إعلانات
من سيسقط في مصيدة من؟
الاثنين - 8 كانون الاول - 2014 - 12:19 بتوقيت دمشق
التفاصيل

كان من المفترض ان ينقل بايدن للاتراك الرد الاميركي على اخر اقتراحات قدمها داوود اوغلو للرئيس الاميركي باراك اوباما على هامش اعمال قمة الدول العشرين في استراليا. لكن البيت الأبيض اختار اولا الاعلان عن ان واشنطن لم تقدم للاتراك اي تعهد او تتراجع عن مواقفها في مسالة الاولويات وان الطرفين اتفقا على ضرورة "تقويض قوة تنظيم الدولة مع إلحاق الهزيمة به، وإجراء تحول سياسي  سليم في سوريا، ودعم المعارضة السورية المعتدلة وقوات الأمن العراقية". ثم تحرك ثانيا لنفي اي تفاهم تركي أميركي في موضوع المنطقة الامنة ومنطقة الحظر الجوي فوق شمال سوريا. لماذا تضيع واشنطن وقتها ووقت انقرة اذا من خلال كل هذه الزيارات المتلاحقة والتي لم تسفر عن اي جديد ؟

الحديث في العلن هو حول التنسيق وتبادل الخدمات والتفكير في استقرار العراق وابقاء مطلب رحيل الاسد هدفا أساسيا للبلدين لكن التحرك بعيدا عن الاضواء يتقدم باتجاه اخر غير ذلك كليا. اميركا تلهينا بالفتات الذي جاء بايدن والن وديمبسي يضعوه بين أيدينا والاتراك يعرفون كل ذلك وإلا لما كان داوود اوغلو تحرك للكشف عن مسالة كان قد طالب اربيل ان تبقى سرا بينهما وهي استجابة انقرة لطلبات الدعم العسكري الكردي في الحرب على داعش ومنذ بداية الهجوم على الموصل ؟

انقرة تبحث عن اوراق تستطيع أن تضغط بها على واشنطن والعكس ايضا صحيح. تركيا تحذر من سيناريو حلب وارتدادته الاجتماعية وموسم الشتاء الذي سيزيد من معاناة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين لاقناع واشنطن بالتعامل جديا مع مطالبها  وواشنطن تطيل عمر المفاوضات النووية مع طهران وتتباطأ في قرار الحرب على تنظيم الدولة وتلوح بدعم مبادرة ستيفان دي ميستورا في سوريا والهدف هنا هو ان تربك انقرة وتضيق الخناق عليها : اما ان تقبل تركيا بالخطة الاميركية او ان تدفع ثمن التعاون الاميركي الايراني في الملفين العراقي والسوري.

بايدن يقول انه جاء يستفيد سياسيا من " خبرة وتجربة " داوود اوغلو الذي تسلم مهام رئاسة الحكومة في تركيا بعدما كان في اخر لقاء لهما وزيرا للخارجية بينما بقي هو في منصبه كنائب للرئيس. لكن الحقيقة هي انه جاء يشجع الاتراك على المضي وراء حلم تحريك مثلث انقرة - بغداد - اربيل لتشتيت انتباه انقرة التي تتساءل عن أسباب اندفاع بغداد باتجاه المصالحة معها. هل هو قرار التفاهم الاميركي الايراني في العراق لإشغالها في مسائل ثانوية وابعادها عن الهدف الاميركي الحقيقي في الملفين العراقي والسوري ؟  هل من المعقول ان تسمح ايران لتركيا بالعودة الى العراق بمثل هذه السهولة وهي التي نجحت في اجبار الادارة الاميركية على تسليمها الملف العراقي لتديره باسمها وباسم واشنطن على السواء ؟

لم لا تتخطى واشنطن العقبة التركية وتعلن الحرب على داعش بمن حضر ثم تذكر تركيا بالقول المأثور   " من حضر السوق باع واشترى " ؟

هل جاء بايدن ليبلغ الاتراك ان واشنطن لم تعد تبحث عن توسيع رقعة التحالف في الحرب على داعش لان الاصطفافات شبه واضحة ولان ملف الازمة السورية الذي ترفعه انقرة في وجهها كالسيف المسلط يعرقل مسار المخطط الاميركي؟

الاعلام المقرب من ايران والمحسوب عليها لم يتراجع يوما عن التركيز على التنسيق والدعم التركي العسكري واللوجستي لتنظيم داعش في إطار خطة محاصرة تركيا وتقليص تحركها والهائها بمشاغل تشتت افكارها. لكن انقرة التي كانت تتجاهل كل هذه التعبئة الإيرانية حتى الامس القريب قررت مواجهة طهران التي كانت شريكها لسنوات طويلة بالحقائق هذه المرة.

ليست مسالة سهلة إطلاقا ان تتحرك انقرة باتجاه المصالحة مع بغداد وهي تعرف انه عليها ان تستعد لمواجهة مفتوحة ستنفجر عاجلا ام اجلا مع ايران.

قبل ايام نفى مكتب الرئيس التركي السابق عبد الله غل ان  يكون الاخير قد ادلى باي تصريح للتلفزيون الايراني " تي في برس " الناطق باللغة الانكليزية او اعطى للقناة المذكورة أية معلومات حول السياسة الخارجية التركية الراهنة. القناة الإيرانية كانت قد نسبت الى غل قوله انه ينتقد سياسة الحكومة التركية الخارجية والقرارات التي يتخذها الرئيس التركي الحالي رجب طيب اردوغان. مكتب غل أشار الى ان البعض " يشن حرب استخبارات نفسية " ضد تركيا بعد الحراك الاقليمي الذي انجزته في اكثر من مكان.

قال قائد الاركان الاميركية ديمبسي ان المهام الموكل بها هي ليس انشاء وطن او اسقاط نظام في منطقة الشرق الاوسط بل الحرب على ارهاب تنظيم داعش.

وذكرت المعلومات الامنية الواردة من اسطنبول قبل ايام ان جنود سفينة حربية أميركية كانت تشارك في مناورات حلف شمال الاطلسي الاخيرة في عرض البحر الأسود قرروا قضاء بعض الوقت في شوارع المدينة السياحية التاريخية. وتقول رواية الشرطة ان مجموعة من الشباب الاتراك قطعوا الطريق على 3 من جنود السفينة وهتفوا ضدهم وضد الولايات المتحدة الاميركية وسياستها حيال تركيا والمنطقة ودعوهم لمغادرة المدينة لأنهم أشخاص غير مرغوب بهم ثم تحرك البعض  للإمساك بالجنود ووضع اكياس من الورق في رؤوسهم  ثم مطاردتهم في الشوارع  انتقاما لحادثة السليمانية المماثلة التي وقعت عام 2003 ضد الوحدات الخاصة التركية يومها.

وقبل ايام قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي انهى زيارة استراتيجية لتركيا انه سيبحث عن آفاق جديدة من التعاون بين البلدين ورفع حجم التعاون التجاري من 35 مليار دولار الى 100 مليار دولار خلال 5 سنوات وان خطوط الطاقة الاقليمية سيتم اعادة تحديد مسارها في إطار التحولات والتقلبات الاقليمية الجديدة وبالتنسيق مع تركيا.

داوود اوغلو في اثينا لقول شيء ما حول محاولات محاصرة تركيا في مياه شرق المتوسط وتضييق الخناق عليها او محاولة إشعال غاز المنطقة هناك في وجهها.

سمير صالحة - ترك برس


أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

أخبار أخرى من " مقالات وآراء "

11-3-2015
الأسد بمساعدة حلفائه .. يبدو أنه باق !
يبدو ان فرص نجاة بشار الاسد من الازمة السياسية سالما باتت أكبر من أي وقت مضى منذ بدئها ...


11-3-2015
سوريا .. لا حل إلا هذا الحل !
  يتحاشى الذين يروِّجون لضرورة الانفتاح على بشار الأسد ونظامه، وعددهم قليل على أيِّ حال، تذكُّر أن قرار دمشق ...


10-3-2015
هل علينا التصالح مع الأسد ؟ !
مع ارتفاع وتيرة قتال الإيرانيين وحلفائهم إلى جانب قوات نظام الأسد، وتولي الإيرانيين أيضا قيادة حروب القوات العراقية ...


8-3-2015
أضعف الإيمان .. إسقاط الدولة السورية !
تصريحات الغربيين في الخلاص من النظام السوري تبدلت. الارهاب في سورية عاود صوغ المشهد. بعض الدول الاقليمية بات ...


7-3-2015
سياسة شرق أوسطية جديدة من دون الإخوان
لم أطلع على محضر اجتماعات العاهل السعودي بالرئيسين التركي والمصري، ولكني مستعدّ لأن أجزم بأن «الإخوان المسلمين» لم ...


7-3-2015
أميركا و الخليج .. من طمأن الآخر ؟
قراءة التصريحات السعودية، على لسان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وتصريحات نظيره الأميركي جون كيري، حول إيران، تقول ...


7-3-2015
هل الاحتلال الداعشي حرام و الاحتلال الإيراني حلال ؟
كي لا يحاول أحد أن يصطاد في الماء العكر من مجرد قراءة عنوان المقال، سنقول: تصدوا كما تشاؤون ...


6-3-2015
هل تدعم الإمارات بقاء نظام " الأسد " في حكم سوريا ؟
ربما تكون القضية الأقل خلافا بين دول المنطقة وفي مقدمتها تركيا وقطر من جهة والسعودية والإمارات وبقية دول ...


6-3-2015
من يخشى من تغير السياسة السعودية ؟
أصبحت مسألة تغيّر السياسات السعودية حيال المشاكل التي تعاني منها منطقة الشّرق الأوسط، من أهم المسائل التي تتداولها ...


4-3-2015
مخاوف من صفقة " أميركية - إيرانية " !
أي اتفاق بين الدول الست وإيران حول ملفها النووي إذا تم رغم الصعوبات التي ما زالت موجودة بالنسبة ...


3-3-2015
سورية ولاية إيرانية ؟
بدأ نظام الملالي في إيران مدّ جذوره الطائفية نحو سورية، إذ استطاع أن يتحكّم بمفاصل حياة السوريين اليومية، ...


3-3-2015
الأزمة السورية إلى حل سياسي
رفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وصف موقف مصر من الأزمة السورية بالحياد. وهو قال في حواره مع «الشرق ...


3-3-2015
آخر مسيحي في الشرق الأوسط
يبدو السؤال مشروعا ومنطقيا وواقعيا حين يطرح: هل نحن نعيش حقبة تفريغ الشرق الأوسط من سكانه وأهله وشعبه ...


3-3-2015
خياران كلاهما سهل
في الأسابيع الماضية استقبلت الرياض عددا قياسيا من زعماء العرب والعالم. سواء كانت الغاية للتعزية أو للتهنئة، لم ...


1-3-2015
فشل دي ميستورا
المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا نجح في شيء واحد فقط، زيادة غضب أغلبية الشعب السوري. بدأ ...


1-3-2015
الحل في سوريا أكبر من الأسد و خصومه
عندما أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أخيراً، أن بشار الأسد «جزء من الحل» في سوريا، ...