كسوف كلي للشمس يشهده العالم غداً الثلاثاء

تشهد الكرة الأرضية غدا الثلاثاء كسوفاً كلياً للشمس مشاهَداً في أجزاءٍ من جنوب المحيط الهادي و وسط تشيلي و وسط الأرجنتين، في حين سيُشاهَد جزئياً فقط في معظم جنوب المحيط الهادي وفي الإكوادور والبرازيل والأوروغواي وباراغواي.

وقال رئيس الجمعية الفلكية في جدة المهندس ماجد أبو زاهرة؛ إن مراحل الكسوف كافة من بدايته إلى نهايته ستستغرق 4 ساعات و55 دقيقة، وهذا الحدث لن يكون مشاهَداً بسماء السعودية أو الوطن العربي.

ولفت إلى أن كسوف الشمس الكلي يحدث عندما تصطف الشمس والقمر والأرض على خط واحد حيث يعبر القمر مباشرة بين الأرض والشمس وهذا الحدث نادر نسبياً؛ لأن مدار القمر حول الأرض مائل بالنسبة لمدار الأرض حول الشمس، وعندما يحدث أن تنتظم تلك الأجسام الثلاثة في خط واحد، فإن القمر يغطي قرص الشمس وجميع المناطق التي ستقع ضمن ظل القمر ستشهد كسوفاً كلياً.

وتابع أبو زاهرة، خلال هذا الكسوف سيكون حجم الشمس الظاهري أصغر بـ 1.6 % من المتوسط، في حين يبعد القمر يومين من نقطة الحضيض؛ أقرب نقطة في مداره من الأرض، مما يجعل حجمه الظاهري كبيراً إلى حد ما.

ففي بداية ونهاية الكسوف سيكون الحجم الظاهري للقمر أكبر بنسبة 3.3 % من المتوسط؛ وبالتالي سيغطي كامل الشمس مما يجعل هذا الكسوف كلياً.

وبشكل عام سيبدأ كسوف الشمس الجزئي على مستوى الكرة الأرضية فوق المحيط الهادي عند الساعة 7:55 مساء السعودية (4:55 مساء غرينتش) عندما يبدأ القمر التحرك أمام قرص الشمس.

وأضاف، وفق ما اوردت صحيفة “سبق”، سيشهد أول موقع كسوف الشمس الكلي فوق المحيط الهادي عند الساعة 9:01 مساء السعودية (6:01 مساء غرينتش).

وسيعبر مسار الكسوف الكلي أثناء حركته فوق المحيط الهادي قرب جزر (بيتكيرن) عند 9:28 مساء بتوقيت السعودية (6:28 مساء غرينتش)؛ حيث يبلغ عرض الكسوف الكلي 169 كيلو متراً في هذا الموقع، وسيستغرق الكسوف الكلي نحو 3 دقائق و 33 ثانية، وستشهد الجزر كسوفاً جزئياً حيث سيتغطى 97 % من قرص الشمس.

وأكّد أبو زاهرة؛ أنه بعد ذلك يصل كسوف الشمس الكلي ذروته العظمى فوق المحيط الهادي عند الساعة 10:22 مساءً بتوقيت السعودية (7:22 مساء بتوقيت غرينتش)، ويستمر 4 دقائق و33 ثانية، وهو بذلك أطول بدقيقتين و40 ثانية من ذروة الكسوف الكلي الذي حدث قبل عامين في 2017، ولن يتمكن سوى الأشخاص في القوارب والسفن والطائرات من التقاط صور خلال أطول فترة زمنية له. وسيصل الكسوف الكلي إلى البر الرئيس شمال مدينة (لاسيرينا) في تشيلي، عند الساعة 11:39 مساء بتوقيت السعودية (8:39 مساء غرينتش) وهو في مراحله الختامية رغم ذلك ستظل مدة الكسوف الكلي دقيقتين و34 ثانية في مركز المسار الكسوف الكلي الذي يبلغ عرضه 145 كيلو متراً، وفي مدينة (لاسيرينا) يستمر دقيقتين و15 ثانية.

إضافة إلى أن مرصد (لاسيلا) التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في صحراء أتاكاما في تشيلي هو أيضاً في مسار الكسوف الكلي؛ على الرغم من أنه يقع شمال خط مركز مسار الكسوف، إلا أن الكسوف الكلي سيدوم لمدة دقيقة و51 ثانية، من 11:39 مساء إلى 11:41 مساء بتوقيت السعودية في هذا الموقع.

وقال: سيعبر مسار الكسوف الكلي إلى الأرجنتين ويتحرك بسرعة الآن، ويمر شمال مدينة (ريو كوارتو) بعد الساعة 11:42 بتوقيت السعودية؛ ويبلغ عرض مسار الكسوف في هذه المرحلة نحو 136 كيلو متراً، وسيستمر الكسوف الكلي لمدة دقيقتين و14 ثانية في مركز مسار الكسوف، وفي مدينة (ريو كوارتو) دقيقة و59 ثانية.

ويستمر مسار الكسوف في التحرك نحو الجنوب الشرقي، وسينتهي جنوب مدينة (بوينس آيرس) عند غروب الشمس الساعة 11:44 مساء بتوقيت السعودية (8:44 مساء غرينتش)، وفي هذه المرحلة سيستمر الكسوف الكلي لأكثر من دقيقتين وستغيب الشمس مكسوفة كلياً.

وأشار أبو زاهرة؛ إلى أن آخر موقع على سطح الأرض سيرصد الكسوف الجزئي في الساعة 12:50 مساء السعودية (9:50 مساء غرينتش) وتنتهي كامل مراحل الكسوف.

وخلال الكسوف يمكن للراصدين الواقعين في مسار ظل الكسوف فقط رؤية عديد من الظواهر الفريدة، حيث سيشاهدون ظاهرة “خاتم الألماس” حيث يظهر ضوء الشمس ككتلة من طرف واحد للقمر متصل بحلقة من الضوء وهو عبارة عن الغلاف الجوي للشمس يسطع حوله القمر.

وقال: لأن سطح القمر ليس أملس تماماً يمكن رؤية تأثير يسمّى “خرزات بيلي”، وذلك مباشرة قبل حدوث الكسوف الكلي بلحظات، وهي بسبب ضوء الشمس المندفع بين الجبال و الأودية والتضاريس المختلفة على سطح القمر، وهذه الحبيبات أو الخرزات من الضوء تتلألأ حول حافة القمر.

وأضاف، أخيراً يحدث كسوف الشمس الكلي عندما تتم رؤية الغلاف الجوي للشمس المعروف باسم “الكورونا أو الهالة”، عندها ستتكيف عين الراصد مع مستوى الضوء المنخفض الجديد، ومع تكيف العين فإن الهالة الشمسية تصبح مرئية، هذه الهالة تتكون من غاز في غاية السخونة ومشحون كهربائياً – البلازما – تبلغ حرارتها مليونَي درجة مئوية وتمتد ملايين الكيلو مترات إلى الخارج نحو الفضاء.

وتابع، الهالة الشمسية ستظهر لتبرز وتكبر وهذا فقط نوع من الخداع البصري، فالهالة الخارجية أخفت من الهالة الداخلية ومع تكيف العين مع الظلمة، فإنها تصبح أكثر حساسية للضوء، لذلك يصبح الراصد قادراً على رؤية الأجزاء الخافتة من الهالة الخارجية ولذلك يبدو أن حجمها يزداد وعلى الرغم من ذلك فإن هذا التأثير البصري في غاية الروعة.

وهذا توقيت مثالي لدراستها كمصدر للتوهجات الشمسية والجسيمات المشحونة التي تتدفق من الشمس، حتى الآن المعلومات قليلة عنها بسبب صعوبة رصدها في الأحوال العادية ولكن كسوف الشمس الكلي يمنح فرصة لمراقبتها.

وأكمل أبو زاهرة، في الوقت نفسه على الأرض سيلاحظ أن الطيور -على سبيل المثال- سيتوقف تغريدها خلال الكسوف الكلي لاعتقادها بحلول الليل وأيضا أزهار النهار تبدأ في إغلاق أوراقها والنحل يعود إلى مسكنه وقد يشعر الناس بانخفاض طفيف في درجة الحرارة عندما تتم تغطية مصدر الحرارة الرئيس “الشمس”.

وقال: لمراقبة كسوف الشمس يجب استخدام وسائل حماية العين مثل نظارات الخاصة بكسوف الشمس والتي تمنع اكثر من 99.99 % من ضوء الشمس والأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء وهذا النظارات تجعل الشمس تظهر كقرص برتقالي أو أبيض في قبة السماء، خاصة في مرحلة الكسوف الجزئي.

ولكن عند حدوث الكسوف الكلي وقرص الشمس مغطى تماماً بالقمر يمكن النظر بالعين المجردة وحدها مباشرة ولكن يجب التذكير بأن مدة الكسوف الكلي لا تستمر طويلاً.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها