في ميونيخ .. الإنسانية تتفوق على السياسة ( صور )

اضطرت قوات الشرطة في محطة السكك الحديدية الرئيسية في مدينة ميونيخ الألمانية إلى إغلاق المنطقة أمام المحطة، ومن ثم وقف دخول المزيد من المتطوعين والتبرعات التي كان يجري تسليمها، بعدما امتلأت القاعة بصناديق المواد الغذائية، وحفاضات الأطفال والملابس وغيرها من اللوازم.

أما خارج المحطة فعندما تحول اليوم الحار إلى أمسية ممطرة، جرى تركيب مراحيض متنقلة، في حين قامت منظمة (MHW )، المتخصصة في أعمال الإغاثة من الكوارث بنصب أربعة خيام ليتلقى فيها اللاجئون الرعاية الطبية. وفي تلك الأثناء كان رجال الإطفاء يقومون بتوفير المياه ونصب أسرة مخصصة للمعسكرات في مدرسة ثانوية قريبة من المكان.

وقالت متطوعة اسمها تيريزا لـDW: “عندما وصلت إلى هنا الليلة الماضية لم يكن هنا أي شيء. لم يكن هنا رغيف واحد من الخبز، أو قطعة واحدة من الشوكولاته، أو حتى زجاجة مياه واحدة” وأضافت تيريزا: “كان هناك حوالي 600 لاجئ ونحو عشرة متطوعين. وقمنا بشراء الطعام لهم من أموالنا الخاصة.”

وعلى مدار يوم الثلاثاء (الأول من سبتمبر/ أيلول 2015) بدأت أكوام من المواد الغذائية في الوصول. وبتضافر جهود الشرطة ورجال الإطفاء والمنظمات الإغاثية والجماهير العادية- دون أن يكون هناك أحد من المسؤولين السياسيين- تمكنت مدينة ميونيخ من مواجهة الموقف. وتقول تيريزا “لقد قامت المنظمة بأداء واجبها بطريقة أو بأخرى”. وتضيف تيريزا التي لم تنم منذ أن وصلت بالسيارة إلى ميونيخ قبل ذلك بليلة “هناك عدد قليل من المتطوعين من منظمات مختلفة يقومون بتنسيق الأمور، لكن لم يكن هناك تخطيط لأي شيئ”. وأكدت تيريزا أن القطارات كانت تصل على مدار اليوم على فترات غير منتظمة، حاملة معها بضع مئات من الوافدين الجدد في كل مرة “في الليلة الماضية وصلت أربعة قطارات في غضون ثلاث أو أربع ساعات، وكان ذلك بالطبع يتطلب الكثير من العمل”.

ويتحرك المتحدث باسم شرطة ميونيخ كارستن نويبرت، وسط المتطوعين المتعبين واللاجئين موضحا بلطف أنه لن يجري تسجيل أي من المهاجرين في عين المكان. لقد كان من المستحيل التأكد من جنسيات اللاجئين أو سبب وصولهم إلى هنا.

وقال نويبيرت في حديث مع DW “بالنسبة لنا كان الجانب الإنساني هو المهم، في الوقت الراهن يحصل اللاجئون على الغذاء والكساء والفحص الطبي. ومن ثم يتم نقلهم إلى مراكز الاستقبال. وبعدها فقط يمكننا أن نبدأ الحديث عن الجنسيات”.

ويبدو أن معظم من وصلوا إلى ميونيخ جاؤوا من سوريا أو أفغانستان وبينهم أيضا محمد عاطف أميني، الذي يتكلم الإنكليزية بالكاد. وقال أميني إنه رحلته من أفغانستان للوصول إلى ميونيخ استغرقت 24 يوما، وأضاف “أردت الهروب من التفجيرات (في أفغانستان). رأيت شخصا يموت بين حدود إيران وتركيا كان عطشانا ولم يحضر له أحد شيئا يشربه”. بينما قال ستيفان كيسكالت، المتحدث باسم هيئة المطافي في ميونيخ “يمكنك أن ترى أن اللاجئين سافروا لعدة أيام، وبخاصة الأطفال”.

الأحداث في ميونيخ عكست شعورا شعبيا جديدا في ألمانيا في الأيام القليلة الماضية. وبدا أن التركيز على الجانب الإنساني قد طغى على المناقشات السياسية المعتادة حول الهجرة الجماعية. وقد لقيت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثناء على نطاق واسع حينما وجهت نداء إلى الشعب الألماني خلال المؤتمر الصحفي الصيفي يوم الاثنين (31 أغسطس/ آب 2015) دعت فيه الناس إلى إبداء “المرونة”، وتطرقت إلى أوجه الشبه بين أزمة المهاجرين الجديدة والتحديات التي واجهت ألمانيا بعد إعادة توحيدها.

وبالمثل أيضا فإن صحيفة “بيلد” الشعبية التي كثيرا ما اتهمت في الماضي بتأجيج المشاعر ضد المهاجرين في ألمانيا فاجأت العديد من المراقبين اليساريين بدعواتها الودية لمساعدة اللاجئين.

وقد أدانت الصحيفة، مثل كل الزعماء السياسيين تقريبا، العنف اليميني المتطرف الذي وقع ضد اللاجئين قبل عشرة أيام في بلدة “هايدناو” الصغيرة في ولاية “ساكسونيا”. لكن لازالت هناك في ميونيخ، آثار للمشاعر المناهضة للمهاجرين، وتقول متطوعة أخرى اسمها “بيا”، التي كانت تقوم بفرز وتوزيع المواد الغذائية في محطة ميونيخ منذ الساعة السابعة والنصف صباحا إن ذلك كان واحدا من الأسباب الرئيسية التي دفعتها للمجيء إلى هنا وأضافت “اعتقد أنه من المهم أن نأتي إلى هنا؛ خصوصا وأن المتطرفين اليمينيين موجودون أيضا، لذلك يجب علينا أن نكون حاضرين هنا”.

وقال كارستن نويبرت المتحدث باسم الشرطة في ميونيخ “كان لدينا عدد قليل من الجناح اليميني يؤثر في الناس، لكني لا أستطيع أن أقول إذا ما كانوا راديكاليين أم لا. لكنهم لم يكونوا عنيفين، ولم يفعلوا سوى ترديد هتافات عبروا فيها عن استنكارهم”. (Deutsche Welle)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد

  1. تمثيل و دعاية تافهة. يالي عندو إنسانية لايمول 2000 ابله و يرسلهم الى سوريا بوهم الجهاد.