إعلانات
صحفية إيطالية تروي قصة خطفها في شمال سوريا : أشكر ربي أنهم كانوا من جبهة النصرة !
الجمعة - 19 أيلول - 2014 - 20:29 بتوقيت دمشق
التفاصيل


تشعر سوزان دبوس، الصحافية الإيطالية السورية الأصل، بأنها كانت "محظوظة"، و تؤكد أنها "ربما عليّ أن أحمد ربي أنهم كانوا من جبهة النصرة وليسوا من الدولة الإسلامية".

 كانت سوزان (31 سنة) تروي قصة خطفها على أيدي "النصرة" في شمال سوريا وكيف انتهت "نهاية سعيدة" عندما أُفرج عنها مع زملائها الإيطاليين الثلاثة الذين يعملون لتلفزيون "راي" بعد احتجاز دام قرابة أسبوعين. وهي بلا شك تعتبر نفسها "محظوظة" أنها وقعت في أيدي فرع تنظيم القاعدة السوري، لأن مصيرها ومصير زملائها ربما كان مختلفاً لو كان خاطفوها من "الدولة الإسلامية" التي ذبحت حتى الآن، وأمام الكاميرات، صحافيين أميركيين إثنين وعامل إغاثة بريطانياً، وتهدد بقطع رأس آخرين.

و كانت سوزان، هذا الأسبوع، ضيفة مركز "تشاتام هاوس" في لندن حيث تحدثت عن أدق تفاصيل ما حصل لها خلال فترة احتجازها في نيسان (ابريل) 2013، وهو أمر ترويه بالتفصيل في كتابها الصادر حديثاً "كيف تريد أن تموت؟"، وفق صحيفة "الحياة".

دخلت سوزان، كما تقول، الأراضي السورية خلسة من طريق بلدة تركية قريبة من سواحل المتوسط، كانت مع فريق إعلامي إيطالي من تلفزيون "راي". لم يهتموا بتغطية المعارك على جبهات القتال، بل كانوا يفتشون عن قصص تتعلق بحياة السوريين ومعاناتهم نتيجة الحرب. وكان لهم ما أرادوا، إذ إن القرية السورية التي عبروا إليها من الأراضي التركية كانت مسيحية، وظنّوا أن في إمكانهم تقديم تقرير عن التعايش الإسلامي - المسيحي خلال الحرب الأهلية. لكنهم لاحظوا فوراً أن القرية خالية من سكانها. لم يلتقوا فيها سوى عناصر من الجيش الحر وكاهن كنيستها. سألوه عما حصل، فرفض الكلام. أصروا عليه، فقال لهم إنهم إذا أرادوا أن يعرفوا ماذا حصل للقرية فعليهم أن يأتوا إلى الكنيسة. وصلوا إليها لكنهم وجدوها مخرّبة تخريباً حديثاً وفي شكل يكشف أنه حصل عمداً وليس نتيجة قصف أو معارك. طلبوا منه أن يخبرهم بمن خربها، فأشار بإصبعه إلى مجموعة من الرجال كانوا يقفون في الخارج ويمكن رؤيتهم من نافذتها. "إسألوهم!"، رد الكاهن الذي كان يتحدث بالإيطالية مع الصحافيين كونه درس الكهنوت في إيطاليا.

 

ما هي إلا لحظات حتى دخل إلى الكنيسة مسلحون، صادروا أشرطة التصوير من الفريق الإيطالي. لكنها قالت إن رفاقها لم يشعروا آنذاك بالخوف لأنهم ظنوا أن المسلحين من الجيش الحر، لكنها عرفت فوراً أنهم من "النصرة" وبدأ الخوف يدب في قلبها. قال المسلحون إن "أميرهم" سيأتي وسيتم اخضاعهم فقط للتحقيق.

عندما وضعها عناصر "النصرة" في سيارتهم لنقلها إلى مركز التحقيق، شعرت من نظراتهم بأنهم غير سعداء بزيها. فقد كانت ترتدي "الجينز" وغطاء رأسها لم يكن فضفاضاً. وعلى رغم أنها عرفت من لهجاتهم أنهم سوريون، إلا أنها لاحظت أيضاً أن عناصر المجموعة هم خليط من الجنسيات، وبينهم مغاربة ومصريون وخليجيون.

"كانت الساعات الـ 24 الأولى مخيفة جداً، فقد كنت أخشى أن نُباع إلى جماعة أخرى"، كما قالت، مضيفة أن "التحقيق كان عنيفاً. سألني المحقق لماذا لا تبدو لهجتي سورية" فردت بأن والدها سوري لكن أمها إيطالية. فسألها المحقق: "كاثوليكية؟"، فقررت ألا تكذب عليه، وقالت إن أمها بقيت مسيحية على رغم أن والدها مسلم. اتهمها المحقق بأنها "جاسوسة"، فنفت ذلك. أمر بفصلها عن بقية الصحافيين الإيطاليين، لكنها صارت تتحدث معه عن تعاليم الإسلام ورغبتها في التعرف أكثر على الدين الإسلامي. فقال لرجاله: "خذوها إلى امرأة تعلّمها الدين".

كانت تلك المرأة زوجة أحد الخاطفين. تونسية تدعى "مريم" في الثانية والعشرين من العمر، وكانت أول وجه سافر تراه بعد احتجازها، فبقية الخاطفين كانوا دائماً ملثمين. صارت «مريم» تعلمها الصلاة وأصول الدين وفق فهمها له، ونشأت بينهما علاقة بحيث صارت التونسية تصارحها بأمور كثيرة تتعلق بنشأتها وسبب لحاقها بزوجها - التونسي أيضاً - لـ «الجهاد» في سورية. قالت إنها درست في الجامعة في تونس، وتعلّمت في فرنسا أيضاً، لكنها قررت أن تلحق بزوجها لـ «الجهاد» في سورية وهي مدركة مدى خطورة بناء عائلة على هامش الحرب الدائرة في هذا البلد. قالت مريم لسوزان إنها تزوجت «بناء على علاقة حب» بزوجها وليس نتيجة زواج مرتّب بين شخصين لا يعرفان بعضهما بعضاً.

سمعت سوزان خلال احتجازها عناصر النصرة يتابعون خطابات نارية لمشايخ يحضون على "قتل الكفار"، وقالت إن "الأمير" الذي يقود مجموعة الخاطفين قال لها "إن الحرب في سورية قد تدوم خمس سنوات، فهدفنا ليس فقط قتل الأسد  بل تطبيق الإسلام. فبعد الأسد سيأتي دور قتال العلمانيين والعلويين".

كانت سوزان ورفاقها معزولين عن العالم الخارجي خلال فترة احتجازهم التي دامت 11 يوماً فقط. قالت: "شكراً للوسيط الذي رتّب لنا الزيارة، فقد قام بجهود كبيرة للإفراج عنا. فهو رجل أعمال معروف وشقيقه شيخ محترم وقام بنفسه بالتفاوض مع جبهة النصرة، إلى أن ضمن سلامتنا". وأضافت أن زملاءها الصحافيين لم يُمسّوا بأذى، ولكن المكان الذي كانوا محتجزين فيه "كان مركزاً لتعذيب سوريين متهمين بأنهم عملاء للنظام".

 وأوضحت أنها ليست على علم بأنه قد تم دفع فدية من أجل تأمين إطلاقها ورفاقها و "لم أشعر أصلاً بأن الخاطفين كانوا وراء المال"، مشيرة إلى أن من المهم للصحافيين الذين يذهبون لتغطية الأحداث في سورية أن تكون للوسيط الذي يرتب لهم الزيارة صلات واسعة، لأنه لو كان ناشطاً عادياً لربما ما كان ليجرؤ على مواجهة جماعة قوية من الخاطفين. انتهت قصة خطف سوزان ورفاقها "نهاية سعيدة"، لكن هذا لم يكن حال الكاهن الذي بدأت محنتهم بلقائه. فقد قالت: "لقد قُتل بعد شهرين من الإفراج عنا".

 

عكس السير


التعليقات :
سوري
(8)   (10)
ونعم التعايش ونعم الثوار ونعم الثورة - هي قصة حقيقية
وين التعليقات
(8)   (10)
العادة ما حدا لا علق ولا حكى شيء ما حلوة يا شباب مشان النصرة اللي غالبية العالم عما تمدح فيه, يعني ع الأقل كذبو حكي هل الصحفية, وطالعو عليها شي حكي مغرض متل عميلة أو متآمرة أو ....... وأكيد في عالم عما يسبها وأنو الحق ع النصرة ما صافها. بس بحب أطمن الكل جاي الدور ع الكل, بعد بشار وزمرته ومن نظامه ومن ثم طائفته ومن ثم بقية الأقليات ومن ثم يأتي دوركم طبعا نصيحة, أرجعو للتاريخ السوري وتعرفو اكتر ع الثورة السورية اللي كانت ثورة قومية سورية ضد الفرنسيين مو ثورة عروبية أو إسلامية.
إلى وين التعليقات
(8)   (2)
بس بدي أسألك سؤال جاوبه لنفسك !!! لو حدا تجرأ وحكا كلمة على سيادتو أو تذمر من وضع البلد أو النظام !!! أو مسكوه شي حاجز شبيحة وما معو هوية أو هويته مكسورة !! ياترى أيش بتتصور كان رح يصير معو !!! ياترى كانو رح يحكو معو !! كلام ويسمعو منو !!! أو يبعتوه لحد يقنعو بالحسنى أنو غلطان ولا تنفع وساطة أو كرامة منشان ما يعذبوه !! أو يقللو عذبه !! ياسيد نحنا مالنا مع ما عمل هدول الناس وبنحب المسيحيين وبنعتبرهم أخوتنا ومابنقبل حدا يؤذيهم !!! بس رجاء لا تقارن اللي عبيعملو وعملو النظام بأي حدا تاني حتى داعش !!! اللي دبحوهم حتى داعش مع أشمئزازي من هيك أكيد ماضللو يعزبوهم شهرين أو سنة لبين مادبحوهم !!!متل اللي ماتو بأقبية المخابرات !!! متل ماعبيساوو جماعتك !! وهو بدي أسألك بتفضل تضل تنضرب وتتعذب من وحوش شهرين أو سنة لتموت ضرب وذل وتعذيب وجوع وللا مدبوح أحسن !!! طبعا داعش أو جاحش حيوانات وأنا رأيي أنو بيستاهلو مايضل منهم حدا عايش ع اللي ساووه !!! بس جماعتك بيستلهلو أكثر من هيك لانن وحوش أكتر من جاحش !!!! وعلى فكرة هالتوحش مو جديد عا المخابرات وجماعة النظام ولو حبيت أقرأ قصة القوقعة وهي وصف بسيط لغيض من فيض وحشية وحيونة جماعتك من عشرات السنين !!!!
الحق ظهر
(6)   (3)
في سورية لاتوجد ثورة بل منهاج قتل وتشريد لكل من يخالف الفكر المتطرف التونسيون والمغاربة وغيرهم مع نسائهم لن يجلبو الاالدمار الفكري لأهلنا في سورية
بعض الحقائق
(0)   (0)
هذه الصحفية تعرف سورية فعائلة أبوها لا تزال هناك وقامت بزيارة سورية أكثر من خمس مرات ومسقط رأسها في حلب، تحب البلد واهل البلد وزارت معظم أنحاء سورية، وقفت مع الثورة في ايطاليا سواء في محاضراتها أو في مقالاتها وهي تريد الحرية والكرامة للشعب، ولا تريد حاكم يضع صوره في كل الأماكن العامة بشكل مقزز وكأنه يقول أنا وأنا فقط، كانت تشاهد الفقر حسناً والغنى الفاحش أحياناً وهي تعلم أن مصادر سورية من الثروات كبير، هي تعرف أن التعايش بين الطوائف في سورية قائم وعلى أعلى مستوى حضاري، الحق يقال أن جبهة النصرة عاملتها و زملائها بكل احترام ولم يمسوها بسوء سواء نفسي أو جسدي، لكن تجربة الاحتجاز نفسها تكون رهيبة لأن مصير الانسان يكون معلقاً بالمجهول، أثناء احتجازها علمت من مريم التونسية أنهم اتحدوا مع دولة العراق والشام وذلك عندما أتى زوج مريم بعلم الدولة الى المنزل وقال لها ضعيه بدل علم النصرة لأننا أصبحنا جبهة واحدة. قائد المجموعة التي احتجزت الصحفيين كان شاب سوري غير عنيف ولا متوتر، أثناء الاحتجاز كان خوفها من القصف العشوائي الذي يقوم به النظام وايضاً خوف سيطرة قوات النظام على الموقع ثم الثيام بتصفيتهم ليقولوا أن الارهابيين قتلوهم، الخلاصة أن الصحفية وضعت النظام والفصائل المسلحة في خندق واحد، والخاسر هو الشعب السوري.
خدوج
(1)   (0)
لم تقل اي شئ غريب بل كل ماقالته متوقع ومعقول ويعرفه اغلب الناس فمناظر اهل النصرة تدل عليهم ومناظر الشبيحة تدل عليهم ولذلك لسه المشوار طويل والقادم اقسى واوسخ
محمد الشامي
(0)   (0)
لماذا علينا ان نسلم بفرضية " ان القصة صحيحه دون اي زياده او نقصان " .....ونتناقش ونتجادل ونتقاتل عليها ؟؟؟؟؟! وقصة الرهابات معلولا ليست بالزمن البعيده عنها؟؟؟؟؟!
أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

مقالات أخرى من " فلاش "

11-3-2015
تراشق بالتصريحات و حرب كلامية بين مندوبة بشار الأسد و المندوب القطري في الأمم المتحدة ( فيديو )
تراشق بالتصريحات و حرب كلامية بين مندوبة بشار الأسد و المندوب القطري في الأمم المتحدة ( فيديو )   عكس ...


11-3-2015
المحيسني لفضل شاكر : كن داعية إلى الله بصوتك و لا تعد إلى مسارح اللهو و الغناء
وجه القيادي السعودي المتواجد في سوريا، عبدالله المحيسني، رسالة إلى الفنان اللبناني، فضل شاكر، الذي كان قد خرج ...


11-3-2015
إتهامات عديدة و حديث عن أدلة موثقة .. المليشيات الكردية تواصل ارتكاب الانتهاكات ضد العرب في سوريا ( فيديو )
تشير أصابع الاتهام والإدانة الموثقة إلى مليشيات كردية بارتكاب انتهاكات بحق عشرات الآلاف من المواطنين العرب في محافظة ...


10-3-2015
اعترف ببناء منشأة غاز في مناطق سيطرة التنظيم .. جورج حسواني ينفي تورطه بشراء نفط لنظام الأسد من تنظيم "داعش"
 نفى رجل الأعمال السوري جورج حسواني اتهام الاتحاد الأوروبي له بأنه اشترى نفطاً للنظام السوري من تنظيم "داعش" ...


10-3-2015
لقاء " سري " بموافقة المخابرات الفرنسية يجمع علي مملوك بـ " موظف فرنسي كبير " في دمشق
قالت وسائل إعلام فرنسية إن لقاء سرياً جمع واحداً من أبرز موظفي وزارة المالية الفرنسية، مع اللواء علي ...


10-3-2015
المعارضة ليست ضد مؤسستي الجيش و الشرطة .. خالد خوجة يهاجم سعي أمريكا لتدريب المعارضين : غير كاف و لا معنى له
قال رئيس الائتلاف السوري خالد خوجة، إن ما يسعى الأميركيون للقيام به لجهة تدريب 15 ألف معارض خلال ...


10-3-2015
قال إنه لم يعتزل و أكد تواجده في سوريا .. جمال معروف : نقاتل من دون تسمية خوفاً من تنظيم القاعدة
دحض جمال معروف قائد «جبهة ثوار سوريا» كل المعلومات التي أفادت باعتزاله العمل العسكري وانكفائه في تركيا منذ ...


10-3-2015
ناشط سوري و عروسه يتبرعون بنفقات حفل زواجهم لإقامة مهرجانات للأطفال المحاصرين من قبل قوات الأسد ( صور )
احتفل الناشط السوري "أحمد أبو الخير" المقيم في مدينة اسطنبول بتركيا بزواجه بإقامة حفلات و مهرجانات للأطفال المحاصرين ...