حزب العمال البريطاني يبقي الباب مفتوحاً أمام البقاء في الاتحاد الأوروبي

أبقى المتحدث في حزب العمال البريطاني لشؤون بريكست كير ستارمر الثلاثاء الباب مفتوحا أمام بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي، مشددا على إنه يجب عدم استبعاد خيار البقاء في حال اجراء استفتاء ثان حول خروج البلاد من التكتل الاوروبي.

وصرح ستارمر في المؤتمر السنوي للحزب اليساري أنه يجب إتاحة خيار إجراء تصويت ثان على العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي، في محاولة منه لرأب الصدع بشأن بريكست داخل الحزب اليساري.

ويعارض العديد من الشباب وسكان المدن والأعضاء الجدد في حزب العمال بشدة الخروج من الاتحاد الاوروبي، ولكن الناخبين الأكبر سنا وأبناء الطبقة العاملة من معاقل الحزب التقليدية يؤدون الخروج.

وقال أمام المشاركين في المؤتمر الذي جرى في ليفربول شمال غرب انكلترا “صحيح أن البرلمان له الكلمة العليا” حول اي اتفاق بشأن بريكست تبرمه الحكومة مع بروكسل .. ولكن إذا أردنا كسر الجمود فيجب أن تشتمل خياراتنا اجراء حملة لتصويت عام — ولا أحد يستبعد خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي”.

وقوبل تصريحه بصيحات الابتهاج والتصفيق الحار من المشاركين في المؤتمر الذي يحاول الحزب استغلاله لرأب الانقسامات داخله بشأن بريكست.

ولم تكن تلك التصريحات مدرجة في النص الرسمي لكلمته التي تحصل على موافقة زعامة الحزب.

وحاول زعيم الحزب جيرمي كوربين، المتشكك في الاتحاد الاوروبي، حتى الآن عدم الادلاء بتصريح واضح بشأن بريكست.

وتقول رئيسة الوزراء تيريزا ماي، التي استبعدت خيار إجراء استفتاء ثان، إن مغادرة التكتل دون اتفاق هو البديل الوحيد لخطتها التي ستبقي بريطانيا قريبة من الاتحاد على الصعيد التجاري.

وإذا لم يتم التوصل الى اتفاق، فسيحصل انفصال قاس ابتداء من اذار/مارس 2019، اما إذا تم التوصل الى تسوية، فستبدأ فترة انتقالية حتى اواخر 2020 مع عواقب اقل قسوة على المؤسسات والسلطات على حد سواء.

وأكد ستارمر أنه إذا توصلت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى اتفاق مع بروكسل للخروج من الاتحاد الأوروبي لا يرضي حزب العمال، وهو الأمر الذي قال أنه يبدو مرجحاً بشكل متزايد فسيصوت الحزب ضد الاتفاق في البرلمان.

وهذا ما سيزيد من احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، إذ أن تيريزا ماي لا تملك سوى غالبية ضئيلة في البرلمان وإن صوت العماليون ضد خطة بريكست، فستحتاج إلى دعم جميع نواب كتلتها، وهو أمر مستبعد على ضوء الانقسامات داخل المحافظين.

ويهدد مثل هذا السيناريو ببلبلة العملية برمتها وإثارة فوضى داخل الحكومة.

وقال ستارمر أن حزب العمال طالب بانتخابات عامة كخيار أول في محاولة لكسر أي جمود في البرلمان بشأن بريكست.

ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنا فيجب الابقاء على الخيارات الأخرى مفتوحة بما فيها إجراء حملة لاستفتاء ثان.

وقال ستارمر “نحن لا نقبل أن يكون الخيار بين اي شيء تتمكن رئيسة الوزراء من التوصل إليه أو عدم التوصل إلى اتفاق”.

وبعد ساعات من كلمة ستارمر، وافق المشاركون في المؤتمر رسميا على خطوة تتعهد بدعم الحزب “لجميع الخيارات الباقية على الطاولة” بما فيها احتمال اجراء استفتاء ثان.

وتقررت صيغة هذه المذكرة الاثنين بعد خمس ساعات من المناقشات المكثفة، وأثارت خيبة الكثيرين من الناشطين الذين كانوا يتمنون أن تتضمن تأييدا واضحا لعملية تصويت جديدة على اتفاق بريكست النهائي، بما يتضمن إمكانية البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي.

وتعليقاً على كلمة ستارمر، قال عدد من أعضاء الحزب والشخصيات السياسية بالبلاد إن ستارمر خلق نوعا من التوازن.

وقال جون لانسمان، مؤسس حركة مومنتم الشعبية المؤدية لكوربن والتي تلقى قبولا متزايدا في اوساط حزب العمال، لفرانس برس إن “الحل الوسط الذي توصلنا إليه اليوم يعد وسيلة جيدة لتوحيد الحزب. اعتقد أنه أبقى على كل الخيارات على الطاولة”.

وأضاف “نريد ان نترك الناس ليقرروا مستقبل البلاد. أفضّل أن أفعل ذلك عبر انتخابات عامة”.

وأكد “مغادرة الاتحاد الاوروبي وخصوصا المغادرة دون اتفاق ستكون كارثية”.

وقال النائب ديفيد لامي “لقد كانت هذه معركة طويلة عبر أشهر عديدة وسنوات عديدة واعتقد أننا وصلنا لنقطة ما”.

وتابع أن خطاب ستارمر “تمكن بنجاح من جمع عائلة (حزب) العمل سويا”.

وحضر العديد من اعضاء الحزب صغار السن المؤتمر وهو يحملون حقائب كتب عليها “نحب كوربن، نكره بريكست”.

ووهي كلمات تعكس الانقسام العقائدي داخل الحزب، وقد ساهمت فيه سياسة رئيسه جيريمي كوربن الذي اقتصرت أجندته حتى الآن على المسائل الاجتماعية الاقتصادية، وهي مسائل توافقية. لكن مع دخول المفاوضات حول بريكست مرحلتها الأخيرة، سيتحتم على العماليين وضع استراتيجية واضحة.

وقال جان هاريس البالغة 41 عاما “لقد كنت ممتنة حقا لسماع أن البقاء (في الاتحاد الاوروبي) لا يزال خيارا”.

وتابعت أن إجراء “استفتاء هو الخيار المعقول الوحيد”.

أما باتريشيا دالي البالغة 67 عاما فقد أكدت أنه “لم يعد هناك انقسام” داخل الحزب.

وقالت العمالية المنتمية لروشداليفي شمال غرب انكلترا “الناس الذين صوّتوا لمغادرة الاتحاد الاوروبي سيحصلون على فرصة ليصوتوا بالمغادرة مجددا. بالنسبة ليّ، الأمر أكثر ديموقراطية حين نسأل الناس أن يؤكدوا أو يغيروا رأيهم”. (AFP)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها