صحيفة ” إندبندنت ” البريطانية : سوري أنقذه الحب .. أحمد يعانق رزان في لندن

كان اللقاء جميلا جدا في مطار هيثرو غرب العاصمة البريطانية لندن حسب وصف رزان. ارتمت الشابة في أحضان زوجها بعد ثلاث سنوات من الانتظار.

تعانقا طويلا أمام الجميع. لقد أصبح حلم الاثنين بأن يعيشا معا حقيقة بعد سنوات من العذاب النفسي لرزان في لندن وأشهر من العذاب الجسدي لأحمد في سجون قوات الحكومة السورية.

صيف 2009 وقعت نظرات الطبيب الشاب أحمد الحميد على الفتاة البريطانية من أصل سوري. جاءت إلى سورية لقضاء العطلة الصيفية، لكن تلك الأيام ستكون بداية لحب عذب رزان كثيرا، قبل أن تتمكن من العيش تحت سقف واحد مع زوجها.

جاءت المبادرة من أحمد الذي ما إن وقعت نظراته عليها وهي تتمشى في شوارع حمص، حتى طلب من عائلتها أن يزوجوه إياها.

لم يحصل الشاب على جواب من العائلة، وبقي يصلى لوعة الفراق وتباريح الحب على مدى ثلاث سنوات في سورية.

تفجر النزاع السوري، وانشغل الطبيب الشاب بتقديم المساعدة للجرحى، بعد أن توصل برفض قاطع من رزان عبر محادثاتها في تطبيق فايبر تخبره بأن لا سبيل لها إلى الزواج منه.

كانت أيام أحمد تمر حبلى بالألم وهو يعالج الجرحى ويرى بعضهم يموت أمام عينيه.

في شباط/فبراير من سنة 2012 التقت رزان أحمد للمرة الثانية. كان هذا اللقاء مخططا له عكس لقاء 2009. قررت أن أمنحه “فرصة ثانية”، تحكي رزان بعد أن تحدثت معه في العاصمة اللبنانية بيروت.

في السابق كان حديث العاشقين يدور فقط حول المساعدة التي يمكن أن يقدمها كل منهما لضحايا النزاع، لكن مع الوقت قرر أحمد أن يقترح عليها الزواج للمرة الثانية، فالتقيا في بيروت.

عاد أحمد إلى دمشق لإكمال دراسته في الطب، وعادت رزان إلى لندن لاستكمال دراستها في الصيدلة، لكن الصلة ظلت قائمة بينهما، بينما عرقل موت أقارب لرزان سعي الطرفين لعقد قرانهما في أقرب وقت.

أينعت براعم الحب في قلب المحبين بعد لقاء بيروت ولم يتوقفا عن تبادل الرسائل النصية، وزاد البعد واشتداد النزاع من شوق رزان لملاقاة حبيبها.

ظلا يتراسلان يوميا، لكن في أحد أيام تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013 توقف أحمد عن الحديث معها. لم تتوصل منه بأي رد على رسائلها المغلفة بالقلق والأشواق.

حين صارحت عائلتها بذلك، حاول الجميع التخفيف عنها بالقول إن أحمد ربما يكون نائما أو مشغولا، لكنها تحكي بأن شعورا داخليا كان يقول لها إن مكروها حل به، وهي التي تعرف أنه يقدم المساعدة الطبية لمناطق تسيطر عليها المعارضة.

قضت العاشقة الشابة ليلة من دون نوم، وفي الصباح جاءها التأكيد بأن أحمد اعتقل على يد الشرطة السرية للحكومة السورية واقتيد إلى وجهة مجهولة.

امتلأت عيون رزان بالدمع، لكن عليها أن تتوجه إلى عملها في إحدى الصيدليات بابتسامة كبيرة، وفي المساء “كنت أعود إلى المنزل. أبكي.. وأبكي ثم أبكي”، تتذكر تلك الأيام.

قضى أحمد خمسة أشهر معتقلا، وعذب في سجون الحكومة السورية. غيره الاعتقال كثيرا عما كان عليه، تقول رزان بعد أن التقته مرة ثانية في بيروت.

كان الخيار أمام رزان للعودة مع أحمد إلى لندن أن تتزوج به في لبنان. أقاما حفل زواج صغير في مدينة طرابلس اللبنانية.

لكن أحمد أصبح شخصا مختلفا عما كان عليه قبل الاعتقال. لم يعد سعيدا واختفى من تقاسيم وجهه ذلك الشاب السعيد الذي التقته في السابق.

لم يؤثر ذلك على حب الشابة اللندنية، وفهمت أن زوجها يحتاج إلى وقت لينسى أيام العذاب ويتخلص من الأثر النفسي الذي تركه الاعتقال.

بعد فترة صبر، توصلت رزان برسالة من أحمد تخبرها أنه حصل على تأشيرة لدخول لندن. كان ذلك في 29 كانون الأول/دسمبر الماضي.

بعد يومين كانت تنتظره في مطار هيثرو غرب لندن. رأته أخيرا يقترب منها. لقد أصبحا أخيرا معا وبدآ يخططان في أول أيام العام الجديد لكيف ستكون حياتهما في لندن. (ترجمة : قناة الحرة)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫8 تعليقات

  1. حب وعشق وغرام وبتقولك اهلها لم يسمحوا لهم بالزواج (بس سمحوا لهم بالرسائل ومحادثات على الفايبر)
    حلوة الحرية

    1. ممكن يلي اسمك سمير اعرف شو اصلك اذا كان عندك اصل .لما بينذكر اسم العديه ادامك وقف اضرب تحيه لحمص ورجالها…مو متلك طنط

  2. ياسمير يامن لاتعتب على اهل حمص….الجميع ايقن ان اهل حمص هم حقيقه احفاد خالد….فثقافه اهل حمص ودعابتهم وفطنتهم بغنى عن شهاده قبيحه من امثالك….عندما تذكر حمص يجب على امثالك الوقوف احتراما لاسم حمص واسم سيف الله