إعلانات
فقد النظر لكن رائحة الخيزران لم تفتقد يديه.. مسنّ حموي "شيخ كار" ومبدع في صناعة الخيزران
الاربعاء - 19 كانون الثاني - 2011 - 14:52 بتوقيت دمشق
التفاصيل

أحمد عمشة كفيف من أهالي مدينة حماة، بلغ عامه الخامس و الستين  قادته الموهبة الفذة إلى دائرة الإبداع، ليكون اليوم وبالمفهوم العملي شيخ كار صناعة الخيزران في حماة، بالرغم من إعاقته التي حرمته من رؤية ما تبدعه يداه المجعدتان من تشكيلات خيزرانية فريدة أقل ما يقال فيها أنها تحف فنية .

وأحمد عمشة لا يزال يمارس هذه المهنة، التي هو شيخها، ليقوم بصناعة أدوات المطبخ ومعدات الديكور والأرائك والمقاعد والطاولات وإطارات الصور والمرايا وإكسسوارات البيت الصغيرة كالسلال الصغيرة والصناديق بأحجام متعددة والكراسي وأطقم السفرة والكراسي الهزازة وأسرة الأطفال .

و عن بداياته، يوضح عمشة أن ولعه بتصميم الاشكال الفنية من العيدان والخيوط منذ صغره قاده إلى معهد رعاية المكفوفين باللاذقية لتعلم أصول صناعة هذه الحرفة ولم تمنعه أداوتها الحادة مثل المقص والمثقب والمخرز من المتابعة وإنجاز التدريب بكل إصرار لمدة ثمانية أشهر تقريباً لينتقل بعدها إلى حماة ويبدأ بمزاولة المهنة في بيته تدريجياً .

ولم تقف موهبة "شيخ الكار" عند هذا الحد، حيث دفعته الحاجة لمصدر رزق إضافي للعمل في مهنة صيانة الأدوات الكهربائية _ التي تحتاج البصر أيضاً _، فبرع فيها وأصبحت لديه ورشة في حي بحماة، يرتادها الزبائن من الريف والمدينة على السواء لإصلاح البرادات والغسالات وأجهزة الغاز المنزلي، إلا أن ارتفاع سعر إيجار الورشة دفعه للتخلي عن المهنة والعودة لصناعة الخيزران، لا سيما أنه تم بحماة افتتاح سوق المهن اليدوية الذي يضم مجموعة الحرف اليدوية التي تشتهر بها المحافظة وتقدم بطلب لاتحاد الجمعيات وحصل على ورشة صغيرة بسعر رمزي واليوم يواصل العمل في المهنة التي لازمته أكثر من 30 عاماً .

يهوى عمشة لعب الشطرنج ويبرع فيه، كما يحب اللعب بالدومينو، ويحضر قهوته وشايه بنفسه، ويسير لمسافات طويلة في شوارع حماة، دون مساعدة، إلا في حالات اضطرارية .

و يرى زملاء عمشة فيه مثالا يحتذى به في السوق، فهو الحرفي الوحيد الكفيف في سوق المهن اليدوية إلا أنه الأبرع والأكثر جدية ويمتلك هدوءا واتزانا أثناء تأدية عمله .

عكس السير


التعليقات :
هيلا ليسا
(0)   (0)
ربي يحفظك للبلد ويعينك ويحميك لو الناس تشوف هالانسان المبدع كانت عرفت قيمة النظر وكل النعم اللي عطانا ياها رب العالمين ياريت يكون في عظة حتى البشر يبتعدوا عن المعاصي ويعرفوا انو الخير موجود كمان
سوري
(0)   (0)
عن جد اللهم أكرمه وشافيه... وأتمنى أن كل الشباب السوري يسلك طريق العمل والجد للوصول للمراد بإذن الله تعالى
ياسمين
(0)   (0)
الله يحفظك ويرزقك
أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

مقالات أخرى من " حلوة يا بلدي "

6-3-2014
ستون عاماً من العطاء : عصائر " أبو شاكر " الأشهر في سوريا .. قصة تعبق برائحة الشام ( فيديو )
  عكس السير ...


10-8-2013
مرافق ومراسي جبلة القديمة.. شواهد على حواضن تاريخية لحماية السفن والبحارة من العواصف
جبلة تلك المدينة الوادعة النابضة بالحياة والتي احتفظت من ماضيها القديم بأوابد تاريخية ومعالم أثرية يدل عليها العديد ...


19-7-2013
بين الهواية والاحتراف.. الصيد البحري مهنة متوارثة تحدد مردودها الخبرة والصبر
اعتاد كثير من المواطنين في مدينتي طرطوس وبانياس على ممارسة حرفة أو هواية الصيد البحري حيث يقومون بنصب ...


19-7-2013
الأطباق القشية.. منتجات تراثية عريقة تزين جدران المنازل التقليدية في الساحل السوري
رغم إنكفاء الأشغال التراثية والصناعات التقليدية الفلكلورية بفعل انتشار الصناعات الحديثة وتنوع منتجاتها إلا أن بعض المشتغلين في ...


9-7-2013
معلولا.. عبق التاريخ ونفحات من القداسة تفوح من حضارة عمرها آلاف السنين
في قلب صخور القلمون تصطف بيوتها القديمة الاثرية كالعقاب في وكره لتحكي قصصا لا تنتهي عن تاريخ عمره ...


14-3-2013
مدينة إنخل .. رصيد تاريخي تروي تاريخ المنطقة والحضارات المتعاقبة عليها
على بعد 55 كم من مدينة درعا و45 كم جنوب مدينة دمشق تقع مدينة إنخل التي يضعها الباحثون ...


13-3-2013
فن الخزف.. أتقنه السوريون فأضحى موهبة وهواية " تقرير مصور "
لأن الخزف فن خالد .. تكاد لا تخلو أي حضارة من الحضارات الإنسانية من ممارسته حاولوا تعلمه والغوص ...


31-1-2013
" نهر الشهداء " قويق بين الماضي والحاضر (تقرير مصور)
لنهر قويق" حكاية طويلة مع مدينته المحبوبة "حلب" فهو شاهد على كل الأحداث التي مرت على المدينة بل ...