ألمانيا : غضب و تضامن و حملة مساندة بسبب قرار ترحيل لاجئين سوريين إلى اليونان

فوجئت إحدى مدارس الثانوية العليا في مدينة فيسبادن، بولاية هيسن، وسط ألمانيا، بقرار يقضي بترحيل طالبين سوريين من طلابها، الأمر الذي أثار موجة غضب لدى أصدقائهم الألمان في المدرسة.

وقالت صحيفة “فرانكفورتر نويه برسه” المحلية، أمس الإثنين، بحسب ما ترجم عكس السير، إن طالباً سورياً وأخته صدر بحقهما قرار ترحيل إلى اليونان، التي أجبروا على تقديم لجوء فيها، صيف عام 2015.

ووصفت الصحيفة الطالب السوري فادي الحاج (16 عاماً)، بأنه من النموذج المثالي للاجئين، وأضافت أنه بدأ بتعلم اللغة وقواعدها بشكل مكثف، كما قام باستخدامها عن طريق نشاطات متنوعة قام بها عن طريق المدرسة، حيث شارك بالعمل مع فريق الإسعافات الأولية الخاص بالمدرسة، كما عمل بفريق الإطفاء التطوعي.

ونقلت عن فادي قوله: “يجب علي أن أقوم بشيء ما”، وبحسب الصحيفة فقد تعرف فادي على عدد من الأصدقاء بفضل اللغة، فضلاً عن النشاطات التي قام بها.

ووصل فادي إلى ألمانيا، مع أخته الأصغر مريم، ووالدته، منذ سنة ونصف، ويذهب مع أخته إلى المدرسة الثانوية العليا، المعروفة بألمانيا باسم “جيمنازيوم”، ويدرس حالياً في الصفوف الاعتيادية مع أقرانه الألمان.

وكانت كل الأمور تبدو طبيعية، حتى اصطدمت مخططاتهم بقرار ترحيل صادر بحقهم إلى اليونان، التي أجبروا على تقديم لجوء فيها، صيف 2015 .

وقالت الصحيفة إن فادي”لا يفهم هذا العالم بعد الآن”، ونقلت عنه قوله: “إن الأوراق التي حصلنا عليها في اليونان انتهت صلاحيتها منذ زمن”، مضيفاً أن له أقارب في ألمانيا، بعضهم حاصل على الجنسية الألمانية.

بدوره، صرح “جونتر بوركهاردت”، رئيس منظمة برو أزيول المعنية باللاجئين، بأنه مذهول جداً من القرار.

وقال جونتر: “لا أصدق بأن الأمر حصل مع العائلة، بحسب الاتحاد الأوروبي فإن اللاجئين الذين قدموا إلى أوروبا بعد آذار من هذا العام يتم ترحيلهم، لكن ليس بالنسبة لحالات كعائلة الحاج، الأمر مخالف لأي شكل من أشكال المنطق، أن يجلس اللاجئون في اليونان في الشوارع، بينما مراكز اللجوء في ألمانيا فارغة”.

لكن قرار الترحيل لم يطبق حتى الآن، بسبب توكيل عائلة الحاج لمحامٍ، إضافة لردة فعل أصدقاء فادي ومريم، التي قد يكون لها صدى، حيث قامت صديقة فادي، ميشيل فينك (17 عاماً)، بعد ساعات من انتشار الخبر، بإنشاء عريضة على الإنترنت لطوي قرار الترحيل، وتمكنت خلال يومين من جمع 2000 توقيع، وحالياً يوجد فيها أكثر من 6000 توقيع.

وقالت ميشيل: “نحن حزينون جداً لذلك الخبر، نريد أن نفعل شيئاً ضد ذلك، عندما يحصل شيء كهذا فنحن نشعر بالمسؤولية، ويجب علينا الوقوف إلى جانب بعض”.

وشاركت المدرسة في العريضة، وطالبت إدارتها من المدرسين المشاركة في الحملة، كما قام أصدقاء مريم في الصف السابع، بحمل أوراقٍ ونزلوا بها إلى وسط المدينة لجمع تواقيع من عامة الناس.

ولم تقتصر الحملة على التواقيع فقط، حيث استخدم الكثيرون ميزة التعليقات لكتابة رأيهم ودعمهم الشخصي للعائلة، وعلق أحد سكان فيسبادن قائلاً: “هؤلاء أشخاص جيدون ويستحقون أن يتنعموا بحظهم الجيد في ألمانيا، وأنا شخصياً نادراً ما أجد أشخاصاً متماشين مع المجتمع كهؤلاء”، فيما احتوت العديد من التعليقات على جمل مثل: “لأنهم ينتمون لنا”، أو “لأنهم أصدقاؤنا”.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد