استقصاء : 41 % من المقيمين في الخليج يتوجهون إلى أخصائي عند مرضهم

كشفت دراسة استقصائية أجريت مؤخرًا بتكليف من آراب هيلث 2018، أضخم معرض للمهنيين والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن 41% من المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي يتوجهون مباشرةً إلى أخصائي عند مرضهم، بدلاً من زيارة طبيب عمومي أو طبيب أسرة.

ومن المعروف أن الطبيب العمومي هو طبيب يعالج الأمراض الحادة والمزمنة، ويقدم الرعاية الوقائية والتثقيف الصحي للمرضى، كما يحيل المرضى الذين يعانون من حالات صحية خطيرة إلى أخصائي. وسيرحب آراب هيلث 2018 بأول دورة من مؤتمر طب الأسرة المعتمد للتعليم الطبي المستمر لممارسي الرعاية الصحية الأولية المهتمين بالتعرُّف على التحديات والتدخلات الطبية القائمة على الأدلة المتاحة.

وفي البلدان التي لديها منظومة راسخة للرعاية الصحية مقارنةً بهذا المجال المتنامي بشكلٍ مستمر في دول مجلس التعاون الخليجي، يميل المرضى إلى استشارة الأطباء العموميين كنقطة اتصال أولية عندما يشعرون بالتوعك ويمكنهم زيارة نفس طبيب الأسرة على مدار فترة زمنية طويلة للحصول على رعاية أولية. وكشفت الدراسة الاستقصائية أن هناك نقصًا في الوعي بفوائد زيارة طبيب عمومي في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أفاد 34% فقط من المشاركين في الاستقصاء بأنهم زاروا طبيبًا عموميًا من قبل، وفقاً لبيان صحفي وصل أريبيان بزنس.

وفي هذا الإطار، علق الدكتور راهول غويال، استشاري طب الأسرة والطبيب ومدير المعلوماتية السريرية في ميديكلينيك بمدينة دبي الإماراتية: “تتسم دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما الإمارات العربية المتحدة، بعدد كبير من السكان الوافدين. وهذا يمكن أن يجعل من الصعب على المرضى إقامة علاقات طويلة الأمد والحفاظ عليها مع مقدم للرعاية الصحية الأولية مثل طبيب واحد أو عيادة واحدة تتمتع برؤية كافية على التاريخ الطبي والرعاية الصحية للمريض. ومع ذلك، فإننا نوصي المقيمين بالعثور على طبيب أسرة موثوق به يمكنه بعد ذلك تنسيق الرعاية الطبية، بما في ذلك تقديم الإحالة إلى أخصائي عند الضرورة”.

وعند النظر إلى نتائج دولة الإمارات العربية المتحدة، تظهر الدراسة الاستقصائية اختلافًا واضحًا بين عادات الرعاية الصحية للمواطنين والوافدين. وعلى وجه التحديد، أفاد 50% من المواطنين الإماراتيين الذين شملهم الاستقصاء بأنهم لا يتوجهون مباشرةً إلى أخصائي دون استشارة طبيب عمومي، في حين أن 33% منهم يختارون زيارة أخصائي عند شعورهم بالمرض. وفي مقابل ذلك، أفاد 36% من المشاركين في الاستقصاء من المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة بأنهم لا يزورون طبيبًا عموميًا عند مرضهم، بينما يتوجه 28% منهم إلى أخصائي مباشرةً. وهذا يشير إلى أن هناك احتمالات أقوى بأن يزور السكان المحليون أحد مقدمي الرعاية الصحية الأولية وأن يكون لديهم طبيب أسرة مقارنةً بالسكان الوافدين؛ ما يبرز نقص الوعي بأهمية إقامة علاقة مستمرة مع طبيب عمومي خارج بلدانهم الأصلية.

ومن جانبها، علقت الدكتورة ناهد منصف، مدير إدارة الشؤون الصحية بقطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية في هيئة الصحة بدبي: “يتمتع أطباء الأسرة بسلوكيات ومهارات ومعارف فريدة تؤهلهم لتقديم رعاية طبية شاملة ومستمرة لكل فرد من أفراد الأسرة. وبالإضافة إلى تشخيص الأمراض الحادة والمزمنة وعلاجها، يقدم أطباء الأسرة فحوصًا صحية روتينية، كما يقدمون المشورة بشأن تغيرات نمط الحياة في محاولة لمنع الأمراض قبل تطورها. ويأتي حجر الزاوية في طب الأسرة في صورة علاقة شخصية مستمرة بين المريض والطبيب تركز على الرعاية المتكاملة التي توفر الرعاية الطبية المثلى من خلال النظر في الشخص كله، بدلاً من التركيز على نظام حيوي واحد فقط. ويبذل طبيب الأسرة كل الجهود الممكنة للتواصل بشكلٍ واضح مع الأخصائيين الذين يحصل على الاستشارة منهم لتنسيق الرعاية وتقليل الإزعاج الذي قد يصيب المرضى. ويتمثل هدفنا في تقديم الرعاية الصحيحة من قِبل الطبيب المناسب في الوقت المناسب”.

وتعليقًا على مؤتمر طب الأسرة، قالت كاتي بريغز، المديرة التنفيذية لمعرض ومؤتمر آراب هيلث 2018: “تقدم الدورة الثالثة والأربعون من آراب هيلث مجموعة متنوعة من المؤتمرات الجديدة التي تركّز على موضوعات في قطاع الرعاية الصحية تلائم الأطباء والمرضى اليوم. وسيرحب مؤتمر طب الأسرة بمجموعة نشطة من الخبراء المحليين والدوليين البارزين في مجموعة واسعة من المجالات الطبية، كما سيقدم للموفدين فرصة فريدة للمشاركة في مناقشات محفزة وفرصة رائعة لتبادل الخبرات والتجارب العملية في هذا المجال المهم”.

وجدير بالذكر أن هذه الدراسة الاستقصائية قد أجرتها شركة يوجوف في ديسمبر 2017، بمشاركة أكثر من 2,700 فرد من شتى دول مجلس التعاون الخليجي. (arabianbusiness)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها