دويتشه فيله : مجالس الاندماج .. صوت المهاجرين في البلديات الألمانية

في الـ13 من أيلول الجاري، تجري انتخابات المجالس البلدية في مدن وبلدات ولاية شمال الراين فيستفاليا، أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان، ورغم أنه لا يحق للمهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي المشاركة فيها، إلا أن أولئك المهاجرين يستطيعون المشاركة في انتخابات “مجالس الاندماج” التي تجري في نفس اليوم.

هي مجالس تمثل المهاجرين على مستوى البلديات ويتم انتخابها من قبل المهاجرين أنفسهم في يوم انتخابات المجالس البلدية (كل خمس سنوات).

تعمل مجالس الاندماج على تمثيل مصالح المهاجرين داخل المجالس البلدية، وتساهم في رسم استراتيجيات المجالس البلدية تجاه المهاجرين من خلال تقديم الاستشارات والاقتراحات لإدارة هذه المجالس، وتلعب دوراً في دعم التعايش بين المكونات، كما يقول فوزي ديلبر، عضو مجلس الاندماج في مدينة بون، لموقع “مهاجر نيوز”.

وتعمل هذه المجالس أيضاً على حل المشاكل المتعلقة بالمهاجرين، مثل مكافحة العنصرية ورفع الغبن عن المهاجرين والمساهمة في إصدار القوانين التي تضمن اندماجهم في المجتمع المحلي بشكل أفضل، وفقاً لخبير شؤون الاندماج حسن حسين، والذي يضيف لموقع “مهاجر نيوز”: “المجالس تساهم في حل مشاكل كثيرة بخصوص التعليم والتدريب والتأهيل وتوفير فرص العمل للمهاجرين”.

وبحسب موقع بلدية مدينة كولونيا، فإن عمل مجلس الاندماج يشمل مواضيع عامة تتعلق بشؤون الأجانب ومكافحة العنصرية وتقبل الثقافات الأخرى، بالإضافة إلى مواضيع معينة مثل شؤون اللاجئين ومواضيع تتعلق بالتربية والتعليم والعمل والصحة والشؤون الاجتماعية.

يرى ديلبر أن أهمية انتخابات مجالس الاندماج تأتي من أنها تمكّن المهاجرين من المشاركة في العملية السياسية، إذا يتم انتخابها من قبل المهاجرين أنفسهم لتمثلهم على مستوى المجالس المحلية.

ويعتبر حسن حسين أن مجالس الاندماج “من المكتسبات الكبيرة التي تم تحقيقها في الماضي”، مضيفاً أنها “إنجاز كبير لنضال مهاجرين وأحزاب سياسية من أجل بناء سياسة اندماج سليمة”، ويتابع: “إنه إنجاز كبير لا يجوز التقليل من شأنه”.

وبحسب موقع ولاية شمال الراين فيستفاليا، يحق لكل بالغ (ألماني أو أجنبي) يقيم في ألمانيا منذ عام واحد على الأقل أن يرشح نفسه لمجلس الاندماج في بلدية المدينة (أو البلدة) التي تكون محل إقامته الرئيسي شرط أن يكون مسجلاً فيها منذ ثلاثة أشهر على الأقل.

ويمكن أن تكون الترشيحات فردية أو في قوائم مستقلة أو في قوائم تابعة لأحزاب سياسية، كما يوضح ديلبر.

وبحسب موقع ولاية شمال الراين فيستفاليا، يحق التصويت لـ:

– الأجانب (الذين يحملون جنسية أجنبية).

– الألمان المتجنسين (الذين حصلوا على الجنسية من خلال التجنيس)

– الأشخاص الذين حصلوا على الجنسية الألمانية لأن أحد الأبوين أقام في ألمانيا لأكثر من ثمانية أعوام وكان يحمل الإقامة الدائمة.

يؤكد خبير الاندماج والهجرة، حسن حسين، على ضرورة مشاركة اللاجئين في انتخابات مجالس الاندماج، ويضيف: “اللاجئون هم في عين العاصفة، وعدم مشاركتهم ستؤثر على تمثيل مصالحهم”.

ويحذر ديلبر، من جهته، من أن عدم مشاركة اللاجئين في الانتخابات قد يعني فوز أطراف لا تمثل مصالحهم بشكل جيد في المجالس البلدية.

ويرى ديلبر في رفض بعض اللاجئين المشاركة في انتخابات مجالس الاندماج “تناقضاً”، ويوضح: “العديد من اللاجئين أتوا إلى ألمانيا، لأنه لم تكن لديهم إمكانية المشاركة في صنع القرار السياسي في بلدانهم الأصلية، لكنهم عندما يصلون إلى هنا ينأون بأنفسهم عن السياسة”، ويتابع: “هم يعتقدون أن كل ما يتعلق بالسياسة قد يسبب لهم المشاكل لأنهم تعودوا على ذلك في بلدانهم، لكن الأمر هنا مختلف والمشاركة في الانتخابات ضرورية من أجل إيصال صوتهم”.

ورغم أن اللاجئين قد يواجهون صعوبة في اختيار قائمة لينتخبوها، كما يرى حسن حسين، إلا أنه يشير إلى توفر المعلومات والبرامج الانتخابية لكل القوائم على الإنترنت، وينصح حسين اللاجئين بالاطلاع على تلك البرامج لاختيار قائمة تمثل مصالحهم بشكل جيد.

وفي بعض المدن الألمانية ترشح لاجئون قدموا إلى ألمانيا عام 2015 لمجالس الاندماج، ويرى حسين في ذلك “شجاعةً إذا كانت لديهم الكفاءة اللازمة”، ويوضح: “القضية ليست شكلية، ولا تتعلق بأن يرشح المرء نفسه ليفوز ويدخل مجلس الاندماج فحسب، بل يجب أن تكون لديه خبرة سياسية وثقافية ولغوية تمكّنه من التعامل مع العمل المؤسساتي”، ويتابع: “فإذا كانت هذه الكفاءة متوفرة لدى اللاجئ، فترشحه أمر مهم”.

ويشدد حسين على ضرورة أن يشارك المهاجرون “بأعداد كبيرة” في انتخابات مجالس الاندماج، ويقول: “هذا حق مكتسب ناضل من أجله العديد من المهاجرين والتيارات السياسية في ألمانيا ولذلك يجب ألا يضيع”. (DW)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها