تساؤلات في ألمانيا حول إقامة ملك تايلاند بمنتجع بافاري رغم حظر كورونا !
يجثم فندق “غراند زوننبخيل” على حافة منتجع للتزلج بجبال الألب، ويبدو من بعيد كما لو أنه قلعة حصينة وسط جائحة كورونا، وربما كان هذا هو السبب في اختيار ملك تايلاند له كملجأ من الفيروس، حيث أنه مخفي وسط جبال بافاريا التي تشهد إغلاق جميع الأنشطة الحياتية.
وليست ثمة معلومات تذكر عن العاهل التايلاندي بسبب القيود المفروضة على أخباره في صحافة بلاده، غير أنه يتردد أنه يمضي معظم وقته في ألمانيا.
وتم تتويج الملك ماها فاجيرالونجكورن بوديندراديبايافارانجكون في أيار 2019، بعد أن ورث العرش عن أبيه الملك بوميبول أدوليادي الذي توفى عام 2016 بعد أن ظل في الحكم 70 عاما.
واحتل الملك عناوين الأخبار في أكتوبر 2019 بعد أن أبعد رفيقته الملكية وألغى رتبها وألقابها، بسبب إظهارها “عدم الولاء” والتآمر ضد الملكة التي توجت حديثا، وفقا لما ذكره بيان للقصرالملكي.
وكان الملك الجديد قد عين سنيناترا ونجفاجيراباكدي “رفيقة رسمية” قبل ذلك ببضعة أشهر، وهو لقب يعني في تايلاند شريكة إلى جانب الزوجة الملكة، وجاءت هذه التسمية بعد مرور شهرين على زواجه من مضيفة الطيران سوثيدا فاجيرالونجكورن نا أيوديا ومنحها لقب ملكة.
وتزوج الملك فاجيرالونجكورن (67 عاماً) أربع مرات.
ويعتقد أن الملك التايلاندي استقر هو وحاشيته في إحدى أشهر مناطق التزلج بالجنوب الألماني، على الرغم من أنه يمتلك فيلا رائعة تطل على شاطئ بحيرة شتارنبيرغ، وتبعد عن مقر إقامته الحالي بمسافة تقطعها السيارة في أقل من ساعة.
وأثار وجود الملك الدهشة في ألمانيا، حيث أن اللوائح المعلنة لمنع انتشار فيروس كورونا أغلقت النشاط السياحي.
وليس من الواضح مدى الفترة الزمنية التي أمضاها الملك في الفندق الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى قرن من الزمان، والكائن على سفح جبال الألب بضاحية غارميش بارتنكيرشن، الكائنة بولاية بافاريا.
ويقول المسؤولون المحليون إن فترة إقامته تتداخل مع فترة الإغلاق بسبب الجائحة، وفي هذا الصدد، قال ستيفان شارف المتحدث باسم مكتب الضاحية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا)، إنه “على حد علمنا كان الملك يقيم في الفندق منذ بداية شهر أيار الحالي”.
ويتساءل البعض عما إذا كانت هذه الإقامة تعني تطبيق قواعد مختلفة على الملوك، وكانت وزارة الصحة بولاية بافاريا أصدرت بيانا واضحا يحظر على الفنادق بألمانيا “تقديم أية إقامة لأغراض السياحة الخاصة”، ومع ذلك ذكرت قاعدة أيضاً أن هذا الحظر لا ينطبق على الفنادق التي تقدم الخدمات والإقامة أيا كان نوعها للمسافرين من رجال الأعمال والضيوف الذين يأتون لأغراض لا تتعلق بالسياحة الخاصة”.
ويبدو أن هذه الثغرة دفعت مكتب الضاحية لأن يصدر تصريحًا بإقامة الملك التايلاندي، وقال المسؤولون في مذكرة لوكالة (د.ب.أ) الألمانية للأنباء إن “الملك وحاشيته لا يقيمون في فندق جراند زوننبخيل لأغراض سياحية”.
وبالتالي سيبدو أن الملك التايلاندي يؤدي مهامه الملكية من الفندق ذي النجوم الأربعة، ولكن الوضع سيختلف في حالة قيامه بجولة في المنطقة.
وجاءت ردود من وزارة الخارجية الألمانية.
فكتب ميغويل برغر وكيل، وزارة الخارجية الألمانية، في إجابة على سؤال طرحته مارغريت باوزي، النائبة عن حزب الخضر: “وفقاً للحكومة التايلاندية فإن إقامة الملك التايلاندي تعد زيارة خاصة”.
وتعد باوزي أيضاً خبيرة في شؤون حقوق الإنسان بالمجموعة البرلمانية لحزب الخضر، ودعت مع زميلتها كاترينا شولتز التي ترأس المجموعة إلى تقديم إيضاح حول إقامة الملك التايلاندي.
وقالت السياسيتان: “لا تسمح اللوائح بسبب الجائحة تمضية العطلات وكذلك السياحة سواء في بافاريا أو في مختلف أنحاء ألمانيا منذ أشهر”.
وأضافتا إنه يبدو أن العاهل التايلاندي تلقى معاملةً خاصةً، حتى برغم من أنه يقيم بألمانيا في زيارة خاصة.
وتابعت نائبتا البرلمان: “نريد توضيحاً حول سبب تلقي ملك مزايا لا يسمح بها لعامة المواطنين”.
وطرحتا هذا السؤال على برلمان ولاية بافاريا وما زالتا تنتظران الرد.
ومع ذلك يبدو أن الوقت أصبح في صالح الملك، فليس من المرجح إخراجه من الفندق الفاخر، حيث تقوم بافاريا حالياً بتخفيف قيود الإغلاق تدريجياً، وقريباً جداً سيصبح أي فرد وكل شخص قادراً على الإقامة في فنادق جبال الألب سواء كان من عائلة ملكية أو مواطناً عاديا. (DPA)[ads3]