مقال رأي لرئيس تحرير ” بيلد أونلاين ” عن حوادث كولونيا : على ميركل أن تلقي هذا الخطاب !

تساءل الكثير من الناس بعد ليلة رأس السنة في كولونيا فيما إذا كانت سياسة ألمانيا الخاصة باللاجئين “ثقافة الترحيب” ساذجة، وأنها فشلت، والإجابة هي لا. لكن الإجابة مفادها أيضاً : يجب أن توضح بشكل أكبر للألمان شأنها شأن اللاجئين، للمستضيفين والضيوف.

علينا أن نقول أكثر وبشكل أوضح من نحن، وما نمثله، وهو الأمر الذي سنقوم بالدفاع عنه، إن كنت المستشارة أنغيلا ميركل، لألقيت خطاباً للملايين، وللاجئين الذين وجدوا في ألمانيا موطناً أمناً، وها هنا ما أعتقد أن على ميركل قوله :

السلام عليكم .. مرحباً بكم في ألمانيا، مرحباً بكم في الأمان.

أود اليوم أن أتحدث معكم عما حدث في كولونيا، أنا مقتنعة بأن الغالبية العظمى منكم تجد العنف الشائن الذي عشناه ليلة رأس السنة مثيراً للأشمئزاز، تماماً كما أجده، بالإضافة إلى ذلك تواجهون الآن ريبة وانعدام الثقة لدى الألمان، لأن هذه الجرائم ارتكبها على وجه الخصوص شبان من الدول العربية أو شمال أفريقيا، وفق ما نعلمه حتى اليوم.

لذا أود أن أطمأنكم في البداية .. يمكنكم الاعتماد على ألمانيا، يمكنكم الاعتماد على ألمانيا أكثر مما كنتم تعتمدون فيه على السلطات والمؤسسات والمحاكم والشرطة في موطنكم في أي وقت مضى، نحن دولة قانون، القانون والحقوق الأساسية تنطبق على الجميع، لن تكونوا هنا عرضة للنزوات والاستبداد، (aksalser.com) ما من أحد سيؤذيك أنت أو أطفالك، ها قد تخلصت أخيراً من تقلب وفساد ووحشية الدولة التي على الأرجح أنك عانيت منها طويلاً، آمل أن يتعلم أولادك الألمانية، وأن يشعروا في يوم ما بأنهم ألمان.

ومما تضمه بلادنا الرائعة التي منحتكم الحماية أمراً طالما كان ضرورياً، فالدروس التي استخلصناها من تاريخنا أن لا نتقبل بعد الآن ممارسة العنف ضد الأقليات، أي عنف ضد الضعفاء، وضد الأراء، ولون البشرة، والتوجه الجنسي أو الجنس، لن نقبل أبداً أي تصور عالمي، لن نرضخ لأي ثقافة أو أيدلوجيا أو دين، تقلل من قيمة بعض الناس على حساب أخرين، لا يمكن التقبل أو التسامح مع ممارسة العنف فقط لأنه يمارس ضد من هم أدنى منزلة، لم يعد يتواجد شيء كـ” الأدنى درجة” في ألمانيا لحسن الحظ.

لم يعد هناك مجال لمثل هذا التفكير هنا، يمكنك أن تعتمد علي إن أخبرتك أنه لن يحدث لابنتك مكروه لأنها فتاة، ولن يحدث مكروه لابنك إن أختار أن يحب رجلاً أخر، لن يحدث لك شيء بسبب فكرك أو رأيك في وفي إدارتي أو في عمدة المدينة، لن يختفي أولادك في حجرات تعذيب لأنهم كتبوا “ميركل غبية” على باب الحمام في المدرسة.

يضمن دستورنا كل ذلك، ويحتم علينا تاريخنا أن ندافع عن كل واحدة من القيم المذكورة، سنعمل على ذلك بالكلمات والحجج، لكن إن تطلب الأمر، سندافع عنها بالقوة عبر الشرطة ولاحقاً المحاكم، والقوة الكاملة لنظامنا القضائي إزاء الذين يعارضون قيمنا.

أتحدث إليكم اليوم، كمستشارة وكإمرأة، أن يكون بإمكان المرأة أن تصبح مستشارة في هذه البلاد، وأن تقر السياسات نفسها التي قادتكم في النهاية إلى هنا، لهو إنجاز تاريخي، دعونا نكون صريحين .. في أغلب البلدان التي قدمتم منها، من غير المعقول أن تصبح بناتكن البتة في مثل هذا المنصب الذي أشغله، (aksalser.com) في بعض الأحيان لا يمكنهن حتى الترشح له، دعوني أكون واضحة هنا .. هذا خطأ، هذه النظرة المهينة والمدمرة للمرأة تشجع على ممارسة العنف ضدها، كيف لا يرفع رجل ما يده على ابنتك أو يتحرش بها أو يهينها إن كان المجتمع يعتبر النساء أدنى درجة من الرجال، هل بناتك أقل درجة من أبنائك؟ لن نسمح لهذا التصور للعالم أن ينمو هنا في ألمانيا، لن نسمح للرجال أن ينظروا بدونية للمرأة، بأي شكل كان.

سأقول لكم لماذا .. المجتمع الذي يمارس التمييز العنصري ضد نصف مواطنيه بحسب جنسهم، فقط لأنهم نساء، لن يكون أبداً حراً وغنياً وناجحاً كما هو الحال في ألمانيا.

هؤلاء الذين يستبعدون إبداع وإنتاجية وتعاطف وأفكار ومبادرة والطاقة الفكرية لدى نصف الموطنين من المجتمع، ويحتجزونهم في المنزل أو يضعون عليهم قيوداً ثقافية أو إيديولوجية، هذه المجتمعات لن تستطيع التنافس بعد الآن في عالمنا، هذه المجتمعات سيعصف بها التاريخ.

أنظروا فقط لما يجري في بلدانكم، حضارتكم العظيمة تنهار أمام أعينكم، الطغاة قد اختطفوا حكوماتكم، والكفرة المختلون عقلياً دينكم، ما من سبب يدعوكم أن تعتقدوا وتستثمروا أو تعيشوا في بلدانكم، على الرغم من أني متأكدة أنكم تحبونها.

لقد أتيتم إلينا لأننا بلد جذاب، لأن الكل يمكن أن يعمل، لقد جئتم لأنكم تريدون أن تعيشوا على النحو الذي نعيشه، نحن نفهم ذلك، ويجعلنا فخورين، ونحن أقوياء كفاية وأغنياء كفاية لنجعلكم تشاركوننا ذلك، لنجعلكم تشاركوننا على نحو أكبر مما كان باستطاعتكم في بلدانكم، ابنتك تستطيع أن تصبح مهندسة هنا أو طبيبة، تستطيع أن تترأس مئات الرجل وفقاً لدستورنا، إن قررت يوماً ما أن تأخذ الجنسية الألمانية، أن تصبح مستشارة، وإن لم تكن قد ولدت هنا.

هذا هو حال ألمانيا في عام 2016، هذا ما جعلنا واحداً من أغنى وأكثر البلاد أماناً واستقراراً منذ سبعة عقود، لقد أصبحنا البلد الذي يستطيع أي شخص أن يصبح أي شيء فيه، سنحمي وندافع عن ذلك، ما حصل في كولونيا يلزمنا بفعل ذلك، ويلزمنا بشرح ماهية بلادنا مراراً وتكراراً، التي ستصبح يوماً ما موطنك وموطن أولادك، كما هي موطننا الآن.

والسلام عليكم وعلى عائلاتكم وبناتكم.

يوليان رايشلت – رئيس تحرير ” بيلد أونلاين ” | ترجمة : عكس السير

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها

‫8 تعليقات

  1. كلام جميل جدا ولكن الذين ارتكبوا جرائم كولونيا لن يفهموا اغلب المصطلحات والقيم العظيمة الواردة في المقال لأن تعليمهم ومستواهم الثقافي شبه معدوم وهم عاشوا حياتهم في بيئات تحط من قيمة المرأة وتضطهد الآخر المختلف في الرأي أو المعاقد و في النهاية هم لا يستحقون الا الطرد من اوروبا

  2. السنة ابد لن يفهموا ل يخربوها متل ما خربوا بلدنا

    1. شايف كيف انك متخلف يافرع.. وطائفي ايضا وما علاقة السنة بالأمر ؟؟الذي خرب البلد ودمرها نظامك الحقير الذي تدافع عنه ، الذي قتل الاطفال واعتقلهم ونهب الثروات…… الى اخر الاسطوانة المعروفة ، غالبية الذين ارتكبوا حماقات كولونيا هم من المغاربة… مجتمعات زبالة ، ونظامك الذي تدافع عنه هو بذاته من يتلقى الانتقادات في هذا المقال لماذا اصابك العمى عنه ؟ في حين لم نقرأ كلمة سني واحدة هنا ،،، نظام حقير استبداي فاسد..وغالبية اللاجئين السوريين سنة وستفخر بهم المانيا يوما ، وياريت تزيت مخك المصدي يامتحضر انته وتتخلص من انحيازك الاعمى الى جانب الجريمة الاسدية ، ولأنك من ملتهم او لك مصلحة بفسادهم وتسلطهم .

    2. وشو مشان جيش التعفيش تبعك؟ يلي دمر البلد؟انا اراهن انه يمكن القضاء على اي دولة عند وضع بضعة الالاف اسديين موتورين طائفيا من امثالك فيها ومنحهم الجنسية

    3. السنة ما بيفهموا!! ليش انتوا يلي بتفهموا يا بني قيقي!! وين كان مخكن يوم ما كانت البلد عم تغرق قبل الثورة!؟ بتعرف انو ولا كلب علوي موظف قطاع خاص الا عند بني ملتو!؟ كلهن بالدولة بين جيش ومخابرات ووزارات!!! بتعرف انكن شعب عايش عالرشوة ابا عن جد!! سوزيا هي الدولة الوحيدة يلي رئيسها تاجر هو رامي مخلوف!! بتعرف انو سوريا ما كانت مطولة لتعمل سلام مع اسرائيل وترمي ما يسمى بمحور المقاومة بازبالة!! لانو لما بكون عندك تاجر عندو سلطة عالجيش والقرار السياسي فهاد حيشتغل لمصلحتو يوما ما. بتتذكر فضيحة رامي مع سنقر وكيل مرسيدس وتبديل سيارات الجيش ل بي ام في لانو ما رضي يتنازل عن الوكالة!! تاجر عم ياخد قرار تابع لوزارة الدفاع والداخلية ونص وزارت الدولة!! عداك عن السوق الحرة يلي ابو ورتو ياها! اعرفت مين خرب البلد يا قرد؟! ارجع قرقع متة واصفن بجرايم بني قيقي من ايام رفعت الاسد وسرقة البنك لمركزي وانهيار الليرة لهلا بتعرف مين خرب البلد بني قيقي ولا لسنة!!!

    1. عفوا.. لعلمك المثلية الجنسية متفشية في المجتمعات العربية بشكل واسع جدا وتعادل ماهو موجود في الغرب ،، ولكن بالمخفي المخبى .. بل أسوأ وأدق رقبة ولأن في الغرب القانون صارم ومتشدد على من يعتدي جنسياً على قاصر ومن الجنسين ، اما في مجتمعات العرب غالبية المثلية اعتداءات على قصر من الجنسين ، ولعلمك كما ظبط ممارسات غير اخلاقية في بعض الكنائس ، هناك ممارسات با لمقابل غير اخلاقية من رجال دين بلحى وداخل دور العبادة..حتى لا نقول مساجد ،،، لك ياحباب العرب مخبايين بتيابهن وبلاويهن يندى لها الجبين ان خرجت للعلن ، ،،
      من معارفي عمل ضابط شرطة يذكر لنا احداث تحصل في مجتمعاتنا بتخوف وبتخلي الواحد يرتعب من البني آدم .