مقاتلون سنة يرفضون اتهامهم بإعدام محتجزين في الموصل

رفضت فصائل سنية موالية للحكومة العراقية، اتهام منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، لها بـ”إعدام” أربعة محتجزين يشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، جنوب مدينة الموصل (شمال).

وفي وقت سابق الأحد، قالت المنظمة المذكورة، ومقرها مدينة نيويورك الأمريكية، في تقرير لها إن “عملية القتل نفذت بقرية شيالة الإمام (70 كم جنوب الموصل) في 29 نوفمبر/ تشرين ثان، الماضي”.

وأشارت المنظمة نقلاً عن أحد سكان القرية أن “قوات الأمن العراقية كانت حاضرة لدى إعدام أحد المحتجزين على الأقل لكنها لم تتدخل”.

وردًا على الاتهامات، قال أحمد جواد الجبوري، أحد قادة الحشد العشائري، في ناحية القيارة جنوب الموصل، في تصريح خص به الأناضول، في وقت متأخر مساء الأحد، إن “القوات التابعة لمنظومة الحشد العشائري، قوات منظمة ومنضبطة تأتمر بإمرة القيادة العسكرية التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين”.

والحشد العشائري عناصر سُنة تقاتل إلى جانب القوات الحكومية ضد مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي.

وأضاف الجبوري، أن المقاتلين السنة “يعملون إلى جانب قوات الجيش والشرطة الاتحادية في حفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة وليس من واجباتهم اعتقال عناصر تنظيم داعش والتحقيق معهم”.

وأكد في ذات السياق أن “ما نسب إلى قوات الحشد العشائري عارٍ عن الصحة ولا يمكن القبول به”.

وتابع الجبوري أن “الحشد العشائري يسعى لمنع حدوث أية انتهاكات تجاه المدنيين العزل وغيرهم المحتجزين بتهمة الانتماء لداعش”.

وأشار أن “اتصالات جارية لإصدار بيان موحد من قبل القيادة العسكرية في محور الموصل الجنوبي تطالب فيه المنظمة بإرسال وفدٍ لتوضيح ملابسات الحادث، والاطلاع على رد القوات النظامية والوثائق التي تثبت براءتها من أي أعمال إجرامية تجاه الأسرى والمدنيين على حد سواء”.

من جانبه، اعتبر خالد السبعاوي، أحد قادة حشد “شهداء القيارة” (منضوي ضمن الحشد العشائري) تقرير”هيومن رايتس ووتش”: “محاولة لتعكير صفوة الانتصارات التي تحققت على تنظيم داعش جنوب الموصل”.

وقال السبعاوي، في تصريح للأناضول، إن “التنظيم يقاتل بشراسة ضد القوات المسلحة ويستخدم كافة الوسائل والأسلحة التقليدية والمحرمة للإيقاع بالقوات ولم يصدر تقرير من هنا أوهناك يندد بالتنظيم ويجرمه”.

ودعا السبعاوي المنظمة الحقوقية إلى “الاعتذار لقوات الحشد العشائري وجميع القوات العراقية التي تتواجد في أرض الميدان بأقرب وقت”.

وفي سياق الاتهام، قالت لمى فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، في تقرير أمس “على الحكومة العراقية توضيح ما إذا كان لدى الميليشيات التي تدعمها الضوء الأخضر لإساءة معاملة الأسرى أو إعدامهم، بغض النظر عن اعتقادهم إن كان الأسرى مذنبين”.

وأضافت، “على الجيش العراقي التدخل لمنع الميليشيات من ارتكاب انتهاكات ضد المدنيين والمقاتلين الأسرى، لا الوقوف مكتوف الأيدي. يجب معاقبة المقاتلين الذين يرتكبون الانتهاكات”.

وفي 17 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، انطلقت معركة استعادة الموصل التي سيطر عليها “داعش” صيف 2014، بغطاء جوي من التحالف الدولي.

وتمكنت القوات العراقية مدعومة بقوات محلية من تحرير مناطق واسعة من محافظة نينوى، والتوغل في الأحياء الشرقية للموصل. (ANADOLU)

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها