إعلانات
رأي .. بقلم طالب العلم الكسندر
السبت - 20 تشرين الاول - 2012 - 19:20 بتوقيت دمشق
التفاصيل

 


كنت أشاهد حواراً سياسياً راقياً على محطة الميادين الفضائية بين عدة شخصيات معروفة من المعارضة السورية تمثل تيارات سياسية مختلفة حيث تم ردم الصدع الذي حدث بين بعضها (هيثم المناع و لؤي حسين) وتم تجاوز أخطاء معينة مع الاقرار بوجود تلك الأخطاء وتم الاتفاق فيما بين هذه الشخصيات على الاستمرار في العمل المشترك هذا من جهة ومن جهة اخرى زاد البعد والشقاق بين بعض هذه الشخصيات (هيثم المناع و ملهم الدروبي) واختلفت هذه الشخصيات في المبادئ الناظمة للعمل المشترك والوسائل لتحقيق الأهداف وإن كانت الأهداف واحدة ولو ظاهريا(فلنا الظاهر ولله السرائر) فالسيد هيثم المناع رؤيته لسوريا الغد دولةمدنية،تعددية ديمقراطيةوالوسائل لتحقيق ذلك يجب ان تكون سلمية مع تحريم وتجريم الإحتكام للسلاح كعنصر حاسم ومرجح لتحقيق هذه الرؤية وإن طال بها الزمن(خير الأعمال إلى الله أدومه وإن قل) ولدى السيد المناع خط أحمر اتجاه أي تدخل خارجي في الشأن السوري الداخلي لأنه يعتبرأن الطرف الخارجي لم ولن يتدخل إلا بثمن معين سيتحمل عبؤه في النهاية المواطن السوري.بينما يرى السيد ملهم الدروبي أن إقامة دولة ديمقراطية وتعددية في سوريا أصبح مستحيلاً بدون الدفاع المسلح عن المعارضة السورية في الداخل وكون السلاح متوفر داخل سوريا فقط للنظام فلا بد من اللجوء لأعداء النظام لغرض التسلح دفاعاًعن المعارضةوهنا قد يفيد تذكير كل من السيد هيثم المناع وملهم الدروبي ياأستاذ هيثم مع كل الاحترام لرأيك ونضالك ونضال أباؤك وأجدادك الإنساني والقومي والسوري ولك كل الحق في ان تقول أن كل الثورات المسلحة قادت في نهاية المطاف إلى دكتاتوريات مستبدة والتاريخ يثبت قولك هذا ويمكن أن نضيف أيضاً أن هناك تجارب نضالية تاريخية مثل تجربة اوسلو السلميةالتي استمرت عشرين عاماً والتي مازالت تحتضر حتى الآن وباتت نعوتها قيد الطباعة والنشر في هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية وكذلك تجربة ساحة تيان نان مين في الصين والنضال السلمي المستمر منذ سنين وظروف القهر المزدوج للمواطنين الصينيين المستعبدين من حكامهم الشيوعيين وأرباب أعمالهم الرأسماليين ونعود بالذاكرة للوراء أبعد قليلاً لنستشعر الحركات السلمية المطالبة بالحرية في كل من المجر عام 1959 وتشيكوسلوفاكيا عام 1968 قد تقول أ.هيثم أنها نجحت في النهاية بعد عشرات السنين من النضال وقامت في هذه الدول (الاشتراكية سابقاً) ديموقراطيات غريبة الطراز و هذا القول صحيح نضيف إليه امرين الأول يتعلق بالزمن (كان الإنسان عجولا) الإسراء11/17 كم أصبح عمر المناضلين الأوائل وجيلهم بأكمله عندما انتقلت دولهم للديمقراطيات الغربية؟وهل هذا هو قدر المناضلين أن يزرعوا ليحصد غيرهم ؟ الا يحق لهم أيضاً أن يتمتعوا بالحرية التي مهدوا لها؟والأمر الثاني يتعلق بالنوع ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك) الأنعام 6/116 . هل الديمقراطيات الغربية بشكلها الحالي ( حكم الأغلبية الظاهري والمتحكم به خفيةمن قبل رأس المال العالمي) هي ماكان يطمح إليه دعاة الحرية والديموقراطية وهو ما ضحوا بأنفسهم لأجله؟أليس واجب علينا أن نفكر بديموقراطية تناسب مجتمعنا الذي أنهكه الفقر والجهل لنحميه من استبدال استبداد عسكري واضح باستبداد اقتصادي خفي وهو الأخطر . وأعود هنا لرأي السيد ملهم الدروبي فلا يضرنا أن نحضر جميع المحافل الدولية التي يجتمع فيها كل من يرى لنفسه مصلحة في بلادنا عسى أن يعين المعارضة في نضالها ضد النظام . وبديهي أن تكون مساعدته للمعارضة (سواء المعنوية أو المادية) مقرونة بشرط حصوله على منفعة لها حدود دنيا وليس لها سقف تقف عنده وبمقدار تلك المنفعة من حيث الحجم والضمانة تكون قابليته أكثر لدعم المعارضة وغني عن القول بأن الحافز الغالب للأفراد والجماعات والدول والأمم اليوم هو المنفعية وليس الضمير والقيم (رأينا الشعب الأعزل في صبرا وشاتيلا ومسلموا البوسنة عند تقسيم يوغوسلافيا وأطفال العراق في الحصار وغيرها الكثير) وبالتالي لكي تحصل المعارضة على السلاح وتشكل مقاومة مسلحة ضد النظام ونختصر الزمن المطلوب للتغيير لابد من التعامل(حسب السيد ملهم) مع أعداء النظام الذين لهم مصالح في بلادنا ولم يحصلوا عليها من النظام نفسه لأنه أعطاها لغيرهم (أصدقاء النظام في الخارج) وبالتالي فأعداء النظام في الخارج لهم أمل في الحصول على تلك المصالح ممن سيحل محل النظام ولكون ذلك الأمر فيه صعوبات دوليةعديدة ومخاطر جمة والضمانات ضعيفة ومشكوك فيهافحجم المساعدة المادي سيكون أقل من مستوى تسليح الجيش السوري النظامي. وحتى هذه المساعدة على صغرها ستكون لقاء وعود كبيرة جداً لإنعدام ضمانات استرداد هذا الاستثمار في المعارضة السورية واعتذر عن كلمة استثمار ولكن هكذا تنظر الدول لهذا الشكل من المساعدات المشروطة بوعود آجلة. ولذلك سيكون تركيز المساعدات في شكلها المعنوي سياسياً وإعلامياً لان التكلفة المادية لذلك أقل وكذلك المخاطر، وإن كان لابد من المال( العزيز في وقت الأزمة الاقتصادية العالمية ) فليدفعه العرب الخائفون من المد الإيراني (ولهم الحق في الخوف لأن إيران لديها أطماع أو برنامج أو رؤية أو هدف فلنسميها ما شئنا ولكنها حققت جزءاً كبيراً منه رغم الحرب والحصار) وليس لديهم هم (العرب) أية رؤية أو أي هدف سوى إشباع الحاجات الأساسية والاستهلاكية لشعوبهم لإطالة أمد حكم الحكام وإدارتهم العبثية لموارد هائلة( كان الفضل في وجودها على أرض العرب لله وحده) وللعلم فقط من لم يكن لديه خطة فهو ضمن مخططات الآخرين وعندما يدفع العرب هذا المال سيعود النفع حتماً على الغرب المأزوم فيبيع من السلاح ما تيسر ليسد رمق الثوار وتعطشهم ، وإن تحتم إرسال الرجال فالرجال في الغرب وزنهم كالجبال (لقد تقاضت الولايات المتحدة من القذافي عدة مليارات كتعويض عن تفجير طائرة البان امريكان بمعدل 10 ملايين دولار عن كل مواطن أمريكي مات في تلك الطائرة) ولذلك فسيقوم الغرب بتوجيه بوصلة من يطلب الحق من المجاهدين المسلمين (الذين لم يرضوا ثمناً لنفوسهم إلا الجنة في الآخرة) إلى هذا البلد ذي الحكم العلماني الموالي للمشروع الإيراني وليفز من يفز فالفائز في الحالتين الغرب .فإما يضعف المشروع الإيراني أو يصرف المجاهدين عن أحق الحق . وهنا نجد أن الحرب في سوريا مهما طالت لن تعني الغرب في شيئ بل لهم مصالح كبيرة في إطالتها.

وهنا نتساءل ماهي الوعود المقدمة لعدو عدوي حتى يساعدني وماهي الضمانات والمواثيق التي طلبها لضمان تحقيق تلك الوعود الآجلة. والأهم من هذا كله أ.ملهم إذا انتصرت الثورة السورية المسلحة بعد هذا الدعم السخي من دول معينة هل لنا المقدرة أو الجرأة أو حتى يخطر على بالنا أن نعترض على أية خطة اجتماعية أو اقتصادية يضعها لنا أصدقاء الثورة وهل يمكن لنا أن نعترض أو نرفض رغبة أو مصلحةلمن أعاننا في مسيرة النضال المسلح؟

مازال شلال دماء السوريين يهدر

مازال العشرات يموتون كل ساعة

ما زال الآلاف يترملون ويتيتمون كل يوم

وما زال الملايين يتشردون كل شهر .

...أيها السياسيون لقد أصبح السوري فقيراً ويتيماً وأسيراً( أرحموا عزيز قوم ذل)ا

كفى هدراً للوقت

كفى تشرذماً وفرقة

كفى تغنياً بالوطنية والإخلاص والوفاء

فليجلس كل من يستطيع إيقاف ولو قذيفة مدفع أوطلقة بندقية حاكماً أو محكوماً قائداً أو جندياً عسكرياً أو مدنياً فليجلس كل من يحب الإنسانية والأديان والعروبة والأوطان

لنوقف الدم والنار ولنوجه الأبصار إلى نقطة واحدة فقط

السلام

سوريا لم تعد كما كانت

أصبح للسوري جرأة على السلطة مهما كانت.

عرف السوري ثمن طلبه للحرية والكرامة والعدالة

دفع السوري ثمن قبوله للعبودية والذل والظلم لعقود

يستحيل على أي حاكم سيحكم سوريا الغد أن يحكم كما مضى

ومن المؤكد ان حاكم الغد سبذل كل سعيه لزيادة هامش الحريات العامة والحفاظ على كرامة الإنسان والاقتراب أكثر من العدالة.

لماذا الخوف من اتمام بشار لفترته الرئاسية

إذا افترضنا استمرار بشار لفترة قد تطول أو تقصر فلديه من القيود والعقود والعهود ما ينوء بحمله

فلديه دين برقبته للروس والصينيين والإيرانيين لابد من تسديده

ولديه اقتصاد متهالك واحتياطي نقدي هالك

لديه مدن مهدمة وبنية تحتية مدمرة

لديه مجتمع مفتت مجزأ مقسم طائفي

لديه عشرات الألوف من الأيتام والأرامل والأسرى

لديه ملايين الأحقاد والضغائن

لديه تبعية لضباط عسكريين ومديونية لإعلاميين وإداريين مدنيين .

حتى لو استمر لفترة من الزمن فإن حلفاؤه من الداخل والخارج يعون تماماً (إن كان هو لايعي) أن استمرار مصالحم مقرون باستبدال هذه الصورة التي تستحضر مشاعر الكره والحقد لدى ملايين الناس بصورة بديلة وهنا يكمن جوهر عمل المعارضة الواعية المنظمة ذات الرؤية والهدف والمبادئ فقد سنحت 9الفرصة اليوم ويجب الإعداد لها منذ الآن فلم يبقى على قرع أجراس بدا الانتخابات السورية القادمة سوى أشهر معدودة لا بد من الاستعداد لها من الآن والحرص على عدم تفويت الفرصة ومنع استغلال دماء القتلى ومعاناة الأسرى من قبل الطفيليين فالثورات يخطط لها الحالمون المثاليون ويقوم بها المغامرون المتهورون ويحصد ثمارها الانتهازيون المتصيدون.


Talibalilm Alexander [email protected]





عكس السير


اضغط هنا للوصول إلى صفحة عكس السير على "فيس بوك"





أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

أخبار أخرى من " مساهمات القراء "

5-8-2013
مسرحية خان العسل .. بقلم ريبال الزين
أسدلت الستار مؤخراً عن مسرحية خان العسل ببيان تنديد من الائتلاف الوطني "المعارض" "للمجزرة" التي قام بها مقاتلون ...


6-6-2013
القصير .. معركة الدفاع عن وحدة سوريا
القصير لكل من لايعرف أو يدرك أنها المعركة الحقيقية لإسقاط النظام لابد له من معرفة أن النظام لم ...


2-2-2013
سيدي الخطيب: قل لي إلى أين نحن ذاهبون؟
  لا ينكرٌ أحدٌ التفاف الغالبية الكاسحة من المعارضة والثوار على الأرض حول السيد معاذ الخطيب حين اختيرَ لقيادة ...

31-1-2013
غارة كشف القناع
  لعلّ النظام السوري أخطأ مرةً أخرى فلم يقتنص فرصة اختراق الطيران الإسرائيلي لأجوائه و يرد و لو بطلقة ...

28-1-2013
شاهد على مجزرة....
  السبت 26/1/2013 أصعب يومٍ مر علي في مسيرة حياتي, كنت أصلي الظهر و في الركعة الثانية سمعت صوت ...


19-1-2013
""مجزرة حلب ... آه على شبابنا يا عرب ...
  بعد يوم من مذبحة حلب الشهباء المنكوبة، كنت أقلب بيدٍ مرتعشة ركام الصور الدامية المدمية عبر نقرات المؤشر، ...


19-1-2013
العرب...أقلية في ســــوريا !!
  منذ بداية الثورة السورية، ومع كسر حاجز الخوف لدى السوريين، كل القوميات والديانات في سباق لإثبات وجودهم من ...


7-1-2013
أديش طالب بسيارتك؟.. بقلم آرا سوفاليان
  كانت جدتي ماري تأخذني معها الى الفرن او الى السوق او الى محل ابو ابراهيم اللحام في القصاع ...

30-12-2012
بعد كل مخاض ... ولادة
كتب بواسطة rest [email protected] قبل ولادة كل طفل ... أو مولود جديد على هذه ...

30-12-2012
ياوزير العدل
كتب بواسطة أحمد صوان [email protected] وزير العدل ( كائن منفصل عن الواقع ) في الوقت ...

30-12-2012
التناغم بين الاعلام السوري ورد الفعل الامريكي
كتب بواسطة osama [email protected] كلنا نتابع ما يحدث من تطورات متسارعة في دمشق وريفها ...


20-12-2012
محامو حلب الاحرار جنود الحق و العدالة و حماة للثورة.. بقلم المحامي مثنى ناصر
  ماحدث في درعا هز الوجدان والضمير العالمي واشتعلت الثورة بقدرة قادر وخرج الشعب يطالب بإسقاط النظام بعد أن ...

20-10-2012
قصة جمل الممانعة!.. بقلم: محمد كناص
  رسب خلف الطميشان في مادة التعبير! فضجت العشيرة على هذا النبأ وذهبت برجالها ونسائها تستفسر من المدرس عن ...

20-10-2012
ديناصورات الألفية الثالثة .. بقلم: ماجد جاغوب
يقال دخل اللص الى المنزل وسرق ما خف حمله وغلا ثمنه في غفلة من اهل البيت وحالة الغفلة ...

20-10-2012
تحليل علاقة المعارضة والدور الخليجي في شؤون الثورة السورية.. بقلم: ملهم الكواكبي
  مقدمة : - القوى الخليجية النافذة, خصوصاً حكومتا قطر والسعودية, تنخرط بكل قوتها لتوجيه الثورة السورية في سياق, نرى ...

12-10-2012
إذا غضب الله.. بقلم د. محمد عمر بلط
  والله سبحانه وتعالى لا يغضب إلا إذا استُبيحت حرماته جهارا وتحديا وإصرارا ، ولأنه إذا غضب فلن تكون ...