الذي يتصفح الكثير من مفردات الاشكالية السورية حاليا ً تتوقفه محطات عديدة وكثيرة ..
• في ندوة تلفزيونية على احدى الفضائيات المشهورة اوائل آذار2011 ،كان المتحدثون يتناولون تطورات الاوضاع في مصر وتونس ، وأشار أحدهم بلهجة تأكيدية وكان يتحدث من احدى عواصم اوروبة ، أن ما يسمى بالربيع العربي سينتقل الى سورية بحدود منتصف الشهر قائلاً : انتظروا الخامس عشر من آذار ، وسترون !! لكن كثيرا ً من مفاصل الرأي الهام في اعلامنا خاصة ، استبعدوا حصول ذلك بشكل قاطع ! اما لثقة كبيرة في النفس ، او لغرور، او لقلة فهم وعدم معرفة ، وللأسف !!
• الاشكالية التي حدثت مع اطفال درعا أيا ً كانت درجة صدقيتها ، يعتقد كثيرون ان الحكومة لو قامت بما يجب فعله في حينه لماتت القضية في مهدها كما يقال ! والواقع ان ما حدث في درعا مخطط له منذ زمن وبشكل استراتيجي ، وعلى اعلى مستويات التآمر ، وحتى لو قامت الحكومة بمحاسبة من رشح انه السبب في حينه ، فسوف يقوم من خطط وبرمج بإثارة مشكلة اخرى قد تكون اشد ايلاما ً لأن الغاية اشعال الوضع في سورية وصولا ً الى خراب هذا البلد كما اريد له ان يكون !!
• والحقيقة ان ما حدث ما كان ليحدث ، لولا مواقف سورية الوطنية والقومية! وما كان ليحدث ما حدث ، لو ان سورية غرقت في حروبها مع اسرائيل او حروب امريكا في المنطقة ، او انها انسحبت من معسكر العدائية لاسرائيل كما هو الحال بالنسبة لدول الخليج ! لذلك كان لا بد من خطة شيطانية لالحاق الخراب بهذا البلد ودون ان تنفق اسرائيل دولارا ً واحدا ً او تقدم قطرة دم واحدة !! ولو استطاعت اسرائيل ان تجعل سورية تدفع ثمن كل طلقة وجهتها الى صهيوني عبر تاريخ صراعها الطويل مع هذا الكيان ، او حتى لمجرد كلمة قالتها ضد اسرائيل ذات يوم، لفعلت وبكل تأكيد !!
• من الأسباب التي هيأت البيئة المناسبة لاستعار هذه الاشكالية وانتشارها السريع هو واقع فساد ظاهر ، وعدم وجود محاسبة حقيقية ، وللأسف !!
• من الأسباب التي ساهمت ايضاً في تفاقم الأمور ووصولها الى ما هي عليه ، البطالة بين الشباب وكذلك انتشار الأمية والجهل واللاوعي ، اضافة الى التأثير السلبي لأفكار بعض المتدينين الجهلة والتي تصور لبعض الشباب التائه ان قتل انسان او اغتصاب امرأة في حالات كثيرة هو نوع من انواع الجهاد في سبيل الله !!
• الاعلام الذي كان يعمل باتجاه واحد ، الاعلام الوطني ، لم يستطع استيعاب ما يجري في البداية وظل يتعامل بخشبيته المعهودة الأمر الذي مكن الاعلام المغرض من تحقيق ما يمكن ان نسميه انتصارات ساحقة على الارض ، لدرجة ان شكك حتى المخلصين لوطنهم بارتباطهم بهذا الوطن !!
• من حق كل دولة في العالم ان تدافع عن امنها وامانها وامن وامان مواطنيها . والعالم كله وبتأثير من الدعاية الغربية خاصة لا يصدق مثلاً ان اسرائيل كيان مغتصب ، واعلامنا لم يستطع ان يشرح ذلك يوما وان يقنع حتى المواطن الغريب بذلك . وبما ان سورية دولة معادية لاسرائيل وبما ان اعلام الغرب الذي يقف قلبا ً وقالبا مع اسرائيل ومصالح اسرائيل فإنه لن يصدق الرواية السورية وخاصة انها تفتقر الى الأسلوب المقنع أيضا ً وربما الى قوة الاقناع!! وما يراه الناس من خلال وسائل الاعلام الجبارة المعادية وما يصطدم به الغرب والعالم المضلـَل ان دولتنا تقصف مناطق سكنية وبالتالي هي تقتل شعبها ولا توجد صورة اخرى امامها لذلك فإن ما ينقل اليها عبر هذه القنوات المغرضة ودون وجود اعلام كفؤ مقابل هذا الاعلام ،هي جرائم ضد الانسانية في نظرها ولذلك وقفت مائة وسبع وثلاثون دولة في الأمم المتحدة ضد سورية ، بينما كل هذه الدول تتعاطف مع اسرائيل في كل اجرامها ضد الفلسطينيين لأن الصورة التي تسيطر على العالم ان اسرائيل تقاتل قتلة ومجرمين !!
عصابات تتداخل مع الناس ، تقتل وتفجر وتغتال وتغتصب .. تأتي قوات الأمن لمنعها فتصيبها وتصيب أناساً لا علاقة لها بما يفعله هؤلاء .. تنقل صورة العنف الأمني فقط ، ويتنكر العالم ما تفعله القوى الأمنية لأنها بنظرهم تقتل الشعب !! اما كيف حدث ما حدث ولماذا فلا يعنيها ذلك لسببين : انه مطلوب منها الا تتعامل مع الأمر ابعد من ذلك ، والثاني ان تحقيق الأمن وبغير هذه الأسلوب هو من وجهة نظرها من مهام الحكومة !!
تمعنوا هذه الصورة . طفل مقتول ومنكل به . كيف وصل الى هذا الموقع وكيف قتل ومن الذي قتله لا يهم اولئك ، الذي يهم بالنسبة الى اولئك ان طفلاً قتل ، بل الطفولة تقتل ، وان لا احد مسؤولاً سوى الحكومة عن حماية الأطفال ، مع انه عند انتشار الفوضى ليس اسهل من قتل طفل وتشويه جثته ثم المتاجرة بذلك كما يحلو لمن يريد ؟؟!!
مجزرة الحولة ..لا نعتقد ان سبباً في العالم يدعوجيشا ً او قوى امنية لبلد ان تقتل شعبها بالطريقة التي حدثت في الحولة وسواها او لأي سبب آخر . عصابات مأجورة من داخل او خارج البلد ممكن . وخاصة انها تتوقع الاستفادة من حدوث ذلك طالما ان مجلس الأمن او الأمم المتحدة او منظمة حقوق الانسان سوف تعقد اجتماعها بشأن سورية بعد ذلك بقليل ، او أن مسؤولا ً أمميا ً سيزور سورية قريبا ً، املاً في اتخاذ قرار يدين الحكومة السورية! وقد يؤدي كما يحلم هؤلاء ومن يدعمهم الى تدخل عسكري ، وهو ما يحلم به اولئك!!
طيب ، ثمة عصابات مأجورة تتداخل مع المناطق السكنية . تقتل وتغتصب وتحرق ...الخ !! ماذ ا يمكن أن تفعل قوى الأمن حيال ما تقوم به؟ هل تظل ساكتة ، ام تتدخل ؟ واذا تدخلت فهل ستحل الأمور ببوسة شوارب ام سيحدث العنف ؟ فإذا حدث العنف ولأن اعلامنا ضعيف اساساً ، فإن كل الدنيا ستقول : الحق على الحكومة السورية ، لأنها مسؤولية الحكومات بشكل عام ، وللأسف الشديد!!
اعلامنا ، لاخبرة لديه لاثبات الحق الوطني في الدفاع عن النفس والمواطن ضد العدو الذي يقتل ويدمر ويحرق ويغتصب سواء كان خارجياً او داخلياً ، لأنه ضعيف الحجة وباتجاه واحد !!
حقائق يجب الا نغفل عنها:
• المشكلة صارت كبيرة وربما تجاوزت حدود السيطرة عليها ان لم نفلح في القضاء عليها وسحقها بأسرع ما يمكن .
• ان لم تجبر قطر والسعودية وتركيا على توقيف دعمها للعصابات الارهابية فلن تهدأ الأمور بل ربما صارت أكثر سوءا ًوتأثيراً سلبياً ليس على حاضر سورية وحسب بل على ماضيها ومستقبلها أيضا ً!!
ماذا علينا أن نفعل ؟
• ان استطعنا سحق مسببي هذه الفوضى فلنفعل وبدون هوادة ولو تمكنا من سحق هؤلاء القتلة ومن وراءهم من الدول المهزلة التي تدعمهم فإنه واجب علينا ولا أحد سينكر علينا حقنا في ذلك الا الذي يفتقرالى معرفة ادنى حقوق الدول او من كان اداة رخيصة بيد من له مصلحة في خراب هذا البلد.
• اذا اقتضت الأمور ، ونتمنى الا نصل الى هذه المرحلة وهي ان نستعين بمساعدة الدول الصديقة مثل روسية وايران فلنفعل وذات يوم سترد سورية المعروف حتما ً ذلك ان سلامة وطننا والحفاظ على امنه وامانه وامان مواطنيه قضية مقدسة وغير قابلة للنقاش مهما كان الثمن ، وكما يقولون : الصديق وقت الضيق ، وان كنا ما نزال حتى اليوم على ثقة مطلقة بوعي ووطنية القسم الأكبر من شعبنا الرائع وحكمة وحنكة وصبر قيادتنا على الوصول ببلدنا الى بر الأمان قبل ذلك كله.