ألمانيا : مدرس ألماني يتحدث عن تجربته مع دورات تعليم اللغة لللاجئين و الصعوبات التي يعاني منها الطرفان

يواجه اللاجئون الكثير من الصعوبات، خلال دروس اللغة الألمانية المقدمة في المدارس، ما يضع المعلمين والكثير من الطلاب الراغبين بتعلم اللغة، أمام تحديات جمة.

صحيفة “فرانكفوتر آلجيماينه” نشرت مقالاً، الأحد الماضي، تعرضت فيه، بحسب ما ترجم عكس السير، لبعض هذه الصعوبات.

وقالت الصحيفة إن المدرس “كلاوز ألبريشت” يريد أن يعود نفسه على الكف عن الضرب على الطاولة أثناء الدرس، فهو معتاد على فعل ذلك منذ أن امتهن تدريس اللغة اﻷلمانية في إحدى المدارس، لقد كان يفعل ذلك حين يشاغب الطلاب، وعادة ما تكون ردة فعل الطلاب هي الضحك.

يقول كلاوز: “في الآونة الأخيرة أصبحت مدرساً لهؤلاء الناس الذين يشعرون بالخوف في كثير من الأحيان، فحين يغلق أحد الأبواب أو إحدى النوافذ يرتعدون، وتصبح وجوههم شاحبة، هكذا يكون حال الناس الذين شهدوا الحرب”.

يدرس ألبريشت في إحدى دورات اندماج اللاجئين في إحدى المدارس في فرانكفورت، ويتم تمويل هذه الدورات من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.

في فرانكفورت هناك العشرات من مدارس اللغة، لكن الطلب قد ازداد على هذه الدورات في الآونة الأخيرة، منذ عام 2015 الذي شهد قدوم أعداد كبيرة من اللاجئين.

وازدادت أعداد المشاركين في دورات الاندماج عام 2016 بنسبة 90%، عن عام 2015، في كافة الولايات الألمانية، وذلك وفقاً لإحصاءات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.

وقالت الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، إن الوضع منذ بداية عام 2015 أصبح مختلفاً بالنسبة لكلاوز ألبريشت، ففي المدرسة التي يدرس فيها يوجد طلاب من أكثر من 80 جنسية، معظمهم من السوريين، والأريتريين والإيرانيين والرومانيين والأفغان.

لكن كلاوز ليس سعيداً من وضع هذه الدورات، حيث أن معظم الطلاب قادمون من الدول العربية، ومن الأفضل بالنسبة للطلاب أن تكون الدورة أكثر تنوعاً، حتى يتحدث الطلاب فيما بينهم باللغة الألمانية، أما اﻵن ففي الاستراحات يتحدث الطلاب فيما بينهم باللغة العربية.

وهناك معوقات أخرى في هذه الدورات، حيث ازداد عدد الطلاب في الدرس بشكل كبير، ويقول ألبريشت إن الفصل في السابق كان يتألف من 12 إلى 14 طالباً، أما في الوقت الحالي فيزيد على 20 طالباً.

ويحاول الكثير من الطلاب أن يحتكوا بالألمان، من أجل استخدام اللغة، لكنهم لا يفلحون.

ويضيف ألبريشت معوقات أخرى تواجه الطلاب، مثل صعوبة الدراسة في السكن الجماعي للاجئين، وأثر الحرب في نفوسهم، والذي أفقد بعضهم تركيزه.

الجدير بالذكر أن دورة الاندماج تخول الطالب الوصول إلى مستوى b1، الذي يمكنه من إجراء محادثة بسيطة حول مواضيع مثل العمل والمدرسة ووقت الفراغ، وتبادل الخبرات، لوصف الآمال والأهداف و للتعبير عن الرأي.

ويعتبر الحصول على شهادة b1 شرطاً أساسياً يجب أن يكون متوفراً حين التقدم بطلب الحصول على الجنسية الألمانية.

ورغم كل الجهود التي يبذلونها، إلا أن بعض طلاب ألبريشت، لا يستطيعون اجتياز الامتحان من المرة الأولى، لكن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين يمول ساعات إضافية للدراسة مجدداً.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها