ما هي الديانة السيخية التي يتمسك أتباعها بـ ” العمامة ” ؟

انسحب المصارع الهندي جاسكانوار سينغ جيل من بطولة دولية في تركيا بعد إبلاغه أنه لا يستطيع المنافسة وهو يرتدي عمامة طائفة السيخ التي ينتمي لها.

وقال جيل لبي بي سي البنجابية إنه رفض خلع عمامته فهي مصنوعة من القماش ولن تؤذي منافسيه، مشيرا إلى أنه فخور بقراره وغير نادم عليه.

وأضاف قائلا:” إنها تبقي شعري بعيدا عن وجهي وعيني ولذلك تساعدني خلال المباريات.”

وقد غردت وزيرة الخارجية الهندية سوشما ساواراج مطالبة سفارة بلادها في تركيا بتقديم تقرير عن هذا الأمر.

وللعمامة أهمية خاصة في ديانة السيخ فما هي هذه الديانة؟

ولدت ديانة السيخ في إقليم البنجاب الذي يقع حاليا في باكستان والهند وكانت الديانتان الرئيسيتان في المنطقة الهندوسية والإسلام.

أطلقها غورو ناناك في القرن السادس عشر وكانت تعاليمه متميزة عن الإسلام والهندوسية.

وتبع ناناك خلفاؤه التسعة من الغورو الذين نشروا ديانة السيخ خلال القرون التالية.

ولقب غورو يعني بالهندية المعلم. أما كلمة سيخ فتعني التابع.

وللعمامة أهمية خاصة لهذه الديانة منذ البداية فالأتباع لا يقصون الشعر وهم يغطونه بها.

وأتباع هذه الديانة لا يقصون الشعر لأسباب عدة فهم يرون أن إطلاق الشعر به مسحة روحية ورمز للبساطة والقداسة والقوة كما أنه يشير إلى القبول بما خلقه الله ورمز للعضوية في الجماعة كما أن السيخي لا يحني رأسه لغورو وبالتالي لا يحنيها لحلاق. وتحمل العمامة اسم داستار.

ويعود الفضل للغورو الخامس غورو أرجان في التأسيس القوي للديانة حيث أكمل بناء أرميتسار عاصمة للسيخ وجمع أول كتاب لهذه الديانة وهو أدي غرانث.

وقد اعتبرت الدولة السيخ مصدر تهديد حينئذ وانتهى الأمر بإعدام غورو أرجان عام 1606.

وقد بدأ الغورو السادس هارغوبيند في تأسيس قوة عسكرية للدفاع عن أتباع الديانة ضد أي قمع.

وعاش السيخ في سلام نسبيا حتى عصر أورانغزب إمبراطور المغول الذي استخدم القوة ضدهم وفي عهده أعدم الغورو التاسع تيغ باهادور عام 1675.

وقد كون الغورو العاشر غوبيند سينغ قوة عسكرية قوية من أتباع الديانة رجال ونساء أطلق عليها خالصا عام 1699 بهدف تمكين السيخ من الدفاع عن دينهم للأبد.

وكان غوبيند سينغ هو آخر غورو بشري فالسيخ اليوم يعاملون النصوص المقدسة باعتبارها الغورو الخاص بهم.

عقائد السيخ

يرى السيخ أن الإله واحد وهو بدون شكل أو جنس ولكل شخص القدرة على الاتصال مباشرة بالإله فهو داخل كل شخص والجميع سواسية أمام الله والحياة الطيبة تكون بالالتزام بالأمانة والعطف داخل المجتمع.

والتابع لهذه الديانة يجب أن يلتزم بثلاثة أمور وهي نام جبنا أي أن الله في العقل دائما، وكيرت كارنا أي الالتزام بالأمانة دائما، وفاد شاكنا اقتسام الرزق مع الآخرين. كما أن عليه الابتعاد عن الشرور الخمسة وهي الشهوة والطمع والتعلق بهذا العالم والغضب والغرور.

وهناك خمسة تقاليد للسيخ تعرف بالكافات الخمس فهي جميعا تبدأ بحرف الكاف وهي كيش وتعني عدم حلاقة الشعر إطلاقا، وكانغا أو كناها وتعني وضع مشط صغير لتهذيب الشعر، وكارا وتعني وضع سوار فولاذي في المعصم، وكيشارا أو كاشا وتعني سروال متسع يضيق عند الركبتين، وكيربان ويعني خنجر يحمله السيخي لحماية نفسه ويحرم استخدامه في إيذاء بعضهم.

ومن عقادهم أيضا رفض الرهبنة، ورفض التعدد في الزواج، ولا توجد طبقية لديهم، كما يحرمون لحم الأبقار. ومن أعيادهم عيد ميلاد غورو ناناك وعيد بيساكي (رأس السنة السيخية) الذي يوافق 15 ابريل/نيسان من كل عام. (BBC)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها