دراسة : مستخدمو اليد اليسرى أكثر عرضة للإصابة بالفصام

تمكن فريق من العلماء لأول مرة من العثور على تراتبية جينية مرتبطة باستخدام اليد اليسرى، ويرى العلماء أن هذه السلسلة الجينية مؤثرة أيضا بشكل كبير على عمل الدماغ البشري خاصة في ما يتصل باستخدام اللغات للحديث.

وكشف فريق البحث التابع لجامعة أكسفورد أن الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى يتمتعون بمهارات كلامية أكبر من الآخرين، كمحصلة لهذه السلسلة الجينية المؤدية لاستخدام اليد اليسرى.

ورغم ذلك تبقى هناك أسرار وأسئلة كثيرة لم تتمكن الدراسة من الإجابة عنها في ما يختص بالعلاقة بين طريقة عمل الدماغ البشري و استخدام إحدى اليدين أكثر من الأخرى.

هناك ما يقرب من 10 في المئة من البشر يستخدمون اليد اليسرى بشكل أساسي أكثر من اليمنى، وكشفت الدراسات السابقة أن العوامل الوراثية والجينية الموروثة من الأبوين تلعب دورا كبيرا في هذا الأمر، وفق ما اوردت “هيئة الإذاعة البريطانية”، ورغم ذلك لم تتمكن البحوث العلمية من كشف كل أسرار هذا الامر حتى الآن.

وقام فريق البحث بالعودة إلى البنك البيولوجي البريطاني ومراجعة سجلات نحو 400 ألف شخص واكتشف أن أكثر من 38 ألفا منهم يستخدمون اليد اليسرى.

ووجد الفريق أن الطفرات تحدث في السلسلة الجينية المعقدة التي تنظم داخل خلايا الجسم، والتي تسمى “سايتوسكيليتون” أي الهيكل الخلوي.

وتتبع العلماء نوعا مشابها من السلاسل الجينية في الحلزونات، يؤدي إلى تغيير في تشكيل الهيكل الخلوي بحيث تصبح انحناءات الصدفة مائلة نحو اليسار بدلا عن اليمين.

لكن هذا الاختلاف يؤثر بشكل كبير على الحلزونات لأن الحلزونات ذات الأصداف المائلة نحو اليمين لا يمكنها التكاثر جنسيا مع الحلزونات ذات الأصداف المائلة نحو اليسار بسبب اختلاف موقع الاعضاء التناسلية لكل منها.

وأوضحت الدراسات لصور الأشعة التي حصل عليها فريق البحث من البنك البيولوجي البريطاني أن السايتوسكيليتون يساهم في تغيير بنية المادة البيضاء في الدماغ.

وقالت الأستاذة غوينايلي دواود “لأول مرة في تاريخ الإنسانية نكتشف أن السايتوسكيليتون المسؤول عن استخدام إحدى اليدين يمكن رؤيته بوضوح في أنسجة المخ”.

كما كشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى لديهم قابلية أعلى بقليل من الآخرين للإصابة بمرض الفصام النفسي وقابلية أقل بقليل من الآخرين للإصابة بمرض باركينسون.

حتى الآن يبدو أن هناك مسؤولية جينية عن استخدام إحدى اليدين في البشر وتبلغ هذه المسؤولية نحو 25 في المائة بينما تتحكم العوامل البيئية الأخرى في نسبة الـ 75 في المئة الأخرى.

ولم يكتشف العلماء من السلاسل الجينية المسؤولة عن هذا الأمر إلا أقل من 1 في المئة فقط، لذلك هناك حاجة لمزيد من الدراسات لفهم تأثير الجينات على استخدام الإنسان ليديه.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها