موجة كراهية و عنف تجاه اللاجئين بفنلندا

بدأت أزمة اللاجئين في فنلندا تأخذ منحى دراميا بارتفاع منسوب العداء لدى مجموعات فنلندية متطرفة رافضة لاستقبال لاجئين جدد، وسط احتدام الجدل السياسي بشأنهم.

وتزامن إعلان دائرة الهجرة الفنلندية عن ترتيبات لوجستية مكثفة تمهيداً لاستقبال نحو خمسين ألف لاجئ العام الحالي، مع موجة عارمة من الاحتجاجات العنصرية وأعمال العنف شهدتها أنحاء واسعة من البلاد، كان آخرها محاولة إحراق مبنى سكني تقطنه عشرات العائلات المهاجرة.

فقد تمكّن أكثر من عشرين ألف لاجئ -غالبيتهم من مناطق كالموصل وبغداد والأنبار في العراق- العبور إلى منطقة تورنيو التي أصبحت ممرا سهلا عند الحدود الشمالية مع السويد، بعد اجتيازهم بوسائل مختلفة تسع دول للوصول إلى مناطق آمنة قرب دائرة القطب الشمالي.

يأتي ذلك، بحسب ما جاء في تقرير لقناة الجزيرة، بينما تنظم مجموعات يمنية متطرفة بفنلندا مظاهرات ضد اللاجئين ترفع فيها لافتات لا تخلو من التهديد والوعيد بحق طالبي اللجوء.

موجات الغضب والعنصرية هذه في وجه اللاجئين تقابلها مظاهرات مؤيدية وداعمة لهم، وسط إجراءات مشددة من قبل رجال الشرطة للرد على العنف ضد مراكز الاستقبال، في حين أعلنت الحكومة عن سلسلة خطوات بينها تشكيل فريق عمل وزاري لإدارة أزمة اللجوء.

من جهته، ندد رئيس الوزراء يوها سيبيلا الذي تضم حكومته حزب أقصى اليمين “الفنلنديين الحقيقيين” -الذي يطالب بتشديد قوانين الهجرة- بأعمال العنف الأخيرة ضد طالبي اللجوء.

وقال سيبيلا “إن الحكومة تبذل قصارى جهدها بهذا الصدد، فالتركيز ينصب حالياً على التنسيق الدائم مع الاتحاد الأوروبي لإيجاد حلول لأزمة اللاجئين، رغم التحديات الكبيرة التي تنتظرنا، وبينها ارتفاع نسبة أعدادهم في فنلندا 15 ضعفا عما كان عليه في السابق”.

وأعرب رئيس وزراء فنلندا في حديثه للجزيرة عن أمله بأن يبقى بلده منفتحا تجاه ضحايا الحروب والعنف لاستقبالهم والتخفيف من معاناتهم، مشددا على ضرورة مقاربة قضية اللاجئين بإيجابية والاستفادة من الفرص والإمكانات الكامنة لديهم، بالتوازي مع إيجاد حلول سريعة لأزمة البطالة التي تجاوزت عتبة الـ10%.

من جانبها، قالت مديرة مصنع نوكيا أيريا سنكاري إنه من المهم جداً تسريع اندماج اللاجئين الجدد في المجتمع الفنلندي، عبر تمكينهم مهنيا وانخراطهم سريعا في سوق العمل.

وأوضحت سنكاري للجزيرة أن هناك عشرة آلاف وظيفة حالية في المصنع تعتمد في معظمها بالدرجة الأولى على الكفاءات العلمية، ولكن تبقى دائما الحاجة إلى أنواع مختلفة من العمالة.

وأضافت “أننا لا نرى في موجات اللجوء تهديدا، بل عامل إلهام لأفكار مشاريع خلاقة جديدة قادرة على خلق فرص عمل وإنعاش الدورة الاقتصادية”.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. معروف عالميا انو فنلندا من ارقى الدول .. بكل الاحصائيات العالمية .. ولما بتكون الدولة راقية والشعب راقي بيصير وجود اي شي على مستوى متدني من الانسانية والرقي شي مزعج كتير .. ويتناسب الانزعاج مع رقي الدولة والشعب وعكسا مع رداءة مستوى “الضيوف” الانساني والذوقي ..