أوكرانيا تطالب حلف الناتو تسريع انضمامها له لمواجهة روسيا

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، حلف شمال الأطلسي الى تسريع عملية انضمام بلاده الى الحلف معتبرا ان هذه هي الطريقة الوحيدة لانهاء النزاع مع الانفصاليين الموالين لروسيا.

وتحدث زيلينسكي هاتفيا مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بعد تزايد المواجهات المسلحة والتحركات العسكرية الروسية على الحدود، ما أثار مخاوف من تصعيد في النزاع في شرق اوكرانيا.

وفي تغريدة بعد الاتصال قال زيلينسكي إنه آن الأوان لحلف الاطلسي لكي يصادق على خطة العمل من أجل انضمام اوكرانيا الى المنظمة.

وأضاف أن كييف ملتزمة باصلاحات الدفاع التي طلبها الحلف من أجل العضوية.

وقال “لكن الاصلاحات لوحدها لن توقف روسيا”. وقد أعلنت الحكومة الأوكرانية انها تأمل في تلقي دعوة هذه السنة للانضمام الى خطة العمل من أجل عضوية حلف شمال الأطلسي.

وأوضح أن “حلف شمال الاطلسي هو السبيل الوحيد لانهاء الحرب في دونباس”، المنطقة الواقعة في شرق البلاد والتي تشهد نزاعا مع الانفصاليين الموالية لروسيا.

وأضاف أن انضمام أوكرانيا الى خطة العمل “سيوجه إشارة فعلية الى روسيا”.

يأتي الاتصال مع إعلان الجيش الأوكراني الثلاثاء مقتل أربعة جنود بعد سلسلة من الاشتباكات على الجبهة خلال الساعات الـ48 الماضية.

كما يأتي في أوج التوتر الروسي-الأوكراني حيث اتهمت كييف موسكو الأسبوع الماضي بحشد آلاف العسكريين عند حدودها الشمالية والشرقية وكذلك في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

بعد دقائق من الاتصال، اعتبر الكرملين أن هذا النهج سيفاقم النزاع مع الانفصاليين. وتُعتبر روسيا راعية النزعة الانفصالية العسكرية في شرق أوكرانيا، رغم نفيها المتواصل.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمام الصحافيين “نشك كثيرا في أن ذلك يمكن أن يساعد أوكرانيا على حل مشكلتها الداخلية. من وجهة نظرنا هذا الأمر سيفاقم الوضع”.

وسارع حلفاء كييف الغربيون الى الدفاع عنها مع سلسلة بيانات تحذر روسيا من القيام بأي تحركات إضافية.

وكانت أوكرانيا أعلنت في كانون الأول/ديسمبر أنها تأمل في الانضمام العام 2021 الى خطة العمل تمهيدا للدخول إلى حلف شمال الاطلسي، رغم معارضة موسكو.

الحلف قلق
من جهته، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي عن “قلقه” إزاء الأنشطة العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقال ستولتنبرغ في تغريدة على تويتر “اتصلت بالرئيس زيلينسكي للتعبير عن قلقي الشديد بشأن الأنشطة العسكرية الروسية في أوكرانيا والمناطق المحيطة بها والانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار”.

وأضاف أن “حلف شمال الأطلسي يدعم بقوة سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، ونحن لا نزال ملتزمين بشراكتنا الوثيقة”.

وقال متحدث باسم الحلف إن ممثلي الدول الأعضاء في الحلف اجتمعوا في الأول من نيسان/أبريل “لتبادل وجهات النظر حول الاجواء الأمنية في منطقة البحر الأسود”.

وأضاف أن “الحلفاء شاركوا مخاوفهم بشأن الأنشطة العسكرية الروسية الواسعة النطاق التي قامت بها روسيا في الآونة الأخيرة في أوكرانيا ومحيطها. كما يشعر الحلفاء بالقلق إزاء الانتهاكات الروسية لوقف إطلاق النار المعلن في تموز/يوليو 2020 والتي أسفرت عن مقتل أربعة جنود أوكرانيين الأسبوع الماضي”.

وأضاف المتحدث أن “تصرفات روسيا المزعزعة للاستقرار تنسف الجهود المبذولة لنزع فتيل التوتر من خلال اتفاق 27 تموز/يوليو 2020 الذي تفاوضت عليه منظمة الأمن والتعاون في أوروبا”.

وقال “نبقى متيقظين وسنواصل متابعة الوضع عن كثب”.

مقتل أربعة جنود
لكنّ مسؤولاً من الحلف طلب عدم ذكر اسمه قلّل من احتمال انضمام أوكرانيا سريعاً، وقال لفرانس برس إنّ على كييف “التركيز على الإصلاحات” وتعزيز قدراتها الدفاعية “وفق معايير حلف شمال الأطلسي”.

وتطابقت هذه الدعوة مع موقف وزارة الخارجية الأميركية.

وقال المتحدّث باسم الوزارة نيد برايس للصحافيين الثلاثاء “نحن نواصل دعوة الحكومة الأوكرانية لأن تطبّق في غضون فترة زمنية معقولة الإصلاحات العميقة والشاملة اللازمة لبناء دولة أكثر استقراراً وديموقراطية وازدهاراً وحريّة”.

لكنّ برايس شدّد في الوقت نفسه على أنّ الحكومة الأميركية تدعم سياسة “الباب المفتوح” التي يتّبعها حلف شمال الأطلسي و”حقّ كل دولة ذات سيادة في اختيار” ما إذا كانت تريد الانضمام إلى الحلف أم لا.

ميدانياً، لم ينف الكرملين تحرّكات القوات الأخيرة لكنه شدد على أن موسكو “لا تهدد أحدا”. وحذر من أنه سيتخذ “الإجراءات” اللازمة في حالة انتشار عسكري غربي في أوكرانيا.

وأعلن الجيش الأوكراني الإثنين مقتل جنديين بالرصاص، وأكد الثلاثاء مقتل جنديين آخرين.

ويرتفع بذلك عدد القتلى العسكريين منذ بداية العام إلى 25، مقابل 50 قتيلا طوال العام الماضي.

في مواقع أوكرانية بالقرب من أفدييفكا على بعد كيلومترات قليلة من مدينة دونيتسك الانفصالية، قال جنود أوكرانيون لوكالة فرانس برس إنهم مستعدون للرد في حالة وقوع هجوم.

وقال السرجان فيتالي – اسمه الحركي محمود، وهو رجل ملتح يبلغ من العمر 35 عاما، “سوف ندافع. التراجع ليست خيارا”.

بالنسبة له، يجب أن يكون الغربيون يقظين في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي “يريد استعادة الاتحاد السوفياتي، أوكرانيا وحدها لن تكفي”.

وعلق رفيقه فولوديمير، البالغ من العمر 26 عاما، “من قبل، بالكاد أطلقوا النار” والآن “يحاولون بشكل منهجي تدمير مواقعنا” بالقصف “لإحباطنا وترهيبنا”.

وأعلنت القوات البرية الأوكرانية عن تدريبات لعشرة أيام لحوالى 600 احتياطي في جنوب البلاد تهدف بشكل خاص الى “حماية الحدود الإدارية مع القرم” و”أجزاء من الساحل”.

وتقول الأمم المتحدة إن النزاع المستمر منذ فترة طويلة أوقع أكثر من 13 ألف قتيل منذ 2014.

(AFP)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها