جيل بايرن ميونخ الجديد يحلم بالمجد في دوري الأبطال

عندما سجل سيرج غنابري الهدف الأول خلال فوز بايرن ميونخ الألماني 3 / صفر على أولمبيك ليون الفرنسي في الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، كان من المحتمل أن يسدد روبن الكرة في الشباك، لكن تحرك غنابري كان كافياً لدفع صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) الألمانية، الخميس، لوصف الهدف بأنه “تحية عابرة للغاية لروبن”.

وتلقى غنابري الكرة في الجانب الأيمن من الملعب في الدقيقة  18 من عمر المباراة، وانطلق للداخل وهو يركض أمام العديد من المدافعين، ثم سدد قذيفة رائعة بقدمه اليسرى من على حافة منطقة الجزاء، لتسكن الكرة الزاوية اليمنى العليا للمرمى، محرزاً أولى أهداف بايرن.

وكان هذا الهدف هو بداية طريق بايرن للتأهل للمباراة النهائية، الأحد، أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، كما أبرز أيضاً أنهم يجرون إصلاحاً سلساً إلى حد ما لفريقهم.

رحل الجناحان الشهيران روبن والفرنسي فرانك ريبيري منذ 12 شهراً عن بايرن بعدما قضيا أكثر من عقد مع الفريق البافاري، الذي توجا معه بالثلاثية التاريخية (الدوري الألماني وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) عام 2013.

وكشف التتويج الصعب بالدوري الألماني (بوندسليغا) موسم 2018 / 2019، بعد منافسة شرسة مع بوروسيا دورتموند، وكذلك الإقصاء المبكر من دور الستة عشر لدوري الأبطال في نفس الموسم، أن هناك حاجةً للاستعانة بمزيد من الشباب داخل صفوف بايرن.

وغادر رافينيا قلعة (أليانز أرينا) وعاد ماتس هوميلس لصفوف فريقه السابق بوروسيا دورتموند، وجاء بنيامين بافارد ولوكاس هيرنانديز اللذان يشكلان مع غنابري ونيكلاس زوله وجوشوا كيميش وكينجسلي كومان وليون غوريتسكا الآن مجموعةً رئيسيةً من اللاعبين الذين تبلغ أعمارهم 24 أو 25 عاما.

وبدا أن تلك المجموعة لائقة تماماً للعب تحت الضغط العالي في ظل قيادة المدرب هانزي فليك، ويريدون تذوق المجد الأوروبي لأول مرة، كما سيكون الجناح الألماني ليروي ساني، الذي انتقل لصفوف بايرن الشهر الماضي، جزءا من تلك المجموعة بدءا من الموسم المقبل.

كما يعزز هذه المجموعة الشابة، المراهق الكندي ألفونسو ديفيز، في الوقت الذي يضم فيه بايرن أيضاً مجموعةً من اللاعبين أصحاب الخبرة مثل حارس المرمى مانويل نوير والمدافع جيروم بواتينغ والمهاجم توماس مولر، الذي سيشارك في النهائي الرابع في مسيرته الرياضية، الأحد، ولاعب الوسط الإسباني تياغو ألكانتارا والهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي.

واتسم أداء بايرن بالشراسة في حملته نحو تكرار إنجاز الثلاثية الذي تحقق قبل سبعة أعوام، حيث حقق الفريق أرقاماً مذهلة.

وحافظ بايرن على سجله خالياً من الهزائم في 29 مباراة بمختلف المسابقات، وحقق خلالها 28 انتصاراً، علماً بأن الفريق الألماني فاز في جميع مبارياته الـ14 التي خاضها بعد استئناف النشاط الكروي في أيار الماضي، وأحرز لاعبوه 97 هدفا خلال تلك الفترة.

وقال غنابري الذي سجل أيضاً الهدف الثاني لبايرن في مرمى ليون، ليرفع رصيده التهديفي في المسابقة القارية إلى تسعة أهداف خلال تسع مباريات لعبها في دوري الأبطال هذا الموسم: “نحن في حاجة ماسة للفوز بالثلاثية وسنبذل كل ما لدينا يوم الأحد للفوز بالنهائي”.

من جانبه، قال نوير قائد الفريق: “لقد ناضلنا وعملنا من أجلها لفترة طويلة ونريد الفوز بهذا النهائي، نمتلك عدداً أكبر من اللاعبين الرائعين تحت تصرفنا، مقارنةً بعام 2013.. لدينا الكثير من الكفاءة، إنه لأمر مذهل أي نوع نمتلكه من اللاعبين”.

سجل بايرن، الذي يمتلك خمسة ألقاب في البطولة، 42 هدفاً في مشواره بالمسابقة، التي عادل خلالها رقمه القياسي بالفوز في جميع مبارياته العشر التي خاضها في دوري الأبطال هذا الموسم حتى الآن.

ويبتعد بايرن بفارق ثلاثة أهداف خلف برشلونة، صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة خلال موسم واحد برصيد 45 هدفاً، علماً بأن بايرن خاض عشر مباريات فقط في البطولة حتى الآن، مقابل 16 مباراة لعبها الفريق الكتالوني عندما حقق رقمه القياسي موسم 1999 / 2000.

وسجل ليفاندوفسكي الهدف الثالث في مرمى ليون، ليعزز صدارته لترتيب هدافي البطولة برصيد 15 هدفاً، حيث يحتاج لتسجيل هدفين في النهائي لمعادلة الرقم القياسي لأكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف خلال موسم واحد بالبطولة، الذي حققه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في موسم 2013 / 2014، وخاض خلاله 13 مباراة.

وتجمع المباراة النهائية ضد سان جيرمان بين إثنين من أكثر خطوط الهجوم غزارة تهديفية في أوروبا حالياً، حيث يلتقي ليفاندوفسكي ومولر وغنابري ثلاثي هجوم بايرن مع نيمار وكيليان مبابي وأنخيل دي ماريا ثلاثي هجوم الفريق الفرنسي، مما يعني أن الفريق الذي يمكنه احتواء الخصم لديه الفرصة الأفضل لرفع الكأس.

في هذا الصدد، يحتاج بايرن إلى بعض التحسينات في خط الدفاع الذي عانى من بعض الاهتزاز، وهو ما ظهر خلال بداية مباراة الفريق أمام برشلونة، التي انتهت بفوز بايرن 8 / 2 في دور الثمانية، وكذلك في لقاء المربع الذهبي أمام ليون، وهو ما يشكل تهديدا للفريق أمام سان جيرمان.

وقال غنابري: “لا يمكنك الدفاع طوال المباراة” ، بينما اعترف فليك، قائلاً: “لقد هددوا مرمانا كثيراً، وكنا محظوظين لتجاوز المراحل الأولى”.

وشدد فليك على أن بايرن لن يغير أسلوب لعبه، لأن “قوتنا العظيمة تتمثل في وضع منافسينا تحت الضغط”.

ويأمل بايرن في أن تأتي الأهداف في الوقت المناسب تماماً كما هو الحال ضد ليون وبرشلونة أيضاً، عندما يخوض النهائي الحادي عشر في مسيرته بدوري الأبطال أمام سان جيرمان.

وأوضح فليك: “منحنا سيرج التقدم بفضل مهاراته الفردية. لقد عزز ثقتنا”، على أمل أن يتمكن غنابري من فعل ذلك مرة أخرى بعد غد، بعد سبع سنوات من تتويج بايرن بلقبه الأخير في دوري الأبطال بقيادة نجمه السابق روبن عقب الفوز 2 / 1 على غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند في النهائي. (DPA)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها