دويتشه فيله : كيف يتغلب طبيب سوري على مرض التهاب العضلات الليفي ؟

كثير من الناس يعانون من مرض التهاب العضلات الليفي أو الفيبروميالجيا الذي ما يزال محيراً في عالم الطب. عدد من المرضى تعافوا من هذا المرض على يد طبيب إسباني من أصل سوري يتبع طريقة جديدة في المعالجة، فكيف تبدو هذه الطريقة؟

يروي سمير المصري قصة شفائه من مرض آلام التهاب العضلات الليفي أو الفيبروميالجيا. ويقول المصري في حديث مع DW عربية: “في الحقيقة حضرت من السويد إلى مدريد للمعالجة والشفاء من الربو والحساسية والصداع فشفيت أيضا من التهاب العضلات والتنميل وآلام الركب”. وقد سبق لابن الثالثة والأربعين أن عانى من الربو منذ طفولته. ومع مرور الوقت ظهرت لديه حساسية من بعض أنواع الأطعمة والخبز بشكل كان يؤدي الى انتفاخ البطن وآلام في أنحاء مختلفة من الجسم.

“كما عانيت من مرض الشقيقة الشديد الألم، بالإضافة إلى التوتر العصبي والنفسي”، يضيف سمير مستطردا أنه شفي من أمراضه على يد طبيب سوري الأصل يعتمد على طريقة “نويرال تيرابيNeural Therapy ” في المعالجة. وتقوم هذه الطريقة على قيام الطبيب بتحديد نقاط الخلل في الجسم بدقة قبل أن يعالجها باستخدام الإبر والتخدير الموضعي الخفيف بمادة البروكايين. وتستمر فترة المعالجة في الحالات العادية من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع على أساس علاج يومي.

أين تكمن العبرة في المعالجة؟

وعن طريقة المعالجة هذه يقول الطبيب السوري الأصل فهد قسيس في حديث مع DW عربية إن “العبرة في هذه الطريقة تكمن في دقة تحديد أماكن الخلل واستخدام الإبر في المكان اللازم بشكل مدروس وحسب حاجة كل جسم إليها”. أما الغاية من ذلك فتكمن في تنشيط الخلايا العصبية المعطوبة التي تكون بحالة سكون وإعادتها إلى عملها الطبيعي. ومن المعروف أن عطب هذه الخلايا يؤدي إلى انقطاعات في تواصل الجهاز العصبي المركزي مع العصب الودي بشكل يضعف مناعة الجسم ومقاومته للأمراض والمؤثرات الخارجية.

ومع إصلاح العطب يعود الجهاز العصبي المركزي إلى العمل بشكل طبيعي وينتهي انقطاع تواصله مع العصب الودي، يروي الطبيب فهد مضيفا: “وبفضل هذا التواصل يتمكن الجهاز من توقيف عمل الاضطرابات الجينية وتعزيز مناعة الجسم والتغلب ليس على أمراض الحساسية والربو فحسب، بل أيضا على أمراض أخرى مثل لالتهاب العضلي الليفي”. وهو الأمر الذي يؤكد عليه مرضى سبق أن تعالجوا على يد الطبيب السوري الأصل الذي درس في ألمانيا واكتسب خيرة طويلة فيها قبل أن ينتقل إلى مدريد للعمل والعيش هناك.

مرضى يتحدثون عن شفائهم

وفي هذا السياق تروي المريضة السابقة “نهلة س.”، وهي في سن السادسة والعشرين من عمرها، أن الدكتور فهد قسيس عالجها للمرة الأولى قبل خمس سنوات من آلام العضلات الليفي، غير أن الألم عاد مؤخرا، ولكن بشكل خفيف. وبعد جلستي معالجة جديدة اختفت الأعراض والآلام حتى الآن. وتذكر المريضة “فاطمة ج.”، وعمرها 55 سنة، أنها عانت من الألم العضلي الليفي منذ سبع سنوات. وبعد ست جلسات معالجة قبل تسعة أشهر شفيت من المرض، غير أنها عادت مؤخرا بسبب آلام خفيفة شفيت منها بعد ثلاث جلسات معالجة.

وعن احتمال تكرار عودة الآلام مجددا بعد كل معالجة يقول الدكتور فهد قسيس على ضوء خبرته أن نسبة ضئيلة جدا من المرضى يحتاج إلى تكرار المعالجة مرة أو أكثر لأن مدى تجاوب الأجسام يختلف من مريض لآخر. وعن علاقة الحساسية والربو بأعراض آلام العضلات الليفي يقول قسيس إن “أمراضا مثل الربو لا تسبب هذه الأعراض بل توقظها بشكل مفاجئ بسبب خلل قد يكون وراثيا وكامنا في الجينات. وغالبا ما يحدث ذلك على غرار ظهور الربو والحساسية وأمراض نقص المناعة التي يسببها ضغط العمل والتوترات النفسية بشكل رئيسي”.

أسباب متلازمة الألم العضلي الليفي

وتُعد متلازمة الألم العضلي الليفي/ فيبروميالجيا من الأمراض التي تنتشر في صفوف البالغين بنسب تتراوح بين 2 إلى 6 بالمائة. ومن أبرز أعراضها الشعور بالألم بمجرد لمس مناطق الإصابة ولو بالإصبع كما يذكر قسيس، إضافة إلى الإرهاق والوهن واضطراب في النوم. وتسبب هذه المتلازمة التي تعاني منها النساء أكثر من الرجال، تقلصات في العضلات وأورام في مفاصل اليدين والأرجل وتنميل في أطراف المريض الذي يردد العبارة المشهورة في وصف حالته بالقول: “كل جسمي يؤلمني”.

ومن الأسباب الموقظة لمتلازمة الألم العضلي الليفي: “الإصابة بفيروسات معينة أو حادث سير قوي أو الذئبة الحمامية”، يقول الدكتور قسيس مضيفا أن “هناك أيضا أسبابا أخرى مثل ضغط العمل والضغوط النفسية المتعددة. والسؤال المهم هل يمكن أن يعود المرض بعد المعالجة؟ الجواب طبعا ممكن في حالة تعرض المريض مرة أخرى للعوامل المذكورة التي أوقظت المرض من قبل وأخص بالذكر منها السترس (التوتر). وعند ذلك يُعاد العلاج مرة أخرى ولكن بجلسات أقل”.

المصدر: دويتشه فيله

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها