عن التشرد في واحدة من أغنى المدن .. عائلة تعيش في سيارة بسبب عدم التمكن من دفع إيجار شقة

سلطت صحيفة “دي تسايت” الألمانية الضوء على حياة عائلة أمريكية في مدينة سياتل، في مقاطعة كينغ، شمال غربي الولايات المتحدة، أصبحت مؤخراً بلا مأوى، واضطرت للعيش في مكان يصعب تخيل السكن فيه.

وذكرت الصحيفة، بحسب ما ترجم عكس السير، أن العائلة الأمريكية وهي الأم كريسي، وشريكها ماثيو، وأطفالها الثلاثة، يسكنون منذ أكثر من أربعة أشهر في شاحنة بيك آب بيضاء، من طراز شركة فورد.

وأضافت الصحيفة أن الشاحنة الصغيرة متوقفة على جانب الطريق في وسط عقار سكني، وتبلغ قيمة المنازل المجاورة أكثر من 800 ألف دولار تقريبًا.

وأشارت إلى أن 12112 شخصاً كانوا بلا مأوى في هذه المدينة العام الماضي، أما في المناطق الحضرية، في مدن نيويورك ولوس أنجلوس، كان هناك المزيد من الناس المشردين.

عند القيادة في وسط مدينة سياتل، يشاهد المرء الأشخاص المشردين في كل زاوية من الشوارع، ووفقاً لصحيفة سياتل تايمز، يعيش حالياً حوالي 2100 من سكان مقاطعة كينغ في سياراتهم.

وشرحت الصحيفة لماذا التشرد يأخذ مثل هذه النسب العالية في مدينة سياتل الغنية، حيث من المحتمل أن يكون السبب في ذلك الطفرة التكنولوجية، لأن مقر شركة أمازون للشحن يقع في مدينة سياتل، وتوظف الشركة أكثر من 50 ألف شخص، كما يوجد شركات أخرى مشهورة في المدينة، مثل مايكروسوف Microsoft، وإكسبيديا Expedia في المدينة.

كما لدى شركات الإنترنت مثل Facebook و Google مراكز تطوير في مدينة سياتل، كما هو الحال في وادي السيليكون، حيث تخلق الشركات وظائف بأجر جيد، ولكنها تزيد أيضًا من تكاليف المعيشة، خاصة في سوق الإسكان الأمريكي غير الخاضع للوائح إلى حد كبير.

في عام 2010، ارتفعت أسعار الإيجارات في مقاطعة كينغ بأكثر من 50% لتصل إلى 2554 دولار شهريًا لشقة مؤلفة من غرفتي نوم، وبالتالي لم يعد بإمكان العديد من السكان تحمل هذا الأمر، وأصبحوا بلا مأوى، مثل الأم كريسي، البالغة من العمر 26 عامًا.

منذ عامين خسر زوجها وظيفته في تصليح الزجاج، وراح يعمل بشكل حر، ولكن عدم وجود دخل ثابت أرهق العائلة على دفع 1100 دولار في الشهر إيجار منزل، وقبل عيد الميلاد العام الماضي، انتهى عقد الإيجار، ورفع المالك آجار الشقة إلى 1800 دولار شهريًا.

وفي منتصف الصيف، انتهى المطاف بالعائلة بالطرد إلى الشارع، وكل ما تبقى لها سيارتان، وقالت كريسي للصحيفة: “في البداية حاولت ارتداء ملابس أنيقة كل يوم، كما لو كان كل شيء طبيعيًا”، ولكن بعد بضعة أسابيع، أصبح الوضع صعباً.

ويحاول شريكها ماثيو كسب بعض المال من خلال العمل كسائق لخدمة توصيل الطعام، حيث يكسب في الأيام الجيدة حوالي 100 دولار، أما في الأيام السيئة يكسب أقل من ذلك، وبالتالي لا يقدر على استئجار شقة مع دخل غير ثابت.

وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا أراد المرء استئجار شقة في الولايات المتحدة، فغالبًا ما يتعين عليه دفع إيجار لمدة ثلاثة أشهر بشكل مسبق، بالإضافة إلى دفع وديعة لمدة شهرين.

ومع ذلك، انتشر أمل جديد لعائلة كريسي حيث قالت لها الأخصائية الاجتماعية مؤخراً، أنها تبذل قصارى جهدها للعثور على شقة رخيصة الأجار، وقالت كريسي “لهذا السبب أشعر اليوم بشكل أفضل من المعتاد”، وأضافت أنها ادخرت 20 دولارًا حتى تتمكن العائلة من طلب البيتزا من خدمة التوصيل في يوم انتقالها هي وعائلتها إلى المنزل الجديد.

وبعد يومين، ما زالت العائلة تنتظر أخبارًا من الأخصائية الاجتماعية، وقالت كريسي: “نحن نفقد الأمل مرة أخرى”، وبعد أقل من أسبوع، اتصلت الاخصائية الاجتماعية، وقالت للعائلة إنها لم تعثر على أي شقة رخيصة وأن عليهم الانتظار.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها