صحيفة ” الشرق الأوسط ” : البراميل المتفجرة تتوقف عن التساقط على حلب منذ بدء العمليات التركية

توقفت البراميل المتفجرة التي كانت ترميها المروحيات السورية، عن السقوط على محافظة حلب، بشكل شبه كلي، منذ إعلان تركيا دخولها الحرب ضد «داعش» قبل نحو أسبوع، وتنامي الحديث عن المنطقة الآمنة، مما يؤشر إلى تجميد قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد طلعاتها الجوية في المنطقة، بموجب «تنسيق غير معلن» مع قوات التحالف الدولي.

وتحولت مناطق محافظة حلب، إلى مناطق طيران عسكري لطائرات التحالف، بالتزامن مع عمليات عسكرية نفذتها القوات التركية ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش، حيث نفذت طائرات التحالف ضربات ضد التنظيم في ريف حلب الشرقي، والريف الشمالي، كان آخرها الغارة الجوية التي استهدفت تنظيم جبهة النصرة في أعزاز، ليل الخميس – الجمعة.

وتصاعد الحديث عن تنسيق بين التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة، والنظام السوري، بخصوص تجنب احتكاك بين الطائرات، وتجنب استنفار أنظمة الدفاع الجوي السورية ضد الطائرات الأميركية. وقال مدير مركز «الشرق» للبحوث الاستراتيجية سمير التقي لـ«الشرق الأوسط» إن هناك «تنسيقًا غير مباشر» بين التحالف والنظام السوري، عبر العراق وأكراد سوريا، لمنع تحرك أنظمة الدفاع الجوي السورية ضد الطائرات الأميركية، عندما تدخل المجال الجوي السوري.

وشدد التقي، وهو معارض سوري وباحث سياسي، على ضرورة «التفريق بين الطيران التركي والتحالف الدولي»، موضحًا أن «التحالف يتواصل بطريقة غير مباشرة مع النظام السوري عبر العراق والأكراد، وظهر ذلك أثناء تدخل سلاح الجو التابع للتحالف في معارك الحسكة والهجوم على مارع بريف حلب الشمالي وغيرها، حيث غابت الطائرات السورية عن الأجواء»، بينما «أصدر الطيران التركي إنذارات تحذيرية لأنظمة الدفاع الجوي السورية، بضرورة عدم التدخل».

ونفى التقي، مستندًا إلى معلومات، أي تنسيق مع الجانب التركي، «لأن هيئتي أركان البلدين لا يتواصلان»، مشيرًا إلى أن أنقرة «اكتفت بإصدار تحذيرات أن لا يقوم سلاح الجو السوري بأي نشاط منذ إعلان دخولها بالحرب، كما عدم استخدام أجهزة الرادار التابعة لأنظمة الدفاع الجوي».

بدوره، نفى مصدر كردي بارز، أن تكون القوات الكردية نقلت معلومة عن منطقة طيران طائرات التحالف إلى النظام السوري، منعًا لاحتكاك طائرات التحالف بأنظمة الدفاع الجوي، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «من الناحية الافتراضية، إذا طلب الأميركيون منا أن ننقل معلومة، سنستجيب ونمررها عبر قنوات تصل إلى النظام السوري، لأن ذلك سيكون تعبيرًا عن ثقة الأميركيين بنا، لكن حتى الآن، لا معلومات أكيدة عن تبليغنا للنظام السوري بمناطق طيران التحالف»، مشيرًا إلى أنه «طالما أن العراقيين يوصّلون المعلومة، فإنه لا حاجة لطرف آخر بإرسالها إلى النظام السوري».

وكانت واشنطن، نفت في وقت سابق التنسيق مع النظام السوري لضرب «داعش»، رغم أنها لم تنفِ عبر المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، في فبراير (شباط) الماضي إمكان «إبلاغ» دمشق بهذه العمليات، وخصوصًا عبر العراق، كما كرر مسؤولون سوريون أو مقربون من النظام السوري.

ولم يسجل أي احتكاك أو استنفار لأنظمة الدفاع الجوي السورية ضد طائرات التحالف منذ إدخال سوريا إلى نطاق عملها في سبتمبر (أيلول) الماضي، كما تتعدد المواقع التي غاب عنها سلاح الجو السوري بالتزامن مع عمليات نفذتها طائرات التحالف، وبينها غيابها عن أجواء منطقة البادية السورية ليلة سيطرة تنظيم داعش على مدينة تدمر، في مايو (أيار) الماضي، التي تزامنت مع قيام الطائرات الأميركية بإنزال في دير الزور القريبة من البادية، حيث نجحت مجموعة عسكرية أميركية بقتل أبو سياف، القيادي في تنظيم داعش، واعتقال آخرين.

ويتكرر هذا الواقع مع إعلان تركيا الدخول في الحرب على «داعش»، وبالتالي، توسيع نطاق العمليات ضد التنظيم إلى العمق السوري في محافظة حلب. وأعلنت «اللجنة السورية لحقوق الإنسان» أمس، أن توقف الغارات على محافظة حلب «أدى إلى انخفاض عدد الضحايا فيها بشكل كبير»، إضافة إلى انخفاض عدد الضحايا الكلي في سوريا، نظرًا إلى أن حلب «بقيت في صدارة المحافظات في عدد الضحايا على مدار الشهور التسعة الماضية».

وبحسب التوثيق اليومي للضحايا، الذي تقوم به اللجنة السورية لحقوق الإنسان، فإن ضحايا محافظة حلب منذ يوم 24/ 7 قد انخفض إلى أرقام قياسية بالمقارنة مع المعدلات المعتادة في المحافظة خلال السنتين السابقتين، ولم يكن القصف الجوي من بين أسباب سقوط أي من الضحايا.

ولم تُعلن السلطات التركية عن فرضها لمنطقة آمنة في حلب، رغم الحديث الإعلامي عنها في الأيام الماضية. ورأى سمير التقي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك إعادة ترتيب للأمور في المنطقة»، مشيرًا إلى أن «تركيا لديها اعتراضات على استراتيجية واشنطن، لأن الهدف الرئيس بالنسبة لأنقرة هو منع حصول كيان كردي مستقل على حدودها»، معربًا عن اعتقاده أن الأتراك «لن يتوقفوا عن العملية التي دخلوا فيها، لأن العملية ليس وراءها من يحكم في السلطة، بل باتت قضية وطنية، يتشارك فيها الجيش والمعارضة والمجتمع المدني مع السلطة برأي واحد، هو منع الأكراد من إنشاء إقليم على الحدود التركية».

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫7 تعليقات

  1. طيران النظام سلاح غبي وطائرات قديمة منسقة .. لا تستهدف الا تدمير البنية التحتية .والقتل العشوائي ..
    اما امريكا وتحالفها الانجاس طلبوا من النظام ان يترك لهم تلك المنطقة ليستهدفوا تقدم جبهة النصرة وجيش الفتح بعد تحقيق انتصارات كبيرة في الغاب غصب عن الخطوط الحمراء الامريكية ..
    وبأذن الله ستنهزم امريكا بانتصارات جيش الفتح وباقي فصائل المجاهدين

  2. هذا صحيح ولكن العدو المجرم يستخدم طيرانه حولها ويعوض عن براميله بصواريخ ارض ارض او الفيل او المدفعية الثقيلة بعيدة المدى
    ان اي عمل عسكري ضد العدو الفارسي وادواته في سوريا نتمنى ان يستهدف مستودعات ذخيرته وتسليحه كما حصل في السفيرة قرب معامل الدفاع لان هذا العدو مجرم ولا بد من مواجهته بكل الطرق العسكرية الممكنة ليلحق بمخازن السفيرة المطارات والوية الصواريخ ومرابض المدفعية وكل تحصيناته ومراكزه البشرية التي يختبأ فيها لانه يقصف كل شيء مستشفيات مدارس افران اسواق خضرة مساجد منازل المدنيين فهو لايرحم ومن لايرحم يجب ان لايرحمه احد بل رد الصاع صاعين

  3. هذا يثبت أن كل ما قاله أردوغان على مر السنوات الماضية كلام فاضي، ولولا خوفهم من نشوء دول كردية لما تدخلوا حتى لو فني الشعب السوري كله تحت براميل السفاح.

  4. تركيا لا تبحث الا عن مصالح فردية بحتة و لا تريد لسوريا لا الامان و الا التطور تركيا سعيدة اذا استمر شقاء السوريين و اقول للسوريين المستفدين من الاتراك بكفي تطبيل و تزمير لادوغان و لتركيا عيب استحو على دمكن هاد بالاصل اذا عنكن دم…
    و السلام

  5. اتحفظ على صحة الكلام لأن طيران النظام لم يهدأ ولا ليوم واحد فوق حلب أو ريفها الشمالي … بالعكس ازداد .. يعني الحظر الجوي هو فقط على الهليوكوبتر وطائرة الجناح الثابت معلش ؟؟!! مثلا