مدرسة " الصاحبة " أعرق المدارس الأيوبية في دمشق ..بقلم عماد الأرمشي الخميس - 30 كانون الاول - 2010 - 9:34 بتوقيت دمشق
التفاصيل
تقع مدرسة الصاحبة خارج أسوار مدينة دمشق القديمة على سفح جبل قاسيون من جهة الشرق بمنطقة الصالحية حي ركن الدين حاليا ، وهي من أكبر المدارس الإسلامية بحي المدارس ، يحدها شرقاً المدرسة الركنية .. وغرباً جامع الشيخ عبد الغني النابلسي ومتاخمة لمسجد أبو النور ، كانت المدرسة تطل من حارة العلية على حديقة جميلة على ضفاف نهر يزيد حين كان يغذي منطقة الصالحية برمتها ، وتم تغطية النهر بالإسمنت المسلح . وتعتبر هذه المدرسة أخر ما تم بنائه بدمشق من أقرباء السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي . الخارطة مأخوذة من مخطط الأماكن الأثرية المعروفة بين سنة 553 ـ 1153 هجرية لمدينة الصالحية التي وضعها العلامة الكبير الشيخ الحاج محمد أحمد دهمان.
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى في سنة 581 للهجرة : زوجّها أخوها الناصر صلاح الدين أولا بالأمير الكبير سعد الدين مسعود بن الأمير معين الدين أنر ، كان من الأمراء الكبار أيام نور الدين رحمهم الله تعالى جميعاً ، و تزوج صلاح الدين بأخته عصمة الدين خاتون واقفة الخاتونية الجوانية والخانقاه ، و التي كانت زوجة الملك نور الدين الشهيد رحمهما الله تعالى . ولما مات الأمير سعد الدين مسعود .. زوجها من الملك مظفر الدين أبو سعيد بن زين الدين كوكبوري بن علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد صاحب إربل الذي يعود إليه الفضل بإتمام بناء الجامع المظفري / جامع الحنابلة بسفح جبل قاسيون بصالحية دمشق . فأقامت عنده بإريل أزيد من أربعين سنة ، و لما توفى عنها عادت إلى دمشق فسكنت بدار العقيقي ( هي دار أبيها نجم الدين أيوب ) وقامت بدور كبير في إثراء الحياة العلمية والثقافية في العصر الأيوبي و انضمت من فورها إلى الأوساط الفكرية بدمشق ، وبدأت تجذب حولها الدارسين والعلماء وكان على رأسهم الشيخة الصالحة العالمة أمة اللطيف بنت الشيخ الناصح الحنبلي رحمها الله تعالى .. فأحبتها ، فدخلت في خدمتها وحصل لها من حبها أموال عظيمة ، وكانت أمة اللطيف فاضلة صالحة لها تصانيف وهي التي أشارت عليها بإنشاء مدرسة على سفح جبل قاسيون من الشرق للسادة الحنابلة ، والتي عرفت بالمدرسة الصاحبية ، وأوقفتها على الحنابلة فقط ؛ وأسندت التدريس فيها إلى الناصح بن الحنبلي في عام 628هـ/1231م . وتجدر الإشارة أن السيدة الفاضلة العالمة أمة اللطيف كانت دائمًا في خدمة و رعاية السيدة ربيعة خاتون ؛ وكانت الخاتون ترجع إليها في كثير من الأمور، لذا فقد أجزلت لها الكثير من الأموال لإنفاقها على ما تؤلّفه من تصانيف. ولعل ما سبق يوضح مدى اهتمام السيدة ربيعة خاتون بالدارسين والعلماء ، حتى أن العالمة الفاضلة أمة اللطيف بنت الناصح الحنبلي كانت تصاحبها في بيتها. يضاف إلى ذلك أن السيدة ربيعة خاتون كان لها الكثير من الأوقاف التي أوقفتها على المدارس وفي وجوه الخير ، مما يدل على قيامها بِدَور كبير في الحركة العلمية آنذاك. توفيت رحمها الله تعالى بدمشق و كانت وفاتها وغالب ظن ابن خلكان أنها جاوزت ثمانين سنة وأدركت من محارمها الملوك من أخوتها وأولادهم أكثر من خمسين رجلاً . منهم من كان بـ أربل لزوجها مظفر الدين أبو سعيد بن زين الدين كوكبوري ، والموصل لأولاده ابنها وخلاط ، وتلك الناحية لابن أخيها وبلاد الجزيرة الفراتية للأشرف ، وبلاد الشام لأولاد أخوتها والديار المصرية والحجازية واليمن لأخوتها وأولادهم قالت : أنا مثل عاتكة بنت يزيد زوجة عبد الملك بن مروان . من الناحية المادية فقد عَلِمنا من الشيخ النعيمي بكتابه تاريخ المدارس : انه عُلم الآن من وقفها غالب قرية جبة عسال ، والبستان الذي تحت المدرسة ، والطاحون ، و حاكورة ، وغالب تلك الحارة جوارها انتهى والله سبحانه وتعالى أعلم . من الناحية العلمية فقد أخبرنا ابن شداد رحمه الله تعالى في الأعلاق أن أول من ذكر بها الدرس الشيخ الكبير الجليل ناصح الدين الحنبلي ، ثم من بعده ولده سيف الدين يحيى إلى أن توفي ، وناب عنه فيها صفي الدين خليل المراغي حين توجه إلى بغداد ، وابن أخيه شرف الدين محمد بن علي بن عبد الله ابن الشيخ ناصح الدين ... وبقيت على أولاده .. و ينوب عنهم فيها الشيخ تقي المعروف بابن الواسطي وهو مستمر بها إلى الآن انتهى ( أي حتى عهد ابن شداد ) . وقد أكد سبط ابن الجوزي أن ربيعة خاتون أنشأت هذه المدرسة من اجل الشيخ عبد الرحمن الناصح بن الحنبلي للتدريس فيها والتي أوجدتها بسفح قاسيون شهر في رجب سنة 628 الموافق 1231 للميلاد ، وقد سمتها المدرسة الصاحبة ومنهم من قال ( الصاحبية ) ومنهم من قال ( الصلاحية ـ أو الناصحية ) ، وقد وهبتها لتدريس الفقه على المذهب الحنبلي . وقد دخلت في خدمتها الشيخة الصالحة العالمة أمة اللطيف بنت الناصح الحنبلي، وكانت فاضلة زاهدة محاضرة بعلوم الدين وهي التي أرشدتها إلى وقف المدرسة بسفح قاسيون على الحنابلة.
وزاد الأسدي أنه في سنة ثمان وعشرين المذكورة درس بالصاحبة الناصح بن الحنبلي بسفح قاسيون التي أنشأتها الخاتون ربيعة بنت أيوب أخت ست الشام في شهر رجب وكان يوماً مشهوراً .. حضر الدرس جمع كبير من الفقهاء .. وحضرت الواقفة وراء الستار. انتهى . و أثنى ابن كثير على هذا العالم الجليل الشيخ الناصح فقال : في سنة أربع وثلاثين وستمائة توفي الناصح بن الحنبلي في ثالث المحرم وهو ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج الشيرازي ، وهم ينتسبون إلى الصحابي سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه . ولد الناصح سنة أربع وخمسين وخمسمائة وقرأ القرآن وسمع الحديث وكان يعظ في بعض الأحيان وقد ذكر أنه وعظ في حياة الحافظ عبد الغني ، وهو أول من درس بالصاحبية التي بالجبل وله تصانيف وقد اشتغل على ابن المني ببغداد ، وكان فاضلاً وكانت وفاته بالصالحية ودفن هناك انتهى . ويشير الشيخ عبد القادر بن بدران في كتابه منادمة الأطلال إلى عظمة بناء تلك المدرسة ومدى الرقيّ في تقدم فن العمارة الأيوبية ، حيث يشير إلى أنها الآن معروفة ومشهورة في حارة الأكراد بدمشق ، أي في النصف الأول من القرن العشرين وهي الفترة التي عاش فيها المؤلف مما يدل على عراقة وأصالة بنائها ، ومدى ما أنفق عليها من البناء لاستيعاب مريديها ، وكثرة الأوقاف التي أوقفت عليها ودعمت وجودها حتى النصف الثاني من القرن العشرين . فهي الآن معروفة الآن ومشهورة في حارة الأكراد وبناؤها عظيم يدل على الأبهة والجلالة وهي من الآثار التي تدل على ارتقاء الفن المعماري في ذلك الزمن . الواجهة الجنوبية للمدرسة الصاحبة
الواجهة الجنوبية للمدرسة الصاحبة و المدرسة ككل مؤلفة من أربعة أواوين و يوجد في الواجهة الشمالية صف من ثلاث عقود متساوية الارتفاع ، ويوجد في الناحية الجنوبية منها الإيوان الرئيسي وهو مركز المدرسة و يحيط به نوافذ كانت تطل على الحديقة وعلى نهر يزيد و منه تطل على مدينة دمشق .
صحن المدرسة القديم ذو الطراز الأيوبي وما زال محافظاً على شكل بنائه الأول تظهر أساسات من العقود الحجرية القوسية مما يدل على وجود قبة ضخمة كانت تغطي صحن المدرسة وأغلب الظن أنها قد انهارت القبة .. دون العودة الى اعادة بنائها أو ترميمها . ولكني لم أعثر في المراجع التاريخية على وجود قبة للمدرسة في الماضي ؟؟؟ ولا أدري هل كانت هناك قبة أم لا !!! .. الله أعلم ولعل باحث آخر يستطيع أن يفيدنا عن وجود القبة من عدمه .. ؟ .
أقواس صحن المدرسة
وتتمتع المدرسة التي بنيت على طراز فنون العمائر الأيوبية الرائعة بواجهة حجرية ذات قيمة معمارية فائقة من حيث تدكيك الحجارة الجيرية و تركيبها ، وبها أربعة شبابيك تطل على الغرف ، ولكن ينقصها الزخارف و العناصر التزيينة التي تمتعت بها بقية المدارس في تلك المحلة ، إلا أن بوابتها لها سحر جميل أخاذ ، والباب الفخم مزين بمقرنصات حجرية رائعة على شكل محراب وهي معقودة بثلاثة صفوف من الانحناءات الأفقية الجميلة على هيئة مقرنصات محرابية الشكل وبها ست صدفات منحوتة نحتاً جيداً وصولاً إلى تاج البوابة .
في منتصف ساكفة باب المدرسة الصاحبة حُفرت نقوش بديعة مزخرفة بالخط الكوفي المتأخر وكتب عليها ما نصه : مدرسة الصاحبة وأثناء زيارتي الميدانية للمدرسة بصيف 2005 للميلاد وجدت لوحة تأسيسية حديثة باللون الأسود كتب عليها : مدرسة الصاحبة ، للتعليم الأساسي " الحلقة الأولى " و التابعة لوزارة التربية السورية ـ مديرية التربية في محافظة دمشق . وما تزال هذه المدرسة الصامدة تؤدي وظيفتها التعليمة منذ إنشائها وحتى يومنا هذا . أخذت المدرسة شكل مستطيل ، ومدخل بابها الرئيس من الجهة الشمالية ، مع وجود نوافذ بالجبهة الحجرية يعلوها سواكف وكان عليها نقوش ولكن للأسف لم أتمكن من قراءتها ، وفوقها يوجد أشكال حجرية مربعة محفورة حفراً هندسيا أخذت شكل حزام و عليها نقش ( على ما يبدو انه : أشهد أن لا إله إلا الله ) مما يدلنا أن هذه النافذة هي نافذة ضريح الواقفة " ربيعة خاتون " . نافذة ضريح الواقفة .
يوجد كتابة منقوشة في المدرسة ما نصها : ولا أدري من أين جاءت هذه النقشة داخل حرم المدرسة ؟؟
وقد حاولت مديرية أوقاف مدينة دمشق الحفاظ عليها كمدرسة ، وقد تم تأجيرها إلى وزارة التربية السورية ، ولكن الوزارة لم تحافظ على شكلها ووضعها .. بل حولتها إلى صفوف متكدسة بالطلاب وفي وضع غير ملائم كمدرسة لها عراقتها التاريخية و التراثية ، بالإضافة إلى الوضع الغير صحي للتلاميذ ، فقد أضافت إلى بناء المدرسة غرف مغايرة للبناء الأصلي متجاهلة الأعراف في المحافظة على شكل البناء الأيوبي الأصيل . والذي أثار اشمئزازي أن الوزارة استخدمت غرفة ضريح الواقفة كصف تعليمي ووضعت طاولة غير لائقة فوق الضريح مما أعطى انطباعاً غير لائق بصاحبة المدرسة و طمست معالمه واخفت وجوده عن أي زائر لهذه المدرسة العريقة بوجود قبر الواقفة فيه . هذا للتنويه ، ولعل من يأت ليعيد إلى صاحبة المدرسة قدرها و حرمتها و علو شأنها ... ووضعها كما كانت في العصور السابقة . استحوذت هذه المدرسة على اهتمام كثير من الباحثين العرب و الأجانب في سرد تاريخها و فنون عمارتها و تصويرها صوراً فوتوغرافية مثل الباحث التاريخي تيري آلان و كذلك البروفسور مايكل غرينهلغ من الجامعة الوطنية الاسترالية ، وعدة مواقع على الأنترنت ذلك لجمال فن عمارتها ، وكذلك لأنها تمثل الهيكل المعماري الأصيل للعمائر الأيوبية الماثلة إلى اليوم في مدينة دمشق .
إعداد: عماد الأرمشي باحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق المراجع : ـ الآثار التاريخية في دمشق / جان سوفاجيه ؛ عربه وعلق عليه د. أكرم حسن العلبي
|
هدول أجدادنا، أما نحنا هلأ بسبب هالوزارات يلي متل وزارة التربية وزارة الإعلام صرنا أكتر الأمم تخلفاً حتى حضارتنا السابقة عم نحاول نلغيهاز
قال تربية قال؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!
انا ابن هذه المنطقة وابن الشام
اين مكتب الاثار وين علماء دمشق كما نسوا هذه الاثار سيتساهم الزمن
سؤال عريض أين سياحتنا وأين حضارتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟
24-1-2015 " برغر كينغ " ترفض تعويض الطفل السوري الذي ضربه أحد مدرائها في اسطنبول .. و الأخير يحاول إسكات والد الضحية بـ 100 ليرة ! رفضت الشركة التي تمتلك ترخيص سلسلة مطاعم "بيرغر كينغ" في تركيا تعويض الطفل السوري الذي تعرض للضرب على ... |
15-4-2013 بعد ظهوره في "أراب آيدول".. صفحة إخبارية "مخابراتية" تهدد عائلة الفنان عبد الكريم حمدان نشرت صفحة إخبارية مؤيدة للنظام السوري على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منشوراً هدّدت فيه الفنان عبد الكريم ... |
7-6-2012 عرض أول جهاز أنتجته شركة أبل للبيع أعلنت دار "Sotheby" للمزادات عن نيتها طرح أول جهاز كمبيوتر أنتجته شركة أبل للبيع في مزاد يُقام في ... |
3-11-2011 حديقة العزيزية (مرعي باشا الملاّح) والحديقة العامة بحلب تمهيد: إنّ التقرير الذي قدّمه الى المجلس البلدي بحلب المهندس الاستشاري شارل غودار، عضو المجلس البلدي ومدير سكة حديد ... |
28-9-2011 زقاق الأربعين ووثيقة آل دلاّل و الشاعر جبرائيل دلال (1836 – 1892) من أوائل شهداء الحرية في محاولة لربط الزمان بالمكان وبالحدث الذي يفعّله الإنسان سنحاول ان ننقل خطواتنا في النصف الثاني من القرن ... |
18-8-2011 سر البيلون الحلبي كتب المرحوم الدكتور عبد الرحمن الكيالي مقالة في مجلة الحديث الحلبية تساءل فيها : هل كلمة ( بيلون) ... |
13-8-2011 صناعة صابون الغار في حلب تلفظ أنفاسها الأخيرة في عام 1999 ظهرت المواصفة القياسية السورية لصابون الغار ، التي حددت نسبة زيت المطراف فيه بخمسين بالمئة ... |
10-8-2011 عيدو السواس و عيدو التنكجي مؤسسا فرقة نجمة سورية أول فرقة مسرحية بحلب نشر الاستاذ أحمد نهاد الفرا مقالة مطولة في مجلة العمران (التي كانت تصدر عن وزارة البلديات فترة الوحدة ... |
وايقاع اشد انواع العقاب عليهم لانه والله حرام عليهم حرام حرام
يخافو الله شوي