تركيا : إرهابي إسطنبول تسلل من إيران

تكشفت تفاصيل مثيرة عن الأوزبكي عبدالقادر شاريبوف منفذ الهجوم على ملهى «رينا» في إسطنبول ليلة رأس السنة، إثر اعتقاله في مجمع سكني فاخر في المدينة ليل الإثنين – الثلثاء. وكشف والي إسطنبول واصب شاهين، أن الإرهابي الأوزبكي «تسلل إلى تركيا عبر الحدود الشرقية»، في إشارة إلى إيران، وأنه قاتل في سورية وأفغانستان مع تنظيمي «داعش» و «القاعدة».

وأضاف الوالي في مؤتمر صحافي أمس، أن منفذ الهجوم الذي أسفر عن سقوط 39 قتيلاً و69 جريحاً، «قاتل محترف ومدرّب جيداً، ويجيد أربع لغات»، وأشار إلى أن لقبه في «داعش» هو «أبو محمد المهاجر»، وأكد أن الأخير «اعترف بجريمته بعدما تطابقت بصماته مع تلك التي رفعت من مكان الجريمة».

وألقت الشرطة القبض على شاريبوف في عملية أمنية دهمت خلالها شقة في مجمع سكني فاخر في منطقة أسان يورت غرب إسطنبول، واعتقل بمعيته في الشقة رجل عراقي وثلاث نساء: مصرية وصومالية وسنغالية، ولم تكشف هويات هؤلاء ولا علاقاتهم بالقاتل، لكن مصادر رسمية رجحت أن يكونوا أعضاء في خلية إرهابية ساعدت القاتل على الهرب والتخفي، ما أثار تساؤلات حول «سلوكيات» التنظيم الإرهابي التي تتيح خلوة رجلين بثلاث نساء في بيت واحد.

وأوضح والي إسطنبول أن العثور على مخبأ الإرهابي، أتى بعد تحريات دقيقة ومراقبة صور المارة ومعلومات تبرع بها مواطنون، إلا أن الملفت كان إلقاء القبض على شاريبوف من دون تبادل لإطلاق النار، علماً أن الجيران تحدثوا عن صياح وعراك رافقا عملية اقتحام استمرت لعشرين دقيقة، كما أن السلطات أكدت ضبط مسدسين في الشقة.

وأشارت مصادر أجهزة الأمن إلى أنها حرصت على اعتقال الإرهابي حياً من أجل كشف من يقف وراء الجريمة، خصوصاً أن الحكومة التركية اشتبهت بتورط جهاز استخبارات دولي فيها.

كما لفت إلى أن المنزل لم يحتو على مواد تدل على توجه ديني، بل على العكس، كانت أدوات الزينة والمكياج في كل مكان، وكذلك رسائل حب خطية مكتوبة باللغة الإنكليزية لم تعرف لمن هي تحديداً.

وأثارت صور لعملية الدهم تُظهر رجل أمن يضع حذاءه على رأس المحتجز العراقي، حفيظة البعض في تركيا، وكذلك ظهور شاريبوف وعلى وجهه آثار كدمات ودماء. ورجح مراقبون أن القاتل ورفيقه فوجئا بعملية الدهم ولم يتمكنا من الوصول إلى سلاح.

كما أن والي إسطنبول لم يكشف عن طبيعة الاستعدادات التي اتخذها الأمن خلال عملية الدهم، آخذاً بالاعتبار احتمال أن يكون شاريبوف يحمل حزاماً ناسفاً، وهو ما حدث مع عدد من عناصر «داعش» لدى اعتقالهم في غازي عنتاب وأضنة.

واعتبرت حكومة «حزب العدالة والتنمية» إلقاء القبض على شاريبوف انتصاراً مهماً لجهاز الأمن التركي. وقال رئيس الوزراء بن علي يلدرم إن حكومته ستتفرغ بعد الآن للتركيز على الجولة الثانية من التصويت على التعديلات الدستورية لنظام رئاسي موسع، والتي ستبدأ اليوم الأربعاء، نافياً وجود أي داعٍ أو ضرورة لانتخابات مبكرة. (alhayat)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها