إعلانات
الملك عبدالله و ناكرو الجميل في سوريا
الجمعة - 6 شباط - 2015 - 17:36 بتوقيت دمشق
التفاصيل


"ليس في الموت شماتة"، هكذا قالت العرب الأولى في مأثور ذهب مثلا، لكن يبدو أن بعض عرب هذه الأيام قد نسوا تراثهم وعاداتهم الأصيلة، فقد حملت الأنباء الواردة من سورية، فيما حملت من مضحكات مبكيات؛ خبرا صغيرا مفاده أن بعض أنصار النظام السوري وبمجرد أن سمعوا نبأ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدؤوا بإطلاق زمامير السيارات فرحا وتشفيا.

منتظرة اختمار "الحزن الجليل" في صدور القراء العرب السعوديين الأعزاء؛ آثرت تأجيل التعليق على الخبر إلى اليوم.

لا يمكن تصنيف هذا الموقف إلا أنه موقف قميء، ومما يزيد في قماءة أصحابه أنهم عبروا بتصرفهم هذا عن جهل فاضح بتاريخ الراحل ومواقفه، خاصة في سورية، وبالتحديد من نظام الأسد الأب والأسد الابن حتى وقت قريب.

ربما لا يعلم هؤلاء أن الملك عبدالله - رحمه الله - كان يحب سورية كثيرا، سورية الأرض والشعب والتاريخ، وربطته بسورية والسوريين علاقة مميزة، إضافة إلى ذلك كانت تربط الملك الراحل منذ الخمسينيات علاقات وطيدة مع كثير من زعماء العشائر والقبائل السورية الكبرى، زعماء طي، عنزة، وشمر، على سبيل المثال، وكذلك كانت تربطه علاقات بكثير من السياسيين السوريين من مختلف الاتجاهات.

أبعد من ذلك، حين تسلم الأسد الأب الحكم في سورية؛ كان الراحل شخصيا لا يتوقف عن تقديم الدعم السياسي والمالي والمادي والمعنوي للنظام السوري.

أبعد.. أبعد من ذلك، ربما لا يعلم المطبلون المزمرون هؤلاء أن الملك عبدالله كان يقدم من وقت إلى آخر دعما للجيش وبعض الوحدات، اسألوا قائد هذه الوحدات فهو ما زال حيا، واسألوا أي ضابط سابق عن صحة ذلك.
ما أقوله ليس سرا، بل يعلمه القاصي والداني، وهذه أمور لا يزال شهودها أحياء.

هذه العطايا بالملايين من الدولارات هي خارج إطار المساعدات الرسمية التي كانت تقدمها المملكة لحكومة "الجمهورية العربية السورية" وفق قرارات بعض القمم العربية.

"لم يتغير موقف الملك عبدالله من سورية" أيها المؤيدون الشامتون إلا عندما تغير موقف النظام الحالي في سورية بعد أن شرع في تدميرها وتدمير إنسانها ووحدتها الوطنية، ولطالما نصح بشار الأسد "كابن له"، طبعا قبل أن يضل هذا "الابن" طريقه.

لقد كان عبدالله بن عبدالعزيز عروبي الهوى، وهذا معروف للعدو والصديق، وأنتم أيها الشامتون المؤيدون لحكومة "الجمهورية العربية السورية" ألا ترون خسة في موقفكم هذا من الملك الراحل؟ وهل تعلمون أنكم تنتمون في معظمكم إلى قبائل عربية الأصل قدمت من العراق قبل ألف عام مرورا بجبال سنجار "المكزون السنجاري" وحلب قبل أن تستقر أخيرا في الساحل السوري؟ وأن العربي لا يشمت بأحد عند الموت؛ خاصة إذا كان من طراز الملك عبدالله؟

هل تذكرون ذلك؟ أم أن عصبياتكم الضيقة ومصالحكم الواسعة وجهلكم الهائل جعلت ذاكرتكم أكثر بؤسا من ذاكرة سمكة؟

"ليس في الموت شماتة"، وحده موت الذاكرة والضمير يستدعيان الشفقة ودمعة مالحة كقلوبكم.

علا عباس - الوطن السعودية


أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

أخبار أخرى من " مقالات وآراء "

11-3-2015
الأسد بمساعدة حلفائه .. يبدو أنه باق !
يبدو ان فرص نجاة بشار الاسد من الازمة السياسية سالما باتت أكبر من أي وقت مضى منذ بدئها ...


11-3-2015
سوريا .. لا حل إلا هذا الحل !
  يتحاشى الذين يروِّجون لضرورة الانفتاح على بشار الأسد ونظامه، وعددهم قليل على أيِّ حال، تذكُّر أن قرار دمشق ...


10-3-2015
هل علينا التصالح مع الأسد ؟ !
مع ارتفاع وتيرة قتال الإيرانيين وحلفائهم إلى جانب قوات نظام الأسد، وتولي الإيرانيين أيضا قيادة حروب القوات العراقية ...


8-3-2015
أضعف الإيمان .. إسقاط الدولة السورية !
تصريحات الغربيين في الخلاص من النظام السوري تبدلت. الارهاب في سورية عاود صوغ المشهد. بعض الدول الاقليمية بات ...


7-3-2015
سياسة شرق أوسطية جديدة من دون الإخوان
لم أطلع على محضر اجتماعات العاهل السعودي بالرئيسين التركي والمصري، ولكني مستعدّ لأن أجزم بأن «الإخوان المسلمين» لم ...


7-3-2015
أميركا و الخليج .. من طمأن الآخر ؟
قراءة التصريحات السعودية، على لسان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وتصريحات نظيره الأميركي جون كيري، حول إيران، تقول ...


7-3-2015
هل الاحتلال الداعشي حرام و الاحتلال الإيراني حلال ؟
كي لا يحاول أحد أن يصطاد في الماء العكر من مجرد قراءة عنوان المقال، سنقول: تصدوا كما تشاؤون ...


6-3-2015
هل تدعم الإمارات بقاء نظام " الأسد " في حكم سوريا ؟
ربما تكون القضية الأقل خلافا بين دول المنطقة وفي مقدمتها تركيا وقطر من جهة والسعودية والإمارات وبقية دول ...


6-3-2015
من يخشى من تغير السياسة السعودية ؟
أصبحت مسألة تغيّر السياسات السعودية حيال المشاكل التي تعاني منها منطقة الشّرق الأوسط، من أهم المسائل التي تتداولها ...


4-3-2015
مخاوف من صفقة " أميركية - إيرانية " !
أي اتفاق بين الدول الست وإيران حول ملفها النووي إذا تم رغم الصعوبات التي ما زالت موجودة بالنسبة ...


3-3-2015
سورية ولاية إيرانية ؟
بدأ نظام الملالي في إيران مدّ جذوره الطائفية نحو سورية، إذ استطاع أن يتحكّم بمفاصل حياة السوريين اليومية، ...


3-3-2015
الأزمة السورية إلى حل سياسي
رفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وصف موقف مصر من الأزمة السورية بالحياد. وهو قال في حواره مع «الشرق ...


3-3-2015
آخر مسيحي في الشرق الأوسط
يبدو السؤال مشروعا ومنطقيا وواقعيا حين يطرح: هل نحن نعيش حقبة تفريغ الشرق الأوسط من سكانه وأهله وشعبه ...


3-3-2015
خياران كلاهما سهل
في الأسابيع الماضية استقبلت الرياض عددا قياسيا من زعماء العرب والعالم. سواء كانت الغاية للتعزية أو للتهنئة، لم ...


1-3-2015
فشل دي ميستورا
المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا نجح في شيء واحد فقط، زيادة غضب أغلبية الشعب السوري. بدأ ...


1-3-2015
الحل في سوريا أكبر من الأسد و خصومه
عندما أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أخيراً، أن بشار الأسد «جزء من الحل» في سوريا، ...