المصريون يحتفلون بشم النسيم .. و هذا سر البيض و الفسيخ

احتفلت مصر الاثنين بعيد شم النسيم، وهو يوم يذهبون فيه للحدائق والمنتزهات، والريف، ويتناولون فيه أطعمة معينة مثل الفسيخ “السمك المملح” والخس والبيض الملون والبصل والملانة.

لهذا اليوم قصة ولهذه الأطعمة حكايات، يرويها لقناة “العربية” السعودية، أحمد عامر الباحث بوزارة الآثار المصرية، ويقول إن اختيار هذا اليوم يرجع لعصر الفراعنة، وعرف بموعد الانقلاب الربيعي، وكان يعني عندهم موعد الحصاد للمحاصيل، ويستعدون للاحتفال بهذا اليوم عبر رحلات نيلية، أو الذهاب لباحات المعابد، ويبدؤون الاحتفال منذ بزوغ فجر هذا اليوم.

ويقول إن ثقافة الاحتفال بهذا اليوم ظلت متوارثة حتى الآن، ربما ظهر عليها بعض التجديد في الطقوس والعادات، لكن الفكرة واحدة، والأطعمة المتناولة فيها كما هي دون تغيير.

ويضيف الباحث الأثري أن سر تناول قدماء المصريين للبيض في هذا اليوم كمظهر من مظاهر الاحتفال به يرجع لنظرتهم الفلسفية للبيض، فهو يرمز لديهم للحياة، والاحتفال بيوم شم النسيم هو احتفال بالحياة، وبداية دخول الربيع الذي كان يعني لديهم بداية الحياة، مضيفا أن البيض كان أحد أهم مكونات الرمز المصري الأشهر عنخ – Ankh” ويعني مفتاح الحياة.

ويشير إلى أن قدماء المصريين كانت لهم طرائف في التعامل مع البيض، فكان يطلب من الأبناء تدوين أحلامهم وأمنياتهم المستقبلية على البيضة، ثم يضربونها بأخرى، وإذا لم تتحطم أو تتأثر، يعتقدون أنه فأل طيب، وأن السماء ستحقق للابن طموحاته وأحلامه التي كتبها.

ومن بين الأطعمة التي يتناولها المصريون في هذا اليوم البصل، وكان له مدلول كبير عند الفراعنة وقدماء المصريين، فقد كانوا يعتبرونه كما يقول عامر طارد الأرواح الشريرة، وذات مرة سقط أحد الحكام في البلاد من على حصانه وارتطم رأسه بحجر، ففقد وعيه، وجاء الطبيب ببصلة ووضعها قرب أنفه، فاستفاق وعاد له وعيه، ومن وقتها اعتقدوا أن البصل طرد الأرواح الشريرة التي لبست جسد الحاكم، مضيفا أنه لذلك يتناول قدماء المصريون البصل في شم النسيم اعتقادا منهم أنه يطرد الأرواح الشريرة.

هناك أيضا الملانة وهي الحمص الأخضر ويتناوله المصريون في شم النسيم، و له قصة وفق ما يذكر عامر، فقد كانت عند نضوجها تتراقص مع الهواء فتصدر موسيقى مبهجة، وكانت هذه الموسيقى بمثابة إعلان يستدل به المصري القديم على نضوج المحصول، وأنه حان وقت الحصاد وقدوم الربيع.

وعن السمك المملح يقول الباحث المصري إن المصريين القدماء كان السمك يمثل عندهم رمزا للخلود، وسرا من أسرار الحياة، فهو قادم من النيل رمز الخلود لديهم، وسر الأقداس في حياتهم، واعتادوا على اصطياد الأسماك النيلية وتنظيفها جيدا ثم يقومون بتمليحه حتى لا تفسد ثم يتناولونه في هذا اليوم احتفالا بالحياة.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها