ألمانيا تزيد إنفاقها العسكري بعد تطمينات البنتاغون

تعهد وزير المالية الألماني اولاف شولز الجمعة رفع الانفاق الدفاعي لبلاده بشكل كبير العام المقبل، لكن الزيادة ستظل اقل مما طلبه الرئيس الاميركي دونالد ترامب من حلفائه في حلف شمال الاطلسي، ولا تزال المانيا اقوى اقتصاد في اوروبا، واعضاء آخرون في الحلف الاطلسي مترددين بالوفاء بالتعهد الذي قطعوه عام 2014 بإنفاق 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي على قطاع الدفاع بحلول العام 2024.

وقال شولز للصحافيين في برلين “نواصل التغيير للأحسن في الانفاق الدفاعي، ففي 2019 سننفق 4 مليارات يورو (4,7 مليار دولار) أكثر مما خططنا مسبقا”. وتابع أن الزيادة سترفع الموازنة العسكرية إلى 42,9 مليار يورو، وهو ما قال إنه يشكل “زيادة كبيرة” وإشارة واضحة” على التزام المانيا بتعهداتها الدولية.

لكن السنوات التالية ستشهد زيادات اقل في قطاع الانفاق العسكري. فالموازنة التي اعتمدتها حكومة المستشارة انغيلا ميركل للفترة بين 2019-2022 تحدد إنفاق 42,93 مليار يورو في العام 2020، و43,88 مليار يورو في العام 2021، و43,86 في العام 2022″.

ولا تزال هذه الارقام اقل بكثير من عتبة 2 بالمئة من النتاج المحلي الاجمالي لألمانيا. وستبلغ النسبة العام المقبل 1.31، قبل أن تتراجع إلى 1,23 بحلول العام 2022. ويلتقي قادة الحلف الاطلسي في بروكسل الاسبوع المقبل، وقد كتب ترامب قبل عدة أيام خطابات إلى المانيا وسبع دول اخرى ليطالبهم بالوفاء بالتزامهم بنسبة 2 بالمئة. واقرت ميركل الاربعاء بأن على بلادها فعل المزيد في هذا المضمار.

وقالت امام البرلمان الألماني “مقارنة بما يفعله الآخرون كنسبة من ناتجهم المحلي الاجمالي، نحن بعيدون عما هو كاف. لذا فقد الزمنا أنفسنا بإنفاق 1,5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2024”.

وجاءت هذه الزيادة، متزامنة مع نفي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تقريرا إعلاميا تكهن بوجود تفكير لدى واشنطن في سحب محتمل لقوات أميركية من ألمانيا. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، قال متحدث باسم البنتاغون إن مجلس الأمن القومي لم يطلب من وزارة الدفاع تقديم تحليل عن تكاليف نقل لقوات أميركية متمركزة في ألمانيا.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” ذكرت، استنادا إلى مصادر لم تفصح عنها، أن البنتاغون يدرس تكاليف وتأثيرات لعملية سحب كبيرة أو نقل لقوات أميركية متمركزة في ألمانيا. وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبدى اهتمامه بهذا الأمر خلال محادثة لممثلين من البيت الأبيض مع عسكريين.

وتوفر ألمانيا للقوات الأميركية بنى تحتية واسعة لخدمة القوات الأميركية وقياداتها، بينها أكبر مستشفى في رامشتاين بجنوب غرب ألمانيا لعلاج الجنود الأميركيين المصابين في مواقع انتشارهم في مختلف أنحاء العالم. يذكر أن الجنود الأميركيين الذين أصيبوا خلال غزو العراق في 2003 كانوا يعالجون في المستشفى الألماني الأميركي في رامشتاين.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها