السفير السعودي في لبنان : اليمن ليست من شأن حزب الله

أكد سفير المملكة العربية السعودية في لبنان، علي عوّاض عسيري، أن الشأن اليمني ليس شأن حزب الله.. مشددا على أن تدخل حزب الله في اليمن، ودعمه الحوثيين علناً، ثمّ تسخيره إعلامه للحرب الدائرة في اليمن، أمر غير مقبول.

وجدد السفير السعودي في حديث مع جريدة السفير اللبنانية تأييد بلده للحوار الدائر حاليّاً بين «حزب الله» و «تيار المستقبل»، وقال «إن القيادة السعودية شديدة الحرص على وحدة الصف اللبناني ومتشبثة باستقرار لبنان ودعمه… وإذا كان الحوار الجاري بنّاء ويدعم الاستقرار اللبناني ويسهم في تقريب وجهات النّظر بين اللبنانيين، فلا يمكننا الاعتراض عليه».

وأوضح عسيري نقاطاً عدّة تتعلق بتداعيات إصداره بياناً ردّ فيه على خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وقال: أنا أحترم لبنان وخصوصيته وأقدّر القوى السياسية كافّة، كما أنني أتفهم الأوضاع السياسية التي يعيشها لبنان في ظلّ احتقان سياسي وظروف صعبة إقليميّاً… هذا مسلكي في حياتي الدبلوماسية.. لكن عندما يأتي الهجوم على بلدي وقياداته من قيادات سياسية في لبنان، فأقلّ واجب لى كسفير أن أدافع عنه بالحق. لم أتفوّه بأمر غير حقيقي، بل أجبرت على اتخاذ إجراء، فنحن لسنا من هواة المنابر ولا نحبّذ توجيه اتهامات لأحد.

وأضاف “أنا أمارس عملي الدبلوماسي في لبنان بمهنية، وأحاول جمع الشمل لا تفرقة الناس، والجميع يشهد لي بذلك. منذ قدومي إلى لبنان وأنا أسعى لعلاقات طيبة وحسنة مع الجميع، خصوصاً أن المملكة تضمّ الأماكن المقدّسة، ونحن نحاول أن نخدم المسلمين بفئاتهم كافة، والأمر سيان بالنسبة للعلاقة مع المسيحيين وجميع الأطياف. لكنني فوجئت بجهات معينة تهاجم المملكة وقياداتها وتنتقد سياستها، وأنا أسأل: لماذا تنتقد هذه الجهات المملكة؟ ولماذا تعتمد هذا الأسلوب وهذه اللغة غير اللائقة؟ وبالتالي لم يكن أمامي من خيار إلا الرّدّ بهذه الطريقة».

وعن سبب إصدار بيان بعد خطاب السيد نصرالله .. قال عسيري: «أولاً، من حقي أن أردّ على أمور تتعرّض لبلدي ولقياداته، خصوصاً عندما نرى تجاوزاً لحدود اللغة المعقولة، ثانياً أنا لا أرى أنّ اليمن هو من شأن حزب الله».

وأضاف: «حزب الله في بلده وليس في اليمن الذي له رجالاته وخصوصيته. أنا أرى تدخل حزب الله في اليمن، كما سمعنا في وسائل الإعلام ودعمه الحوثيين علناً، ثمّ تسخيره إعلامه للحرب الدائرة في اليمن، أمر غير مقبول».

وعمّا إذا نسفت حرب اليمن جسور التقارب مع إيران قال عسيري: «أتمنى كدبلوماسي أن تكون علاقة حسن جوار مع إيران وعلاقة دبلوماسية طيبة واحترام وعدم تدخل في الشؤون السعودية واليمنية والخليجية، لأن ذلك سيفتح الباب لحوار بنّاء يريح المنطقة برمّتـها. لكنّ التدخّل الإيراني السافر في بلد مجاور للمملكة أمر غير مقبول».

وأضاف: «منذ عام 1979 وإيران تصدّر الثورة بوسائل شتى، هل هذا ما تريد عمله في اليمن؟ نحن لن نسمح بذلك. اليمن هو جارٌ للمملكة وبلد عزيز، ولكن لن نسمح بأن تُخلق فئة معادية لنا وتوضع على أبوابنا وهي مدعومة من بلد لا علاقة له باليمن».

وقال: «إن الحوثيين هم يمنيين وهم على الرحب والسعة، وكلّ يمني هو جار عزيز، ولم تعامله المملكة إلا كمواطن يمني، الى أن أتت إيران وحاولت تسليح فئة معينة، في حين أن المملكة تصدّر الخير والإغاثة والأدوية وتدعم الاقتصاد في البلدان، ولبنان خير شاهد».

وعن اعتراضه على نقل مقابلة نصرالله عبر «تلفزيون لبنان»، قال عسيري: «أنا احترم خصوصية لبنان، واحترم تلفزيون لبنان كمحطّة حكومية، وليس لي أن أعترض إن توجّه نصرالله إلى اللبنانيين فهذا شأنه معهم، أما أن يستخدم محطّة حكومية منبراً لإيصال رسائل سلبية والنيل من قيادات المملكة، فأعتقد بأن الأمر لا يجوز البتّة».

وعمّا إذا كانت عملية «عاصفة الحزم» تشكل تطويقاً خليجياً لتفاهم “لوزان” الأولي حول الملف النووي الإيراني، أجاب عسيري: «شأن إيران يخصّها ولا يعني المملكة. اليمن بلد جارٍ والمملكة تعاملت مع أوضاعه كي لا يتسبب بأي تهديد لها، وبعد أن اتضح لها وجود نية مبيتة بالهجوم على بعض مدنها القريبة من اليمن. لذا شعرت أنه آن الأوان لاتخاذ إجراء لا تحبّذه أصلاً لكونها لا تهوى الحروب، لكن لم يكن لديها أي سبيل آخر.

وقال “نحن نتمنى ألا تطول هذه الحرب وأن يعود اليمنيون الى طاولة الحوار، وأن تحدث حلول يمنية يمنية وأن يبتعد الأشرار الذين يلعبون بمصير اليمن، وهم من داخل اليمن، فيخلوا الساحة السياسية ويتركوا اليمن لأهله فلا تكون أية مشاكل أو طائفية في اليمن».

وعن تزكية حرب اليمن للاستقطاب السني ـ الشيعي في المنطقة، قال عسيري: «ليست الحرب في اليمن بين سنّة وشيعة، وليس جيش علي عبد الله صالح من الحوثيين، بل هو الجيش الذي سلّحته المملكة ودعمته فوجّه بندقيته تجاهها، هذا واقع لا علاقة له بالسنّة أو بالشيعة، إنها خطط لطموحات شخصية من علي عبد الله صالح. ويجب أن يفهم الجميع أن الحرب اليمنية ليست طائفية، بل على مَن يهدّد أمن المملكة. وقد استغلّ الحوثيون من قبل علي عبد الله صالح، وهو استطاع أن يمرّر رسائل لهم ولمن يدعمهم، الا أن أصبح الوضع لا يُطاق».

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها