إعلانات
هل يعكس كلام سعود الفيصل تغييراً سعودياً حيال سوريا؟
الجمعة - 5 كانون الاول - 2014 - 23:53 بتوقيت دمشق
التفاصيل



أثارت كلمة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أمام المؤتمر الدولي للدول المشاركة في الائتلاف ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"، تساؤلات لجهة اقراره بأن جهود التصدي للارهاب في سوريا تتطلب وجود قوة قتالية "على الارض"، واعتباره خصوصاً أنه لتحقيق هذه الغاية لا بد من تقوية قوى الاعتدال و"ضمها مع القوات النظامية". فهل يعكس كلام الوزير السعودي تغييرا في موقف المملكة إزاء الحل الممكن للأزمة السورية أم أنه لا يتعدى كونه تكراراً للموقف السعودي، وخصوصا أن رئيس الديبلوماسية السعودية ربط الاقتراح في إطار هيئة الحكم الانتقالي؟.

ومما قاله سعود الفيصل في بروكسيل أن التصدي للارهاب سيستغرق وقتاً طويلاً، ويتطلب جهداً متواصلاً، و"من منطلق حرص المملكة على استمرار تماسك هذا التحالف ونجاح جهوده، فإننا نرى أن هذه الجهود تتطلب وجود قوات قتالية على الأرض". ولبلوغ هذه الغاية في سوريا، لفت الى وجوب "تقوية قوى الاعتدال الممثلة في الجيش الحر، وجميع قوى المعارضة المعتدلة الأخرى، والسعي لضمها مع القوات النظامية في إطار هيئة الحكم الانتقالي المنصوص عليها في إعلان جنيف1، ما عدا من ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وتلطخت أيديهم بدماء السوريين الأبرياء"، معتبراً أن هذا الأمر من شأنه "توحيد جهود هذه القوات وتسخيرها لتطهير الأراضي السورية من كافة التنظيمات الإرهابية التي تحتل ثلث أراضيها".

وجاء كلام الفيصل في ظل مسعى مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دوميستورا الى اعادة تحرك الجهود الدولية لحل الازمة السورية، انطلاقاً من اقتراح يشمل خصوصاً "تجميد النزاع" في حلب.كما تزامن كلامه والجهود الروسية الرامية الى عقد مؤتمر للمصالحة على أرضها يجمع النظام والمعارضة كصيغة بديلة من مؤتمر "جنيف 3".وفي هذا الاطار، ثمة من رأى في كلام الامير سعود الفيصل تغييراً ما.

"جديد"
وفي قراءة سريعة لموقف الوزير السعودي، يقول الكاتب السياسي السعودي خالد الدخيل لـ"النهار" إن الكلام عن ضم القوى النظامية الى قوى المعارضة المعتدلة "جديد وقد يعكس حال المفاوضات الاقليمية والدولية حول المنطقة". ومع ذلك، لفت الدخيل الى أن ادراج سعود الفيصل الاقتراح في اطار هيئة الحكم الانتقالي "يحتم التدقيق أكثر في كلامه".
من الواضح أن اثارة سعود الفيصل مسألة هيئة الحكم الانتقالي المنصوص عليها في اعلان "جنيف 1"، تعكس تمسك المملكة بموقفها من النظام السوري، الا أن كلامه لم يخل من مفارقات، وقد أتى بعد زيارة أخيرة له لموسكو.
الباحث الرئيسي في معهد "كارنيغي الشرق الاوسط" يزيد الصايغ يرى في موقف الفيصل رسالة مزدوجة. ويقول:"لماذا يتحدث بهذه الطريقة في هذا الوقت بالذات...هل يلمح الى ضرورة التعاون بين قوى المعارضة والجيش السوري بقيادة النظام ولكن بصيغة ملطفة؟ أم أنه يضع عائقاً أمام هذا الامر طالما اشترط حصول ذلك بتأليف حكومة انتقالية ؟". ومع أنه لا ينأى بالكلام السعودي عن التحركات الاقليمية والدولية في اتجاه الازمة السورية، ولا يستبعد ارتباطاً بينها، لا يرى أن التحركات منسقة بالضرورة، "وقد تكون جهود جزئية". ويعزز رأيه بالاشارة الى تراجع الحركة السعودية واكتفائها بمحاربة "الدولة الاسلامية"، وعدم قيامها بدور بارز في العراق، اضافة الى الدور المنعزل الذي تضطلع به ايران في العراق وعدم تطوره الى تعاون مع الائتلاف الدولي.
أما الملفت في رأي الصايغ، فهو اقرار سعود الفيصل بوجوب وجود قوات برية في سوريا، وهو ما يتسق مع كلام الرئيس بشار الاسد الذي قال في حديثه الى صحيفة "باري ماتش" أنه "لا يمكن القضاء على الإرهاب من الجو، ولا يمكن تحقيق نتائج على الأرض إن لم تكن هناك قوّات بريّة ملمّة بتفاصيل جغرافية المناطق وتتحرّك معها بنفس الوقت".
ويسأل: "من كان يقصد سعود الفيصل بحديثه عن قوات برية...هل كان يقترح حلا ويطلب من الاميركيين ايجاد المخرج؟... هو يعرف تماما أن الاميركيين لن يرسلوا قوات الى الارض؟".ولكنه يستدرك:"هل هناك انقلاب في المواقف أن أن كلام الفيصل يبقى مجرد موقف؟".
هذه الاسئلة التي أثارها كلام الوزير السعودي تبقى في رأي الصايغ مفتوحة الى حين الحصول على مؤشرات أكثر وضوحاً.

 موناليزا فريحة - النهار

عكس السير


أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

أخبار أخرى من " مقالات وآراء "

11-3-2015
الأسد بمساعدة حلفائه .. يبدو أنه باق !
يبدو ان فرص نجاة بشار الاسد من الازمة السياسية سالما باتت أكبر من أي وقت مضى منذ بدئها ...


11-3-2015
سوريا .. لا حل إلا هذا الحل !
  يتحاشى الذين يروِّجون لضرورة الانفتاح على بشار الأسد ونظامه، وعددهم قليل على أيِّ حال، تذكُّر أن قرار دمشق ...


10-3-2015
هل علينا التصالح مع الأسد ؟ !
مع ارتفاع وتيرة قتال الإيرانيين وحلفائهم إلى جانب قوات نظام الأسد، وتولي الإيرانيين أيضا قيادة حروب القوات العراقية ...


8-3-2015
أضعف الإيمان .. إسقاط الدولة السورية !
تصريحات الغربيين في الخلاص من النظام السوري تبدلت. الارهاب في سورية عاود صوغ المشهد. بعض الدول الاقليمية بات ...


7-3-2015
سياسة شرق أوسطية جديدة من دون الإخوان
لم أطلع على محضر اجتماعات العاهل السعودي بالرئيسين التركي والمصري، ولكني مستعدّ لأن أجزم بأن «الإخوان المسلمين» لم ...


7-3-2015
أميركا و الخليج .. من طمأن الآخر ؟
قراءة التصريحات السعودية، على لسان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وتصريحات نظيره الأميركي جون كيري، حول إيران، تقول ...


7-3-2015
هل الاحتلال الداعشي حرام و الاحتلال الإيراني حلال ؟
كي لا يحاول أحد أن يصطاد في الماء العكر من مجرد قراءة عنوان المقال، سنقول: تصدوا كما تشاؤون ...


6-3-2015
هل تدعم الإمارات بقاء نظام " الأسد " في حكم سوريا ؟
ربما تكون القضية الأقل خلافا بين دول المنطقة وفي مقدمتها تركيا وقطر من جهة والسعودية والإمارات وبقية دول ...


6-3-2015
من يخشى من تغير السياسة السعودية ؟
أصبحت مسألة تغيّر السياسات السعودية حيال المشاكل التي تعاني منها منطقة الشّرق الأوسط، من أهم المسائل التي تتداولها ...


4-3-2015
مخاوف من صفقة " أميركية - إيرانية " !
أي اتفاق بين الدول الست وإيران حول ملفها النووي إذا تم رغم الصعوبات التي ما زالت موجودة بالنسبة ...


3-3-2015
سورية ولاية إيرانية ؟
بدأ نظام الملالي في إيران مدّ جذوره الطائفية نحو سورية، إذ استطاع أن يتحكّم بمفاصل حياة السوريين اليومية، ...


3-3-2015
الأزمة السورية إلى حل سياسي
رفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وصف موقف مصر من الأزمة السورية بالحياد. وهو قال في حواره مع «الشرق ...


3-3-2015
آخر مسيحي في الشرق الأوسط
يبدو السؤال مشروعا ومنطقيا وواقعيا حين يطرح: هل نحن نعيش حقبة تفريغ الشرق الأوسط من سكانه وأهله وشعبه ...


3-3-2015
خياران كلاهما سهل
في الأسابيع الماضية استقبلت الرياض عددا قياسيا من زعماء العرب والعالم. سواء كانت الغاية للتعزية أو للتهنئة، لم ...


1-3-2015
فشل دي ميستورا
المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا نجح في شيء واحد فقط، زيادة غضب أغلبية الشعب السوري. بدأ ...


1-3-2015
الحل في سوريا أكبر من الأسد و خصومه
عندما أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أخيراً، أن بشار الأسد «جزء من الحل» في سوريا، ...