” درع الفرات ” تنهي ” نواة الحلم ” الفيديرالي الكردي

تقترب فصائل سورية منضوية في عملية «درع الفرات» المدعومة من الجيش التركي من إنهاء الحلم الكردي لإقامة فيديرالية في سورية، وسط تقدم الفصائل نحو مدينة الباب معقل «داعش» لتصبح على تماس مع القوات النظامية السورية والميليشيات الإيرانية المدعومة من موسكو و «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية المدعومة من واشنطن، وسط إعلان أنقرة عرقلة تنفيذ اتفاق سايكس – بيكو جديد بإعادة رسم بلاد الشام بعد مئة سنة على رسمها من جانب لندن وباريس.

المعارك بين «داعش» وفصائل «الجيش الحر» المدعومة من أنقرة، وصلت الى مشارف القرى الواقعة ضمن ريف مدينة الباب التي يسيطر عليها التنظيم، بعد سيطرة فصائل المعارضة ضمن عملية «درع الفرات» على بلدة دابق ذات الرمزية في منتصف الشهر الجاري، بالتوازي مع انسحاب التنظيم من عدد آخر من قرى ريفي مارع والراعي الجنوبي، باتجاه ريف مدينة الباب الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وباتت قوات «درع الفرات» المعززة بآليات ومدفعية وطائرات تركية من جهة و «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركا من جهة ثانية و «داعش» من جهة ثالثة، على خط تماس مشترك في منطقة حساجك ومحيطها. وفي حال تمكنت الفصائل من التقدم جنوباً، ستصبح على تماس مباشر مع القوات النظامية السورية المدعومة من الميليشيات الإيرانية ومن الطيران الروسي في القرى القريبة من تل جبين والواقعة في ريف حلب الشمالي التي تتصل مع بلدتي نبّل والزهراء المواليتين لدمشق ومع القوات النظامية الموجودة شمال حلب.

بذلك ارتفعت مساحة مناطق سيطرة «درع الفرات» الى ألفي كيلومتر مربع من أصل خمسة آلاف حددها الجيش التركي منطقة آمنة وخالية من «داعش» ومن مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية، إضافة الى أن توسع «درع الفرات» يجعلها تقترب أكثر فأكثر من المواجهة مع «قوات سورية الديموقراطية» واختبار تعهدات انقرة بانسحاب «وحدات حماية الشعب» الى شرق نهر الفرات. والى مرة منذ بدء العملية، توغل الجيش التركي في ادلب أمس.

وفي حال تقدمت فصائل عملية «درع الفرات» إلى الجنوب نحو مدينة الباب معقل «داعش»، تكون «أنهت حلم إقامة فيديرالية الشمال السوري وربط منطقة عفرين بمناطق عين العرب (كوباني) وتل أبيض والجزيرة السورية وحلم وصل المناطق الثلاث للإدارة الذاتية الديموقراطية في مقاطعات الجزيرة وكوباني وعفرين بعضهم بعضاً»، وفق «المرصد»، خصوصاً أن انقرة وضعت مدينة منبج الخاضعة لسيطرة «قوات سورية الديموقراطية» هدفاً مقبلاً للقوات المدعومة منها.

وكان «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» أعلن إدارات ذاتية شمال سورية وشمالها الشرقي قبل حوالى سنتين، ثم أعلن في ربيع العام الحالي إقامة فيديرالية بين المناطق الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب» والخارجة عن سيطرة القوات النظامية، الأمر الذي قوبل بقلق من تركيا من قيام اقليم كردي على حدودها لاحتمال الهام أكراد جنوب شرقي تركيا. كما أعربت انقرة مرات عدة عن قلقها من طبيعة الدعم الذي تقدمه واشنطن للمقاتلين الأكراد وزيارات قام بها مسؤولون أميركيون الى مناطق كردية. وساهم هذا مع عوامل أخرى في تقريب الفجوة بين انقرة وموسكو وتطبيع العلاقات، عبر العمل على الحفاظ على وحدة سورية ومنع تقسيمها أو قيام فيديرالية فيها.

في المقابل، يعتقد أن انقرة باتت تدعم جهوداً لإخراج «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) من شرق حلب والتضييق على دعمها عبر حدود تركيا، مقابل دعم موسكو للعمليات التركية ضمن «درع الفرات» وفق مبدأ المقايضات الصغيرة خطوة بعد خطوة. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن ما لا يقل عن مليون سوري قد يفرون إلى تركيا إذا بدأ النزوح من مدينة حلب التي تحاصر القوات السورية والروسية أحياءها الشرقية. وأضاف أردوغان أنه بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليل الثلثاء اتفاقاً في شأن إخراج «النصرة» من شرق حلب… بالتوازي مع تقدم «درع الفرات» شمال هذه المدينة.

كما حذر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش من «مساعٍ لتقسيم المنطقة من جديد عبر سايكس – بيكو ثانية، وتركيا تعمل على منع تنفيذ ذلك». وزاد: «تم تقسيم حدود المنطقة قبل مئة عام، والآن هناك من يحاول تمزيق أفكار وقلوب سكانها، تركيا تعمل على منع ذلك».

لكنّ قياديين في «الاتحاد الديموقراطي» يشككون في أن يكون «الهدف الأول لتركيا منع قيام اقليم كردي». ويشيرون الى أن الهدف هو «الحفاظ على خطوط الإمداد لداعش بين الباب ومنبج والرقة معقل التنظيم شرق سورية». وقال أحد القياديين لـ «الحياة» أن «عناصر من داعش حلقوا ذقونهم وانضموا الى فصائل تقاتل ضمن درع الفرات».

وبالتوازي مع انطلاق معركة تحرير الموصل غرب العراق من «داعش»، بدأ التسخين لمعركة مقبلة على الرقة. إذ إن موسكو ودمشق حذرتا من أن أميركا تخطط لنقل «داعش» من الموصل الى الرقة لعرقلة معركة تحرير هذه المدينة، تخطط لها موسكو ودمشق. وقال الجنرال فاليري غيراسيموف من رئاسة أركان الجيش الروسي أن الهجوم الذي يشنه الجيش العراقي بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على الموصل «يجب ألا يؤدي الى إخراج إرهابيي تنظيم «داعش» من العراق الى سورية وانما القضاء عليهم حيث هم. ونأمل بأن يكون شركاؤنا في التحالف الدولي على إدراك لما يمكن أن يحصل لهذه المجموعات المسلحة من تنظيم داعش وهي تندحر».

وكانت واشنطن درست في الأشهر الأخيرة إنهاء ولاية الرئيس باراك اوباما: إما بتحرير الرقة بمساعدة «قوات سورية الديموقراطية» الكردية – العربية أو الموصل بدعم الجيش العراقي وميليشيات موالية قبل أن يستقر الخيار على الموصل بعد تعزيز التدخل العسكري المباشر من روسيا في سورية. كما أعلنت انقرة استعدادها للمساهمة في تحرير الرقة وحذرت من أن إعطاء دور قيادي للأكراد ينذر بتوتر عرقي شرق سورية. لكنّ قيادياً كردياً قال امس أن الاتصالات مع التحالف الدولي لا تزال قائمة و «تحرير يحظى بأولوية. الأميركيون يريدون ذلك. النظام والروس يخططون لذلك. ونحن نريد إبعاد تهديد داعش عن الأكراد».

ابراهيم حميدي – الحياة

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫7 تعليقات

  1. الحلم الحقيقي لم يمت و قريبا ان شاء الله سيتحقق
    و لكن ليس بربط كوباني بعفرين و انما ضمن الحدود
    الحقيقة ..و الى العرب الجهلاء انتم فخورين بتركيا
    و العثمانيين المغتصبين ٤٠٠ سنه لشعبكم و المنافقين
    للاسلام و من اول الدول التى تعترف بصهاينه
    و باعت الثورة السورية و لسع العرب يهللو اصحو
    يا جهلاء

  2. لآ احياك الله ولا احيى كل من يفرح ويقتل ويهلل لاحد السوريين …ماذا انتم…ماهو جنسكم…ماهذا الحقد الاسود الذي في قلوبكم نحونا الكورد!!!!!!
    اقسم بالذي رفع السماوات بغير عمد سبحانه بأنكم لاتفرقون عن كل شبيح وقاتل من النظام او الروس او الشيعه الايرانيين …من يبدل ديكتاتورا بآخر لن يجد خيرا بإذن الله …ابدلتم عربيا بعثمانيا وكلاهما قاتل وكلاهما خائن لشعبه اولا ولغيره ثانيا.
    اتهلل لقتلنا نحن الاكراد اخوتكم ……وتصفق. وتدعو لمن يرى حلب تذبح تمحى بالنار وأحدث السلحه الشيطانيه ويقتل اهلها واطفالها …ولكن ليس غريبا منكم ياخونه يانن بعتم  زشرفكم وارضكم لذلك السلطان الديكتاتوري الذي لم تخرج من فمه اي كلمه طيلة دمار حلب….اتعلمون لم…….لانه قبض الثمن الذي باعنا وباع الثورة به عندما ذهب  لبوتين……وانه ينفذ خطته الشيطانيه لتفريغ سوريا الثورة من كل جيوب المفاومه السوريه في ريف دمشق وحمص وادلب بسحب مقاتليها منها وزجهم بجرابلس وماحولها لقتال الكورد !!!!
    اعلموا يامن تسمي نفسها بالمعارضه بأن مالم يستطع السفاح الاسد واعوانه من شياطينه لاخراج الثوار من كل المدن الثائره طبله 5 سنين ..نجح ذلك المنافق الكاذب اردوغان في اخراجهم ودفن الثورة في 4 اشهر بعد اتفاقه مع قاتل السوريين بوتين ومع الاسرائليين.
    افهموها بقى وارحموا عولنا من غبائكم هذا او من تغابيكم بان تجروا وتهللوا وراء من تسموه بحامي حمى الاسلام كذباونفاقا.
    حسبنا الله ونعم الوكيل.
    وفعلا ….يالله مالنا غيرك يالله.

  3. لاأثق بتركيا كمسلم عربي ولا حكومتها التي بلحظة انقلبت على أهل الشام وركعت للروس واليهود .. تركيا ضائعة بين الشرق والغرب .. من طرف تريد اتحاد أوروبي ورضائه .. ومن طرف آخر تريد إسلام ودين وشتان مابين الإثنين .. لذلك تناور عالطرفين ومن يقود جوادين بنفس اللحظة سيتحمل احتمال تباعد بعدهما عن بعض وبالتي سيكون مؤلم جدا .. الأكراد يعيشون تحت سقف واحد في سوريا مع العرب ومظلتهم يجب أن تعود إسلامية لاقومية لكي يكونوا أقوى .. بالقومية تكون الفرقة والضعف .. حزب البعث الرزيل عزز مبدأ القومية وسعى إليها ليخرج الشعوب من تحت مظلتهم الاسلامية ليكونوا أضعف وبالتالي يسهل حكمهم واستعبادهم .. من يداهن الغرب ويتحالف معهم هو خائن بكل المقاييس والمعايير سواء كان كرديا او عربيا او تركيا وبالتالي نهايته وخيمة وبشعة آجلا أم عاجلا .. والسلام

    1. أحسن لك ان تغني عتابا يا ابو الزلف !
      او تسمع لفؤاد فقرو مع كاسة عرق
      وتبقى لا تروح لفرع المخابرات السياسية
      وخفف من شرب المتة
      وكول شنكليشة الخراب الممتازة
      فالدين لله والوطن للجميع!
      خليك بالوطن وحرر بلدك من نظام الاسد السفّاح
      بعدين حكي عن تركيا وعن الدين وعن القومية
      ودير بالك على ولادك بيخدموك بكبرتك!
      ولا تدخل بولاد الجيران.

  4. و عملية درع الفرات تنهي الحلم السوري أيضا بالخلاص يا ثورجية. فالصفقة تمت بين أردوغان و بوتين على بيع الثورة و البداية من حلب يا فهمانين. و لكنك لا حياة لمن تنادي. و إن غدا لناظره قريب