سكان بناء مهدد بالانهيار في دمشق : إما الموت تحت السقف أو في الشارع !

نشرت قناة “روسيا اليوم” الروسية خبراً بعنوان “سكان بناء مهدد بالانهيار في دمشق: إما الموت تحت السقف أو الشارع”، نقلت فيه عن أحد ساكني المبنى قوله: “ليس أصعب من أن يتحول السقف الذي يحميك إلى مصدر خطر حقيقي عليك، إلا أن تجد نفسك في الشارع بكل ما تعنيه الكلمة.. هذه هي خياراتنا”.

وقالت القناة إن “محافظة دمشق أخلت البناء المؤلف من خمسة طوابق، الواقع في منطقة مكتظة من حي المزة 86 في دمشق، أحد أكبر مناطق السكن العشوائي، أو ما يسمونه رسميا بمناطق المخالفات”.

وتابعت: “بدأ البناء بالتشقق منذ يومين، وصدرت عنه زمجرة أشبه بالانفجارات، ورغم استقراره النسبي اليوم، إلا أنه لا يزال يشكل تهديدا للسكان الذين لا يعولون كثيرا على الجهات الرسمية المختصة كي تساعدهم”.

وأضافت: “يتعامل الناس في الحي مع الأمر بنوع من التسليم بالقضاء والقدر.. ونعم بالله! ليس بالإمكان إلا انتظار القدر، وعلى الرغم من الانهيار الوشيك في أي لحظة، إلا أن الحياة تستمر وكأن الأمور على ما يرام. يمارس السكان حياتهم كالمعتاد.. حركة السير المعتادة، وحركة البيع والشراء في المحلات المجاورة منتعشة كما هي، بل إن بعض قاطني البناء يقولون إنه لولا أفراد المحافظة، وإخراجهم لقاطني العقار عنوة، لما خرجوا.. ما الفرق بين الموت في الداخل أو الموت في الخارج.. الموت واحد، والرب واحد.. هكذا يقول لسان حالهم”.

وأكملت: “لكن لأفراد المحافظة رأي آخر.. أخرجوا السكان عنوة، وأغلقوا باب البناء بالشمع الأحمر، فظل السكان في الشارع يراقبون حياتهم وأشياءهم بينما يحتفظ بها البناء المهترئ، الذي يزمجر ويعدهم بالانهيار في لحظة مجهولة خائنة. رفض معظهم الذهاب إلى ما يسمّونه “مراكز الإيواء”.. ماذا عن الأطفال، ماذا عن المدارس، بل قل ماذا عن المبنى الذي يحمل داخله كل حياتهم”.

وأشارت إلى أن “أحد الساكنين ما زال يداوم في محل استأجره في بناء ملاصق للبناء المهدد، ويقول إن إجراء المحافظ بإخلاء البناء جيد، لكنه يتساءل بعد ذلك: هل هذا كل ما بجعبتهم؟ هل هذا كل ما استطاعوا أن يدعموا به السكان المساكين؟.. وبشأن تأمين مأوى لأولئك السكان، يتساءل صاحبنا: إلى متى سيستمر الوضع على هذا النحو؟ متى سنعود إلى بيوتنا؟ وهل سنعود؟”.

غزة محفوض، أرملة كانت تعيش في منزلها الذي اشترته منذ 6 سنوات، تقول إن تشققات بدأت تظهر في البناء منذ 6 أشهر، وجاء مهندسو المحافظة، ونصحوا السكان بنزع خزانات المياه، لأن الحمل زائد على البناء، ففعلوا.

وقالت محفوض بعد أن سمعت صوت انفجار غير طبيعي: “نظرت إلى السقف، فرأيت التشققات وكأن البناء على وشك الانهيار.. منذ ليلة أمس وأنا في الشارع، يريدون أن أذهب إلى مراكز الإيواء.. لكني لم أقبل”.

ونقلت القناة عن مختار الحي قوله إن “مهندسين من المحافظة عاينوا البناء وقرروا إخلاءه، وتأمين مسكن بديل، ويشدّد على أن البديل ليس مركز إيواء، بل بناء من تسعة طوابق في منطقة دمر الشرقية، ولكل عائلة غرفة مجهزة بالاحتياجات الأساسية، أمّا بصدد مدارس الأطفال، فسوف تؤمن المحافظة وسيلة لنقل التلاميذ يوميا، ويرى أن السبب الذي دفع البعض إلى رفض عرض المحافظة، قد يعود إلى أن لديهم أقارب في المنطقة يسكنون عندهم حتى إيجاد حل نهائي”.

وختمت بالقول إنه “في الحي نفسه، هناك أبنية أخرى ومنازل مهددة بالانهيار، فالمساحات غير صالحة للبناء أصلا، والبناء عشوائي كما اتفق، والأرض ذات مغاور وتجويفات، وسبق أن شهدت المنطقة انهيارا في التربة وسط أحد الشوارع، ما أحدث فجوة كبيرة وأدى إلى انهيارات جزئية في الأبنية المجاورة، ما جعل محافظة دمشق توجّه إنذارات للسكان بإخلاء المنازل المتشققة والمهددة بالانهيار، وتقدم لهم منازل في منطقة أخرى مقابل أجر شهري، إلا أن بعض أصحاب البيوت لم يغادروا بيوتهم، رغم الخطر الماثل في أي لحظة”.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

تعليق واحد