ما سر حفاظ ليفاندوفسكي على تألقه ؟

عوّض البولندي روبرت ليفاندوفسكي، هداف بايرن ميونيخ الألماني، خسارته جائزة الكرة الذهبية لمصلحة الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم باريس سان جرمان الفرنسي الحالي وبرشلونة السابق باحتفاظه بجائزة أفضل لاعب في العالم للعام الثاني توالياً في حفل “الأفضل” لعام 2021. وتُوّج المهاجم البولندي، البالغ 33 عامًا، بالجائزة الفردية للمرة الثانية بعد عام 2020، في نهاية عام مزدهر على المستوى الشخصي بالنسبة لـ “ليفا”.

وسجل ليفاندوفسكي قبل يومين من اعلان فوزه بجائزة أفضل لاعب للعام الثاني توالياً، ثلاثية في مرمى كولن، رافعاً رصيده الاجمالي في الدوري الالماني إلى 300 هدف، في المركز الثاني في ترتيب أفضل الهدافين خلف غيرد مولر (365 هدفاً).

ويبدو أن “الآلة”، كما يحب رفاقه أن يطلقوا عليه في النادي البافاري، يتطور مع تقدمه في السن، حيث حقق أفضل نتائج في مسيرته في الموسم الحالي مع 39 هدفاً في 33 مباراة في مختلف القمصان: 34 هدفاً في 27 مباراة مع بايرن و5 أهداف في 6 مباريات مع منتخب بلاده. لكن سر نجاح ليفاندوفسكي وحفاظه على تألقه وحتى في سن 33 عاماً، لا يكمن فقط بسبب مهاراته وخبرته الكروية الكبيرة، بل يبدو أن هناك أسباب أخرى.

ذكر موقع “شبورت بوزر” الألماني الرياضي، أن هناك خمسة عوامل تشكل الأساس لنجاح ليفاندوفسكي: وهي اللياقة البدنية، والتجديد، والتغذية، والنوم، والقوة العقلية. ووراء هذه الركائز تقف زوجته ورفيقة عمره آنا ليفاندوفسكا.

وغالباً ما يقوم المهاجم بالتمارين الرياضية وهو في منزله مع زوجته آنا، التي كانت لاعبة كاراتيه ناجحة سابقاً. كما أنها تعتني برعاية زوجها وتغذيته خارج النادي. لا عجب، لأنها كتبت ثمانية كتب عن الرياضة والنظام الغذائي الصحيح وتدير تطبيقاً للياقة البدنية مع نصائح حول التغذية. وأهم ما يتضمن برنامجها الغذائي الرياضي: لا غلوتين ولا لاكتوز ولا منتجات حليب أبقار ولا دقيق قمح ولا شيء مقلي.

بدلا من ذلك، الكثير من الخضار والخضروات النيئة والأرز والمعكرونة الخالية من الغلوتين والأسماك والقليل من اللحوم. تقول آنا: “لمعرفة ما يحتاجه روبرت، نقوم بفحص دمه بانتظام”. وهذا يحدد الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها أيضاً.

وتضيف آنا، “من المهم أيضاً أن يكون المرء بطيئاً” في تناول الطعام، و”هذا ليس سهلاً على أي منا”. بالإضافة إلى اتباع هذه القاعدة الغريبة: الحلوى أولا! فهي أفضل للهضم وبالتالي أفضل للجسم، حسب موقع “شبورت بوزر” الألماني.

جودة النوم أيضاً مهمة، بالإضافة إلى مدة النوم الكافية، وهي ضرورية للاسترخاء والتجديد. من المهم ألا يوجد ضوء أزرق في الغرفة، ووجود تهوية مناسبة (بما في ذلك زيت اللافندر على الوسائد)، نظارات نوم خاص، مراتب مريحة ونظام غذائي مصمم لمرحلة راحة الجسم قبل النوم.

هل هناك مجال للصدف في حياة ليفاندوفسكي؟ الجواب لا. فكل شيء مخطط له، وهناك بالمقابل الانضباط والاستعداد للتعلم والمثابرة والطموح.

يقول المثل “وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة”. هذا هو الحال عادة مع روبرت ليفاندوفسكي من ناحيتين. آنا ليفاندوفسكا يمكنها حقاً إنجاز الأمور بأدق وجه. وبعد اعتزالها من الاحتراف الرياضي عام 2014، وكانت قد فازت بما مجموعه 38 ميدالية كمحترفة كاراتيه في العالم وحصدت بطولات أوروبية وبولندية، تصف آنا نفسها بـ “المقاتلة”. قالت اللاعبة البالغ من العمر 33 عاماً لمجلة “SZ-Magazine”: “الكاراتيه جعلتني أكثر ثقة بنفسي. لقد علمتني الرياضة وجعلتني قوية”.

خلال مسيرتها الرياضية في الكاراتيه، درست آنا التربية البدنية في أكاديمية التربية البدنية في وارسو، وبعد ذلك تدربت كأخصائية تغذية. في غضون ذلك، أصبحت آنا نجمة في بولندا، كما زوجها روبرت. وتملك أكثر من ثلاثة ملايين متابع على إنستغرام.

صنعت آنا اسماً لنفسها كمؤلفة لكتب عن اللياقة البدنية والتغذية وكمدونة. وتقدم المشورة أيضًا للرياضيين الآخرين، ومعظمهم من لاعبي كرة القدم، بالإضافة إلى تقديم المشورة لزوجها. وهذا جزء واحد من مجموعة أعمالها الكبيرة في شركاتهم الست، والتي توظف حوالي 120 شخصاً.

وتعمل أيضاً في خط مستحضرات التجميل، كما أنها تدير سلسلة القهوة الخاصة بها “Healthy Store by Ann” بالإضافة إلى منتجات “Foods by Ann” الغذائية، التي تضم على سبيل المثال شرائح الطاقة والعصائر والحساء. وتحضر غذاء روبرت أثناء حصصه التدريبية في بايرن ميونيخ.

وتقول آنا: “أنا بحاجة إلى تحديات”. بصفتها زوجة وأم لطفلين (تزوج الاثنان في يونيو 2013)، فهي تتمتع أيضًا بحياة خاصة مليئة بالتحديات. وتقابل الزوجان عام 2007 في رحلة طلابية في بولندا. يقول روبرت: “كانت آنا ضمن مجموعة من الفتيات. جذبني شعرها الأشقر على الفور”.

وقالت آنا:” عندما قابلت روبرت، كان لدي بعض الأحكام الأولية ضده”.

اليوم آنا امرأة قوية. ليس فقط لأنها واحدة من أنجح عشر سيدات أعمال في بولندا، ولكن كما تؤكد هي نفسها: “أنا لست زوجته فحسب، ولكن أيضاً أفضل صديقة له ورياضية، تعرف ما يدور في ذهنه”.

من الخطط المستقبلية يريدان بعد انتهاء مسيرة ليفاندوفسكي الرياضية، إدارة “أكاديمية صحية” معاً.

هل سئم ليفاندوفسكي بعد كل ألقابه وأهدافه؟ تقول آنا: “إنه يريد المزيد. هذا هو الحال أساساً. وفقًا للشعار: اليوم أنا سعيد، لكن غداً سأعود إلى العمل”، نقلا عن موقع “شبورت بوزر” الألماني.

يستمر عقد ليفاندوفسكي مع بايرن حتى عام 2023. ويود الفريق البافاري تمديد العقد لمدة عامين آخرين، عندها سيكون عمره 36 عاماً. (AFP)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها