهم بأماني واهيات. و احاطوا أنفسهم بجوقات المشايخ و العمائم من أصحاب الفتاوى السامة التي حللت الضعف و الوهن و الدعة و السلامة في البيوت مع الزوجات و الأولاد و الوظائف و للخدر في المساجد المكيفة المنقوشة و المفروشة بالسجاد الناعم، و أنكرت على من يستل سيفه جهاد و ذوداً عن حياض الأمة المهتوكة و المغتصبة طولاً و عرضاً ممن وصفهم الله سبحانه بالكفر.
شيعي يكره إيران
(7)   (0)
جيش أبو لايستقوي إلا على العزل من الأطفال والنساء ليظهر حقده وسوداويته. وبعدها يلطموا على مظلومية الحسين. وهل الحسين سيرضى عن قتل الأطفال والنساء والأغتصاب. والله شوهتوا اسم الحسين الطاهر.
تذكروا الزهراء البتول فاطمة ياأوغاد وانتم تقتربون من النساء والأطفال.
أقول كل من يشارك بجيش كافر يقتل الطفل والمسن والمرأة هو كافر وإن قتل فهو خالد مخلد بالنار وبعدها خلي إيران تنفعكم يوم الحساب.
سوري
(3)   (2)
شكرا للأخ فانوس على المعلومات القيمة :)
أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

مقالات أخرى من " ماشيين غلط "

11-3-2015
مستشار القائد العام للحرس الثوري : قادتنا العسكريون حرروا 85 % من الأراضي السورية
قال مستشار القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين همداني، إن "القادة العسكريين الإيرانيين قد حرروا 85% من ...


11-3-2015
السلطات قامت بتصفية مجموعات عائدة إلى البلاد .. الحزب الشيوعي يكشف عن صينيين يقاتلون في صفوف " داعش "
أفاد أمين عام "الحزب الشيوعي الصيني" في منطقة شينغيانغ غرب الصين بأن متطرفين صينيين انضموا إلى تنظيم "داعش"، ...


11-3-2015
تهريب أسلحة و كوكايين .. السجن 16 عاماً في نيويورك لنجل رئيس " سورينام " بتهمة مساعدة حزب الله
حكمت محكمة في نيويورك الثلاثاء على نجل رئيس سورينام بالسجن لأكثر من 16 عاما بتهمة محاولة تقديم الدعم ...


10-3-2015
محكمة فرنسية تحكم بالسجن 3 سنوات على رجل ساعد فتاة أرادت الذهاب إلى سوريا للانضمام إلى " داعش "
 اصدرت محكمة باريسية الثلاثاء حكما على رجل بالسجن ثلاث سنوات لانه ساعد فتاة في الرابعة عشرة من عمرها ...


10-3-2015
مع تدهور الأوضاع الأمنية في الداخل اللبناني .. الشرق الأوسط : " حزب الله " بين المعركة و الحل السياسي في سوريا
لا يبدو «حزب الله» المنهمك حاليا بمعارك سوريا وخصوصا تلك المحتدمة على الجبهة الجنوبية وبالتحديد في مثلث القنيطرة ...


10-3-2015
الشبكة السورية لحقوق الإنسان : طائرات التحالف تسببت بمقتل أكثر من 100 مدني في سوريا
  أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن قصف قوات التحالف الدولي على تنظيم داعش، ضد مواقع التنظيم ومواقع أخرى ...


9-3-2015
مستشار الرئيس الإيراني : عدنا " إمبراطورية " كما كنا .. و عاصمتنا الآن هي بغداد
قال علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن "إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها ...


9-3-2015
صحيفة : دمشق القديمة تتحول لـ " مربع أمني " لحزب الله
  بعد تفجير حافلة تقل شيعة لبنانيين بالكلاسة بالقرب من سوق الحميدية وسط دمشق مطلع شهر شباط الماضي، بات ...