رفض واسع لفرض أكل الخنزير في مدارس بفرنسا

انتقدت جمعيات حقوقية فرنسية قرار عمدة ينتمي لليمين المحلي بإلغاء الوجبات البديلة عن لحم الخنزير في المطاعم المدرسية التابعة لبلديته ابتداء من الموسم الدراسي المقبل بحجة احترام ” مبدأ العلمانية “.

واعتبرت تلك المنظمات أن القرار – الذي أيده الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بصفته زعيما لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، أكبر أحزاب المعارضة اليمينية – يمثل استهدافا للأقلية الإسلامية المحلية وتعديا على حقوق الأطفال وتحريفا للعلمانية ، بينما أعربت أغلب الأوساط السياسية الفرنسية عن رفضها لتعميم تطبيق القرار في بقية أنحاء البلاد.

وكان جيل بلاتريه، عمدة بلدية شالون سور سون ( وسط البلاد ) قد أعلن، منتصف الشهر الماضي، عن قراره منع التلاميذ في بلديته من الحصول على أي وجبات بديلة خلال الأيام التي تقدم فيها المطاعم المدرسية وجبة تحوي لحم الخنزير، مخالفا بذلك عرفا استقر في البلاد منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وقد سارع ساركوزي إلى إعلان تأييده للقرار داعيا الى تطبيق مضمونه في بقية البلديات الفرنسية مما أثار سخطا واسعا بأوساط الجمعيات الحقوقية، واعتراضات من الحكومة اليسارية و أقطاب الحزب الذي يقوده الرئيس السابق .

ونددت رئيسة الفرع الفرنسي لمنظمة العفو الدولية، جنيفييف غاريغوس، بالقرار معتبرة أنه ينتهك حقوق أفراد الأقلية المسلمة الذين يتجاوز عددهم خمسة ملايين ، وفي تصريح لقناة الجزيرة ، أوضحت أن : ” مواثيق حقوق الإنسانية الدولية تكفل لكل شخص التعبير عن معتقداته الدينية في المجال الخاص وفي الفضاء المشترك الذي يضم المدارس العامة “.

وأضافت غاريغوس أنه : ” من العار حرمان أطفال من سد رمقهم لأنهم، بسبب معتقداتهم الدينية أو رغباتهم الشخصية، يرفضون تناول لحم الخنزير ” مشددة على أن منظمتها تستنكر مسلك العمدة ومواقف الساسة اليمينيين الذين أيدوه ، واستطردت : ” يجب الابتعاد عن أي توجه كهذا يُعرض بجماعة ما ويعتدى على حقوقها الأساسية”.

وفي السياق ذاته، شجبت الناطقة باسم الائتلاف الفرنسي لمكافحة كراهية الإسلام، ألزا راي، ما وصفته بـ ” الإجراء التعسفي الظالم ” مؤكدة أنه يستهدف أطفال المسلمين. وانتقدت بشدة من يبررون القرار باحترام مبدأ العلمانية، مشيرة إلى أنهم ” يحرفون المبدأ ويتبنون علمانية متزمتة وزائفة ورافضة للآخر “.

وأضافت الناشطة الحقوقية، في تصريح لقناة الجزيرة ، أن الإجراء يمثل ما وصفته بالتصعيد الخطير إزاء مسلمي فرنسا، مشيرة إلى أنه يأتي بعد تحريم ارتداء الحجاب بالمدارس العامة عام 2004 وحظر النقاب بالأماكن العامة بعدها بست سنوات ، وتساءلت راي مستنكرة ” أي علمانية وأي ديمقراطية تجبر المرء على أسلوب معين في التفكير أو في الأكل أو في المشرب ؟ “.

من جانبه، تبرأ المرصد المحلي للعلمانية من القرار مشددا على أنه ” لا يمكن التعلل بالعلمانية لرفض تعدد الوجبات المقدمة للأطفال في المدارس المحلية “.

وفي بيان تلقت قناة الجزيرة نسخة منه، نددت الهيئة بما سمته ” وصم التلاميذ تبعا لمعتقداتهم الشخصية “.

وكانت الحكومة الاشتراكية قد استنكرت الإجراء مؤكدة على لسان وزيرة التربية نجاة فالو بالقاسم أن ” البرلمان أقر للتو حق الجميع في الطعام المدرسي حرصا على تمكين كل طفل من الغذاء ” ، كما نأى أغلب أقطاب اليمين المعتدل بأنفسهم عن موقف ساركوزي، مشيرين إلى أن المنافسة السياسية مع اليمين المتطرف ذي الشعبية المتصاعدة لا تبرر المزايدة عليه بمواقفه المناوئة للوجود الإسلامي في البلاد.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫2 تعليقات

  1. أين الديمقراطية المزعومة والحرية الفردية , هذا يدل على تسلط الحكم والتمييز العنصري

  2. مع اتي ضد القرار اصلا و فصلا .لكن يا ترى بقية اللحوم التي يتناولها الطلاب هل هي مذبوحة حسب الشريعة و بايدي اناس مؤهلين حقا ؟ انا برايي يجب ان نعرف مصدر اللحوم التي ناكلها و نعرف يقينا من يقوم بذبحها .