مهاجرون في ألمانيا يفضلون أن يدفنوا في بلدانهم

يرغبُ عدد كبير من المهاجرين في ألمانيا في أن يدفنوا في وطنهم الأم. فبعد عناء الغربة، يريدون أن يكون لهم مكان في بلادهم الأقرب إلى قلوبهم، وخصوصاً أنهم ولدوا ونشأوا فيها ، لكن ليس الحنين السبب الوحيد فبالنسبة للمهاجرين المسلمين، هناك أسباب أخرى.

وكثيراً ما يدفع الشوق بعض المهاجرين إلى التخطيط للعودة إلى أوطانهم الأصلية وإن لم ينجحوا في ذلك وهم على قيد الحياة، يسعون إلى تحقيق أمنياتهم بعد الموت ، لكن عندما لا يوصي الآباء والأجداد بدفنهم في بلدهم الأم، يعمد الأبناء والأحفاد إلى دفنهم في ألمانيا في معظم الأحيان ، وفق ما اوردت شبكة العربي الجديد.

وليس هناك أرقام محددة تشير إلى عدد الراغبين في أن يدفنوا في أوطانهم بسبب عدم توثيق البيانات لكن بحسب موقع “بسستاتونغين.دي”، فإن الجثث التي تنقل إلى خارج ألمانيا تصل إلى أربعين ألف جثة سنوياً ، ويقول صاحب أحد مكاتب الدفن، علي أيشك، إن “70 في المائة من المهاجرين يدفنون في بلادهم الأصلية، في مقابل 30 في المائة في ألمانيا”.

وأمضى عدد كبير من المهاجرين سنوات طويلة في ألمانيا بعيداً عن عائلاتهم، ما جعلهم يفضلون أن يدفنوا في أوطانهم من جهة أخرى، يفضل بعض المسلمين الالتزام بالتعاليم الدينية، التي تقول، إن القبر يجب أن يتجه نحو القبلة ما يدفعهم إلى تفضيل نقل جثامينهم إلى بلادهم الأصلية أيضاً، يرفض هؤلاء بقاء التابوت في القبر، ما يتطلب الحصول على كثير من الأوراق علماً أنه في العديد من المقابر الألمانية، يعتبر الدفن في التابوت إجبارياً على الرغم من أن بعض المقاطعات تسمح بالدفن من دون تابوت.

ويُطالب عدد من المسلمين بتخصيص مدافن لهم، علماً أنه يمكن حجز المدافن الألمانية لمدة 25 عاماً، وهو أمر غير مقبول وفقاً للمسلمين، لأن القبر في الإسلام أبدي ، ويمكن تمديد حجز مكان القبر في ألمانيا في حال طالب أقارب الميت بذلك ، وعملت ألمانيا على تعديل القانون والسماح بإنشاء مدافن للمسلمين، وهذا ما حصل في مقاطعة شمال الراين ويستفاليا (غرب البلاد).
من جهة أخرى، تعد أسعار القبور في ألمانيا مرتفعة جداً، وتصل إلى نحو خمسة آلاف وثلاثمائة دولار وفي حال التمديد، يجب الدفع مجدداً لهذا، يرى البعض أن دفن الجثة في البلد الأم يكون أقل كلفة ، و تجدر الإشارة إلى أن بعض المراكز والجمعيات الإسلامية التركية تتكفّل بدفن الموتى، على أن يضع الراغب في ذلك مبلغاً شهرياً قدره نحو 8.5 دولارات.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها