إعلانات
المغرب يوافق على ترحيل سوري للرياض على خلفية ملاحقة قضائية وأسرته متخوفة من تسليمه لاحقاً إلى النظام السوري
الاثنين - 23 شباط - 2015 - 19:18 بتوقيت دمشق
التفاصيل


 
تناولت وسائل إعلام مغربية قضية سوري بدأت أولى  فصولها قبل ثمانية أعوام ولم تنتهِ إلى الآن، حيث اتُهِم في السعودية بخيانة الأمانة، وهو صك الاتهام الذي تقول عائلته إنّه زورٌ طاله.. ليقضي، بعد إدانته، مدة سجنية في سوريا، بينما عادت ذات التهمة لتلاحقه من جديد في المغرب بعد فراره إلى المملكة هربًا من جحيم الحرب، ليجد نفسه مسجونًا من جديد بتهمة من المفترض أنه عوقب بخصوصها سابقًا.. ليغدو مهددًا بترحيل قريب إلى السعودية لنيل عقاب مبني على قرار محكمة النقض المغربية بالتسليم لسلطات الرياض المطالبة به.

قصة المواطن السوري عبد الرحمن فاروق علي، كما نقلتها أسرته ضمن روايتها للإعلام المغربي، لا تتضمن فصولًا من معاناة السوريين منذ أن طال "الربيع العربي" بلادهم لينتج إرهاب "داعش" وقمع النظام، بل تحتوي الكثير من الإشكاليات المتعلّقة بالاتفاقيات القضائية بين الدول، وكذلك ما يخصّ قرارات القضاء في تهمٍ تعود إلى سنوات خلت وإلى فضاء عيش له سيادَة بعيدة عن جنسية القاضي المصدر للحكم.

تعود القصة إلى عام 2007، عندما توّصل عبد الرحمن بإشعار براءة الذمة من وظيفته في إدارة تسويق مؤسسة فندقية بعدما طلب الرحيل من السعودية، فعاد إلى سوريا لأجل مباشرة مشروع تجاري آخر، قبل أن يفاجأ بأن كفيله، الذي منحه ورقة إبراء الذمة يتهمه بسرقة مبلغ 544192 ريال سعودي، وأخذِ المفاتيح الخاصة بخزنة المكتب مع التسبب بخسائر أخرى تقدّر بـ 587288 ريال سعودي، ثم السفر إلى بلاده دون علم الكفيل.. وهي التهم التي تم تقديمها للقضاء السعودي بشهادة لثلاثة من الأجانب.

أدت هذه التهم إلى إصدار هيئة الادعاء العام أمرًا بإحضار عبد الرحمن بناء على صك اتهام يشمل خيانة الأمانة، إلّا أن وزارة العدل السورية رفضت تسليم مواطنها إلى السعودية، وقرّرت بدلًا من ذلك إحالة ملفه على القضاء السوري الذي أدانه بثلاثة أشهر نافذة من السجن وغرامة قيمتها مئة ليرة سورية، حيث جاء ذلك في شهر مارس من العام 2009، ليقضي عبد الرحمن عقوبته السجنية ويظنّ أن ملفه قد طوي نهائيًا.

انطلقت شرارة الثورة السورية، فأصبح اسم عبد الرحمن فاروق علي ضمن القائمة السوداء التي يترّصدها النظام، مستندة في ذلك لانتمائه إلى تنظيم معارض  هو "التجمع الثوري المعارض"، زيادة على قرابته من أحد الضباط المنشقين عن الجيش السوري، هو اللواء محمد الحاج علي.. وأُلقي القبض على عبد الرحمن عام 2013، وخرج من السجن بعد فترة يحمل آثار التعذيب والتنكيل، ليجبر على الهرب من سوريا كي لا يعود النظام مرة أخرى لسجنه وتعذيبه من جديد.

تسلّل إلى لبنان، ومنه سافر إلى الجزائر، وبعدها استقر به المقام فيه المغرب بداية عام 2014، بينما التحقت به زوجته وأبناؤه الثلاثة في ماي من السنة نفسها، وظنّ أن حكاية الألم قد ولّت إلى غير رجعة، خاصة بعدما بدأ التحضير لافتتاح مشروع بسيط يقتات منه في مدينة القنيطرة وفق ما تورده أسرته.. إلّا أن الأمل سرعان ما تلاشى حين ألقت عليه القبض قوات الأمن، والسبب هو علم كفيله السعودي بوجوده في المغرب، فتحرك من جديد لإثارة قضية خيانة الأمانة، مطالبًا بتسليم المعني بها إلى السلطات السعودية من أجل نيل عقابه.

وضعت السلطات المغربية عبد الرحمن في السجن انتظارًا لقرار محكمة النقض بشأن الطلب القضائي السعودي، ليصدر في آخر يوم من عام 2014 موافقا على طلب التسليم مع الإشارة إلى أن الحكم الصادر ضدّه في سوريا ليس فيه ما يفيد معاقبته بجريمة خيانة الأمانة التي تتضمنها شكاية ضدّه مقدّمة بالسعودية.

ليس السجن أو الغرامة، اللذان يعدّان من أقصى العقوبات على جريمة خيانة الأمانة في القانون السعودي، هما ما يُرعبان أسرة فاروق، وإنما التخوف من قيام السلطات السعودية بترحيل عبد الرحمن إلى سورية بعد انتهاء عقوبة السجن، وذلك وفقا لما تنصّ عليه قوانين الرياض.. وبالتالي يرى أقارب فاروق علي أن عبد الرحمن سيسجن على جريمة لم يرتكبها، وسبق أن عوقب على اتهامه بها، وسيسلم لنظام لن يرحمه وقد يقدم على تصفيته كما صفى كثيرا من أصدقائه.. وفق تعبير عائلة عبد الرحمن.

وجاء في طلب وجهه محامي الأسرة، الكبير المسكم، إلى وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، راميا إلى مراجعة قرار محكمة النقض، أن المناقشات التي أدارتها الهيئة القضائية حول القضية لم تلتفت إلى مجموعة من الوثائق المهمة التي تتعلق بنقطتين مهمتين، الأولى هي سبق البتّ في القضية من طرف القضاء السوري، والثانية وجود عبد الرحمن كلاجئ فوق التراب المغربي، وذلك رغم نفي القضاء المغربي لهذه الصفة عنه لخلوّ ملفه ممّا يفيد ذلك.

وأشار المحامي إلى أن الحكم الصادر عن القضاء السوري يتضمن جزئيات تؤكد أنه يخصّ اتهاما بخيانة الأمانة، معتبرا أن ذلك به خلاف لما ذهب إليه تعليل القضاء المغربي، ومن ذلك أسماء الشهود الذين ورد ذكرهم في صكّ الاتهام السعودي.. فضلًا عن وثيقة صادرة عن وزارة العدل السورية تؤكد متابعة عبد الرحمن على أساس التهمة المذكورة ضمن الصك السعودي، وبالتالي لا يمكن معاقبته مرّة ثانية لعدم قانونية معاقبة الأفراد مرّتين عن الجرم نفسه.

"تسليم عبد الرحمن إلى السعودية يعني حفر قبر له بسوريا.. لقد هرب من جحيم الحرب وأراد بداية صفحة جديدة في المغرب الذي فتح له أحضانه، خاصة وأن هذا البلد جمعه بزوجته وأولاده، لكن الكفيل السعودي لم يعجبه ذلك وقرّر تنغيص حياة عبد الرحمن بإعادة فتح قضية حسم فيها القضاء السوري سابقًا"،يقول أحد أفراد الأسرة لموقع "هسبريس" المغربي معربًا عن أمله في أن تراجع وزارة العدل والحريات قرار محكمة النقض بما يوقف رحلة عبد الرحمان نحو ما تعتبره موتا محققا.
 

عكس السير


التعليقات :
الكفيل مثل العلق يمصو دم الشعب الذي اتى للسعودية للعمل
(12)   (3)
حسبي الله ونعم الوكيل الله يظهر الحق
العدل
(2)   (2)
اذا كان يستحق العقاب فلم الاعتراض وماذا استفاد السعودي من سجنه 3 اشهر في سوريا وهل تم استرداد الخسائر
مغترب في السعودية
(1)   (1)
لو كانت أميركا طلبتو بأي تهمة ...لكان النظام الخنزير مباشرة سلمه لها ...لكن باعتبار أنها السعودية فالنظام عمل فيها حامي مواطنيه وكرامتهم ... هاد الشخص إن كان في عليه حكم شرعي فيجب أن ينفذ عليه وخاصة أموال الناس لا يجب التهاون فيها ...وما حوكم عليه في سوريا لا يمثل شيئا من العقوبة المستحقة ....أصلا في سوريا الاسد يكافئ المختلس والمرتشي ويصل إلى أعلى المراتب ويكون كلب من كلاب النظام .... أما بالنسبة للمغرب فهو مرتبط باتفاقيات كثيرة جدا مع السعودية ومنها التعاون في مجال القضاء .. أما تخوف العائلة من إرجاعه إلى سوريا فهو تخوف باطل ...فالسعودية من سابع المستحيلات أن ترجع سوري إلى سوريا والجاري تطبيقه هو تخيير السوري بالبلد الذي يريد أن يستقر فيه ... هذا جرى كثيرا هنا في حالات ترحيل السوريين لاسباب تمس النزاهة أو الأخلاق العامة أو لأسباب سياسية ... يرحلونها إلى بلد يختاره هو ... وبرأيي ترجع العائلة إلى تركيا وتستقر فيها ريثما يقضي راعيها مدة الحكم في السعودية ...
من شو خايف اذا كان بريئ
(3)   (2)
أذا لم يكن لصا فعليه الا يخاف لان لا احد يظلم في المملكة التي اعيش فيها منذ 20 عاما اما اذا كان لصا و سرق اموال الناس فعليه ان يدفع الثمن
سيمون
(3)   (2)
معليش نحكي بحيادية شوي: والله مابعرف الشخص المذكور ولا قصته إلا من خلال ما قرأت في هذه الصفحة. بس بصراحة حسب رواية أهل السيد عبد الرحمن كأنهم يقولون أن الكفيل يتهمه زورا بخيانة الأمانة والسؤال هنا لكل قارئ لو سمحتم : هل من المعقول لو ان الاتهام كان كيديا او تلفيق ؟ فهل سيتكبد الكفيل عناء ملاحقة الاخ السوري على مدى 8 سنوات ؟لمجرد بلاغ كيدي ؟؟!! لو ما كان المبلغ المختلس او المختفي يقارب المليون ريال !! فهل حقا يكون الكفيل حاقد عليه لتركه العمل فقط !! وبعدين من قال انه سيتم تسليمه لسوريا ؟؟! مالقضاء السوري يخزي العين حكمه 3 أشهر سجن وغرامة 100 ليرة عندما تعلق الامر بحق كفيله ولكن اعتقله النظام ونكل به أنواع العذاب بسبب كلمة قالها بحق النظام سامحوني يستر عرضكم
القانون السعودي
(2)   (0)
أولا لا تمنح براءة الذمة للمدراء في السعودية الا بعد تصفية الذمة ومراجعتها وهذا مطبق في السعودية والخليج منذ أكثر من 10 سنوات حتى أنه لا يمنح إجازة إلا بعد الموافقة من الكفيل والمراجع المالي فما هي هذه التهمة التي نال عليها براءة ذمة أصلا إلا إذا صارت السرقة من الموظفين وعرفوا كيف يتملصون منها باتهام من ترك ومع ذلك قانونيا لا يمكن تهمة من صدرت مذكرة براءة ذمة بحقه من وزارة الداخلية بعد الرجوع ومداولة الأصول وختم وزارات الداخلية والعمل والبنك على شيئ سابق لكن هذا الكفيل صاحب نفوذ "الكفيل أ" ولذلك يستطيع أن يفعل ما يريد ويغير القانون تحت تهديد سحب الاستثمار أو أن الكفيل واجهة لأحد ذو نفوذ أو أن هناك شيئا خفيا غير ماذكر وهناك أمور شخصية ربما تنتهي بتصفيته بداعي الشرف أو السمعة ولا مانع بأن تكون التهمة مركبة ومفبركة رغم أن هناك كبش فداء ضعيف يمكن إغراق الشماتة فيه يعني لو رجع طبيعيا سيتم اعادة المحاكمة وإعادة طلب الشهود تحت القسم والشهود ربما يكونوا أيضا غادروا فبالتالي بقدرة قادر سيأتي شهود على الشهود ويشهدوا وبالآخر ليس القضية في خيانة الأمانة بل أن هناك حقا "إنَّ"
10
(2)   (0)
لسا بتقولوا " الربيع العربي " إتّقوا الله فإنه خريف أسود مميت يحصد الأخضر واليابس وسيحصد كل ما تبقّى فقد أهلك ولازال الحرث والنسل ومزّق البلاد والعباد شرّ ممزق , أتضحكون على أنفسكم أيها الإمّعات العرب ؟
أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

مقالات أخرى من " طافشيين "

11-3-2015
تنفيذ حكم القتل بحق " مهرب مخدرات " سوري الجنسية في السعودية
نفذت وزارة الداخلية السعودية حكم القتل تعزيراً بحق "فادي صبحي عبداللطيف عبدالرزاق" – سوري الجنسية – بتهمة تهريب ...


11-3-2015
موسكو لا تعتبر أن ما يجري في سوريا يستدعي اللجوء .. آمال السوريين اللاجئين في روسيا لا زالت خائبة
بعد فترة انقطاع عن الدراسة استمرت ثلاث سنوات وجد خمسون طفلا سوريا من اللاجئين في روسيا مكانا لمواصلة ...


11-3-2015
وزير الدفاع اليوناني يهدد بإرسال المهاجرين غير الشرعيين والتكفيريين إلى غرب أوروبا
 هدد وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس بأن تفتح اليونان حدودها أمام اللاجئين ومن بينهم اعضاء محتملون في تنظيم ...


10-3-2015
الإمارات تحذر من خطر التطرف في مساجد ألمانيا .. ووزير ألماني يدعو لدعم اللاجئين السوريين و العراقيين تجنباً لظهور "الإرهابيين"
أعرب ولي عهد إمارة أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن مخاوفه من انزلاق المزيد من ...


10-3-2015
وسائل إعلام تركية تكشف سبب إغلاق المعابر الحدودية مع سوريا
كشفت وسائل اعلام تركية، يوم أمس الاثنين، سبب إغلاق السلطات التركية لمعبري باب الهوى وباب السلامة مع سوريا. ...


9-3-2015
السلطات اللبنانية تحضر لـ " تسوية أوضاع " اللاجئين السوريين و توزيعهم على مخيمات جديدة بالقرب من الحدود
قالت صحيفة السفير اللبنانية الموالية لنظام الأسد، إن المئات من النازحين المقيمين في مخيمات عرسال بادروا خلال الأيام ...


9-3-2015
دراسة : الألمان في غرب ألمانيا أكثر انفتاحا على المهاجرين
خلافا للولايات المتحدة، كان الحديث عن موضوع الهجرة إلى ألمانيا لايأخذ من اهتمام المواطنين الألمان في السابق. غير ...


9-3-2015
أمين عام حزب ميركل يطالب بقانون هجرة في ألمانيا
 ما يزال بيتر تاوبر، الأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل، متمسكاً بحملته لإدخال قانون ...