من دورتموند إلى دمشق !

تعاقد نادي “الحرجلة” الصاعد حديثاً لدوري بشار الأسد لكرة القدم، مع اللاعب سعيد داهود، شقيق النجم الألماني ذي الأصول السورية محمود داهود، في صفقة مفاجئة.

وجاء في منشور على صفحة النادي في فيسبوك، اطلع عليه عكس السير، أن “مجلس إدارة النادي أنهى إجراءات التعاقد مع اللاعب سعيد داهود (٢١ عاماً) لاعب منتخبنا الوطني الأولمبي وذلك لمدة موسمين كرويين”.

وسبق لداهود أن أثار جدلاً كبيراً بعودته من ألمانيا وانضمامه لمنتخب بشار الأسد الأولمبي قبل عامين، وحينها (ديسمبر 2018) تناقلت صفحات وشبكات إخبارية رياضية محلية موالية، أنباء تفيد بأنه توارى عن الأنظار، خوفاً من سوقه للخدمة في الجيش النظامي.

اتحاد كرة القدم الذي كان يقوده حينها المافيوزي فادي دباس، الذي لا يمتلك أية خلفية رياضية أو كروية، كان نجح بإقناع سعيد بالانضمام إلى المنتخب الأولمبي، بعد أن فشل بإقناع شقيقه بالانضمام إلى المنتخب الأول.

وذكرت مصادر موالية حينها أن سعيد، المولود في ألمانيا والحامل لجنسيتها، وبعد أن استكمل إجراءات استخراج الهوية السورية الشخصية وجواز، تم سوقه للخدمة الإلزامية، فيما ذكرت مصادر أخرى (موالية أيضاً)، أنه لم يتم سوقه بعد، ولكنه مهدد بذلك وهو مقيد الحركة، ولا يستطيع مغادرة سوريا، خوفاً من سوقه.

وأضافت المصادر الأخيرة: “17 يوماً وما زال رئيس الاتحاد يماطل بوعوده لللاعب وعائلته القلقة في ألمانيا والتي قد تمنعه من العودة مجدداً بعد المعاملة الاحترافية التي تلقاها ابنها من اتحاد كرة القدم في الأيام الماضية”.

وبعد أيام من تلك الأنباء، نقلت وسائل إعلام موالية عن داوود قوله (بعد عودته إلى ألمانيا) إن ما تم تداوله عما حصل معه في سوريا ليس إلا شائعات وأن اتحاد الكرة عامله بشكل ممتاز وأنجز كل أوراقه.

وانقطعت أخبار داوود والمنتخب الأولمبي منذ ذلك الحين، وغاب اسمه عن التداول من قبل الإعلام المحلي الموالي، ليعود إلى الواجهة اليوم بتعاقده مع حرجلة.

لايبزيغ سوريا

على نحو مفاجئ، ظهر نادي حرجلة (بلدة في ريف دمشق) على الخارطة الكروية في سوريا، وما لبث أن تأهل الموسم الماضي، بعد 5 سنوات من تأسيسه، إلى “الدوري الممتاز” وأجرى الكثير من التعاقدات، لدرجة دفعت كثيرين من متابعي الدوري للتكهم والسخرية من النادي عبر تسميته “لايبزيغ سوريا” في إشارة للنادي الألماني الذي تملكه شركة ريد بول والذي نجح خلال فترة قصيرة في التأهل من الدرجات الدنيا في ألمانيا إلى الـ بوند سليغا، ومن ثم إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

ويرأس نادي حرجلة، رجل الأعمال عبد الرحمن الخطيب، رئيس بلدية البلدة والعضو في برلمان بشار الأسد (عن حزب البعث)، وأحد أعضاء اتحاد كرة القدم.

وتعاقد النادي قبل بداية الدوري مع المدرب السابق لمنتخب بشار الأسد، فجر ابراهيم، والذي اشتهر بتصريحاته الموالية للنظام، وبارتدائه قميصاً طبعت عليه صورة بشار الأسد عندما كان مدرباً للمنتخب، ومع حارس مرمى المنتخب ابراهيم عالمة، المعروف هو الآخر بتصريحاته شديدة الموالاة وتأييده للجيش السوري وجرائمه، ومواقفه التشبيحية مع الجماهير، إلى جانب العديد من اللاعبين.

وتقول وسائل إعلام موالية إن النادي يحظى بدعم محافظ ريف دمشق، علاء ابراهيم، إلى جانب عدد من تجار المحافظة أيضاً.

ويرأس خطيب (رئيس النادي) مشروعاً تابعاً تابعاً لـ “الأمانة السورية للتنمية” التي تقودها أسماء الأسد، كما سبق له أن مثل النظام في ما يسمى “مؤتمر رؤساء البلديات العالمي” الذي استضافته ملاوي قبل عامين، وكان أحد أعضاء وفد النظام في مؤتمر سوتشي.

درجة خامسة و إصابة بالركبة

وقبل تعاقده مع حرجلة، كان سعيد داهود، بحسب ما اطلع عكس السير، قد تعاقد مع النادي الألماني الناشط في الدرجة الخامسة (ASC 09 Dortmund)، إلا أنه لم يلعب أي مباراة مع الفريق بسبب إصابة بركبته، وفق ما ذكرت وسائل إعلام ألمانية قبل حوالي شهر (الثاني من تشرين الأول الماضي).

المصادر ذاتها نقلت عن سعيد تأكيده لتعرضه لإصابة بالركبة وحزنه لعدم مشاركته مع الفريق، كما تحدثت معه عن مشاركة شقيقه الأولى مع المنتخب الألماني، ليؤكد أن هذا كان حلمه الكبير وهو سعيد له، لأنه نجح بتحقيقه.

وعلى مدار سنوات، تناقلت وسائل إعلام موالية العديد من الأخبار المتعلقة بنية محمود داهود أحد نجوم نادي بروسيا دورتموند، تمثيل المنتخب السوري، وعن مفاوضات تجري مع اللاعب ووكلائه، إلا أن اللاعب لم يسبق له أن تحدث بصريح العبارة عن أي رغبة بالانضمام للمنتخب السوري، كما أنه دائماً ما كان يؤكد أن حلمه هو اللعب للمنتخب الألماني، وهو الحلم الذي تحقق مؤخراً عندما خاض أول مباراة له مع المنتخب الأول ضد تركيا (ودياً) الشهر الماضي.

وسبق للاعب أن توج بلقب كأس أمم أوروبا مع منتخب ألمانيا (تحت 21 عاماً) عام 2017، وبكأس السوبر الألماني مع بروسيا دورتموند العام الماضي.

وتنحدر عائلة داهود من بلدة عامودا بريف الحسكة، وفيها ولد محمود وعاش لأشهر فقط، قبل أن يفر مع عائلته من قمع نظام الأسد قبل 19 عاماً، ويصل إلى ألمانيا، بحسب ما جاء في مقال نشره موقع الاتحاد الألماني عام 2015.

والتقط رئيس النادي صورة مع سعيد داهود احتفالاً بالصفقة، وخلفهما صورة ضخمة لبشار الأسد، رأس النظام الذي فرت منه عائلته.

يذكر أن نادي حرجلة يحتل المركز الأخير بعد مضي 3 جولات من بداية الدوري السوري، حيث لعب 3 مباريات وخسرها جميعها ولم يسجل أي هدف.

مواضيع متعلقة

لاعب ألماني من أصول سورية : حزين لما يحصل في سوريا .. و اخترت اللعب لألمانيا لشعوري بأنني ألماني

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها