سوريا و كيري و الخطة ” ب ” !

يتحدث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن خطة «ب» في سوريا في حال فشلت الجهود السياسية، خصوصًا بعد فشل مؤتمر جنيف الأخير. ويقول كيري إن الخطة «ب» تتضمن تسليحًا للمعارضة السورية، وخططًا عسكرية بديلة. فمن يصدق هذا الكلام؟ أعتقد لا أحد!

وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس شكك، أمس الأربعاء، في مدى التزام أميركا بحل الأزمة السورية، قائلا إن سياستها «الغامضة» تسهم بالمشكلة، مضيفا: «هناك غموض يكتنف المشاركين في التحالف.. لن أكرر ما قلته من قبل بشأن الخطة الرئيسية للتحالف.. لكننا لا نشعر بأن هناك التزامًا قويًا بتحقيق ذلك».

وقال فابيوس، الذي أعلن تركه منصبه، إنه لا ينتظر أن يغير الرئيس أوباما موقفه خلال الشهور المقبلة، مضيفا: «لا أعتقد أن نهاية فترة ولاية أوباما ستدفعه للتحرك بالقدر الذي يعلنه وزيره»، قاصدًا جون كيري. وربما يقول البعض هنا إن فابيوس يقول ما يقوله الآن لأنه يغادر منصبه، والحقيقة هي العكس. ما أعلنه الوزير الفرنسي من تشكيك في الموقف الأميركي هو نفس ما يقال خلف الأبواب المغلقة، وهو ما يردده البعض بالإدارة الأميركية نفسها حيال أوباما.

وخطورة أنه لا أحد يصدق الأميركيين في سوريا، وما يقوله الوزير كيري، تكمن في أن الروس، والإيرانيين، يعون ذلك جيدًا، ولذا فإن خطتهم، أي الروس والإيرانيين، تتركز على مجاراة الأميركيين في ما يريدونه من حيث التفاوض، مع الاستمرار في العمل على الأرض وضرب المعارضة، وتقوية نظام الأسد. الروس والإيرانيون لا يقولون للأميركيين لا، ولا يقاطعون، بل هم منهمكون في دراسة كل مقترح، والتواصل مع الأميركيين، بطرق معلنة وغير معلنة، لكن عملهم المسلح في سوريا لم يتوقف لحظة، حيث يعي الروس، والإيرانيون، أن إدارة أوباما غير جادة، ولا متحمسة، لاتخاذ مواقف حقيقية، وهو ما يؤكد كلام وزير الخارجية الفرنسي المتشكك في الموقف الأميركي الأخير، خصوصًا ما طرحه كيري عن الخطة «ب». والأدهى من كل ذلك أن الأميركيين يقومون الآن بدراسة خطة مقدمة لهم من قبل الروس، أي أن موسكو تقصف المعارضة، وتواصل إنقاذ الأسد، وتقدم الخطط، والمقترحات!

يحدث كل ذلك ليس بسبب قوة الروس، أو الإيرانيين، وإنما لغياب أي عمل حقيقي من قبل الآخرين على الأرض لإجبار الروس، والإيرانيين، على تقديم تنازلات، والجلوس على طاولة التفاوض. وبالطبع، وكما قيل مرارًا، فإن ذلك لا يعني انتصارًا روسيًا، أو إيرانيًا، أو نجاة للأسد، وإنما يعني تعميقًا للكارثة الإنسانية في سوريا، وزيادة منسوب المخاطر على المنطقة ككل، وحتى أوروبا، وهذا ما لا يعيه الرئيس أوباما، وإدارته، رغم قول جيمس كلابر، مدير المخابرات الوطنية الأميركية، إنه «طوال سنوات عملي في المخابرات التي تزيد على 50 عامًا لا أذكر نسقًا من الأزمات والتحديات أكثر تنوعًا مما نواجهه حاليًا»!

طارق الحميد – الشرق الأوسط

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫4 تعليقات

  1. أوباما, بالنسبة للشعب السوري, أمكر و أحقر رئيس مر على اللإطلاق.
    لا أحد يصدق أن الرئيس الأميركي ضعيف, او محتار, او حتى أخطأ!
    اللعين خلق مستنقع, حفرته سوريا و وحله مصنوع من الدم السوري, أغرق فيه الجميع: الروس و الايرانين و خيالات المآته في العراق و حزب اللات, و تركيا و قطر و السعوديه, و لبنان و الأكراد دائما و ابدا, و الاوربيين خاصة الفرنسيين و الانجليز…
    لم يعد احد يقدر ان يخرج من هذا المستنقع, و الجميع تتضر و يستنزف.
    و هو واقف من على بعد يتفرج و يفرك يديه فرحة و شماته!
    حتى من نأي بنفسه كالاردن على شفا الهاوية.
    و الذين يقفون بقوة من وراء الكواليس و يحركون جميع احجار الشطرنج, خطر المغامرة على اسرائيل ما زال غير معروف و التشانس فيفتي فيفتي.

    صبرنا 5 سنين و باقي اقل من سنه. اذا بشار ما خلص علينا في هالسنة, فراح نشوف الرئيس الجديد اش راح يعمل: يا كمان 8 سنين مثل ال6 الي راحوا, يا بيبتدي العد التنازلي! (النا ولا علينا)

  2. شو بدنا نقول …. الله يرحم ايامك يا بوش صحيح انو ما انخرب بيتنا الا من فوتتو بالعراق بس على الاقل كان معلم الروس قيمتهن الحقيقية وبالصرماية

  3. يعني إذا أنتم نظرتم إلى الأميركان على أنهم يريدون مصلحة بلدهم فسوف تفهمون أن أميركا استطاعت بمكرها جر روسيا إلى حرب مباشرة في سوريا مما يعني لهم استنزاف روسيا وكلام كيري واضح جدا أنهم لن يسمحوا للوضع بالاستقرار وهم صادقون وسيدعمون المعارضة بالأسلحة لاستنزاف روسيا ولن يتخلوا عن أكرانيا وهكذا. أي واحد يستنزف الروس سيدعموه وهم مستعدون لإشعال ثورة مسلحة في القرم وفي كل ورسيا وعندهم هدف آخر أيضا: السيطرة أكثر على أوروبا من خلال إرهابهم من روسيا حتى تنشغل ألمانيا والقوى الكبرى في أوروبا بعدوهم الروسي بدلا من منافسة أميركا على الزعامة. وأيضا دعم أميركا لإيران للسبب نفسه لكي تحل إيران اقتصاديا مكان روسيا لإضعاف روسيا. وأصلا التحالف القوي بين أميركا وتركيا من عشرات السنين سببه الوحيد روسيا