باحثون : تأخير قطع الحبل السري قد يعزز نمو الطفل

توصل بحث أجراه فريق من العلماء السويديين إلى أن تأخير قطع الحبل السري عقب الولادة لنحو ثلاث دقائق، قد يساعد في نمو القدرات الحركية والمهارات الاجتماعية للطفل حتى سن الأربع سنوات.

وكشف البحث أن تأجيل قطع الحبل السري يسمح باستمرار تدفق الدم من المشيمة إلى الجنين ثم إلى حديث الولادة مما يساعد على تحسين مستويات الحديد لدى الرضيع لفترة تتراوح ما بين الشهر الرابع إلى السادس، وهو من شأنه حمايته من المعاناة من مشاكل تنموية معينة.

وأكدت الدكتورة علا أندرسون الباحثة في قسم صحة المرأة والطفل في جامعة «أوبسالا» السويدية أن آلية تأخير قطع الحبل السري، يمنح الطفل قرابة نصف كوب إضافي من الدم غنى بعنصر الحديد الذي هو بحاجة له.

وفي هذه الدراسة، قام طبيب نفساني بعدة اختبارات، أظهرت نتائجها أن ذكاء الطفل يظل ثابتا، إلا أنه يتمتع بمهارات حركية واجتماعية أفضل، وقد لوحظ أن الأولاد هم الأكثر استفادة من تأخير قطع الحبل السري عقب الولادة، في الوقت الذي يعتقد فيه أنهم أيضا الأكثر عرضة لنقص مستوى الحديد في أجسامهم، وبالتالي فإن تأخير قطع الحبل السري من أهم الميزات لنقل كميات دم إضافية محملة بالحديد.

يأتي ذلك في الوقت الذي يرى فيه بعض خبراء الصحة أن الدراسة لا تظهر بالشكل القاطع أن تأخير قطع الحبل السرى يمكن أن يفيد الطفل فيما بعد ، وفق ما افادت شبكة عاجل نيوز.

وأكدت الدراسة، المنشورة في العدد الحالي من مجلة «جاما» لطب الأطفال، أن نقص الحديد هو النقص الغذائي الأكثر شيوعا في الولايات المتحدة، وفقا لمركز الوقاية ومكافحة الأمراض، موضحة أن نقص الحديد بين الرضع يعمل على رفع مخاطر تأخر النمو أحد العوامل الرئيسية المتحكمة في المهارات العقلية.

وكشفت الدراسة أن ما يقرب من 16% من الأطفال الأمريكيين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين عام وعامين يعانون من نقص في الحديد، مشيرة إلى أن التقديرات قد ترتفع بشكل كبير في بعض البلدان النامية.

وفي محاولة لتقييم هذه العلاقة، عكف الباحثون السويديون على تقييم توقيت قطع الحبل السري على تنمية المهارات الحركية والاجتماعية لدى أكثر من 260 طفلا سويديا، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين تم قطع الحبل السرى بين أطفال المجموعة الأولى بعد 10 ثواني في مقابل ثلاث دقائق لأطفال المجموعة الثانية، ليتم بعد ذلك متابعة التطور الحركي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال حتى بلوغهم عامهم الرابع.

وقد وجد الباحثون أن الأولاد في المجموعة، التي قطع الحبل السرى لديهم في غضون 10 ثواني من الولادة عانوا بعض الشيء فيما يتعلق بالسلوكيات المهارية والاجتماعية، في مقابل أداء وظيفي ومعرفي وحركي أفضل بين حديثي الولادة الذين تم قطع الحبل السري بينهم بعد مرور 3 دقائق من الولادة.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها