مبان قابلة للطي .. مهندسو جامعة “هارفارد ” يجعلون الخيال واقعاً

إذا كنت كثير السفر؛ تخيل أنك تستطيع نقل بيتك معك أينما ذهبت، تطويه وتحمله ببساطة. وإذا كنت تعاني يومياً من إيجاد موقف لسيارتك، تخيل لو كان من الممكن أن تقلّص سيارتك حجمها لتلائم الموقف الذي وجدته، وتكبر مرة أخرى عند خروجها منه.

هذه التخيلات ومثيلاتها تحل مشاكل يومية كثير نواجهها، لكنها اليوم أقرب إلى الحقيقة من الخيال، فهذا ما يتحدث عنه الباحثون والمهندسون في جامعة هارفرد الأمريكية. إذ قاموا بابتكار “مادة خارقة” يمكن أن تغيّر في خواصها مثل الحجم والصلابة والشكل، ومن ثم يمكن تحويلها من مجسم إلى مادة مسطحة ونقلها إلى مكان آخر قبل استعادة شكلها المجسم الأصلي.

واستلهم العلماء الفكرة من تقنية الأوريغامي لابتكار المبنى الجديد للمادة الذي أطلقوا عليه اسم “سنابولوجي” أو “وحدات الأوريغامي”، بحيث كل وحدة من الأوريغامي مكونة من 6 مكعبات مرتبطة ببعضها، كما يظهر في الصورة أدناه، وتستطيع تغيير شكلها وحجمها وصلابتها والتحول من جسم ثلاثي الأبعاد إلى جسم ببعدين.

دمج هذه المواد واستخدامها في عالم الهندسة المعمارية يمكن أن يحدث ثورة لا مثيل لها في مجال البناء والصناعة، إذ سيصبح من الممكن مبدئياً صناعة أسقف قابلة للطي وجدران متحركة يمكن تغيير شكلها وحجمها ومكانها بحسب الطلب ، وفق ما افادت الخليج أونلاين.

وفي مقال كتبه الباحث جوناز أوفرفيلدي لصحيفة “نيتشر كوميونيكيشن” العلمية، قال إن فريق البحث صمم حائطاً رقيقاً ثلاثي الأبعاد وقابلاً للطيّ وإعادة تشكيله بشكل مختلف تماماً بعد تغيير حجمه وصلابته وشكله. ويرى الباحث أن الابتكار الجديد يضيف بعداً جديداً للأجسام إلى جانب الطول والعرض والارتفاع، وهو إمكانيتها على تغيير نفسها.

وفي حديثها لصحيفة “ذا ديلي ميل” البريطانية، قالت بروفيسور كاتيا بيرتولديو إن فريق البحث لم يفهم فقط كيف يمكن للمادة أن تعيد تشكيل نفسها، لكنه قادر على الاستفادة من هذا الفهم وتوجيهه بشكل عملي. وأضاف د. أوفرفيلدي أن هذا الاكتشاف يعني بدء عصر جديد من “المواد القابلة للطي”، فيمكن الاستفادة منه بمجالات عدة بدءاً من الدعامات المعدنية المستخدمة في العمليات الجراحية الدقيقة وحتى البيوت المتنقلة المستخدمة في الكوارث الإنسانية، وواجهات المباني القابلة للتعديل.

وأكد كذلك أن الاستفادة من الاختراع يمكن أن يتوسع ليشمل صناعة السيارات القابلة لتغيير شكلها، فعلى سبيل المثال يمكن أن تتمدد السيارة أثناء سيرها في الشارع وأن تنكمش عند الحاجة للدخول لموقف لا يتناسب مع حجمها الأصلي.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها