وسائل إعلام تركية عن عمال سوريين : من امتعض من قدومنا إلى تركيا يطلب منا اليوم العمل لديه لأننا نرضى بالأجور القليلة

تحدث شاب سوري عن معاناة كثير من أقرانه في تركيا، بسبب العمل بأجور زهيدة، وعدم حصولهم على بطاقات هوية، تسهل حياتهم في تركيا.

وقالت وسائل إعلام تركية، بحسب ما ترجم عكس السير، نقلاً عن الشاب أحمد، البالغ من العمر 21 عاماً، إن الإتراك عندما لا يتمكنون من العثور على عمال بأجور زهيدة، يتصلون بالسوريين ويقولون لهم صراحة، إنه لا يوجد عامل تركي يرضى بالعمل الموكل إليه مقابل هذه الأجور الزهيدة، وعندما يحتاجون إلى العمالة، يعطوننا ما مقداره 100 ليرة تركية لعمل لا يرضى به التركي بأقل من 300 ليرة تركية.

وأضاف أحمد: “أكافح لتحقيق الشروط للحصول على بطاقة هوية، لأصبح مواطنًا تركيًا، فالهوية مطلوبة لكل شيء، للعمل، للمستشفى، لتقديم شكوى، في حالة عدم وجود بطاقة هوية، يكون هناك تسرب، وهو ما يمثل مشكلة بالنسبة لي ولجميع السوريين”.

وقال إن وظيفته الأساسية هي اللافتات الإعلانية، وهو لا يعمل بمهنته، لأنها لا تغطي نفقاته الأساسية، لذلك فهو يعمل الآن بجمع الخردة والورق والبلاستيك، وأشار إلى أنه إذا جمع الكثير، فإن الأموال التي يكسبها يوميًا تبدو جيدة، حيث يمكنه كسب 500-600 ليرة.

وأضاف أنه وأشقاءه يعملون بجمع الخردة والبلاستيك من الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 5 مساءً، وكان لديهم 4 عربات لجمع الخردة، ولكن سُرقت إحداها، وما زالوا بحاجة إلى عربة إضافية، لا يستطيعون شراءها بسبب الظروف المادية.

وقال: “في بعض الأحيان نتناوب بالعمل فيما بيننا كأشقاء، هناك وظائف أخرى مريحة، ولكن لا يوجد مقابل مادي جيد، وعندما نعمل مع الآخرين، لا يعطوننا المقابل المادي كاملاً، فبعد انتهاء الشهر يعطوننا جزءاً من الأجر، ويؤجلوننا بباقي الأجر.

“لذلك نبقى مع مع من نعمل معه، مع العلم أن المردود قليل، وكان لي حساب عند أحدهم وهو 2000 ليرة، ذهبت وطالبته، فقال: “الباقي لاحقًا”، لكن بعد ذلك سمعت أن الرجل سافر وعاد إلى بلده، وبقي حسابي عنده، الجميع يطلبوننا من أجل العمل، ولكن المقابل المادي قليل، ولا يعطوننا راتباً كاملاً نهاية الشهر”.

وتابع الحديث: “جئت من سوريا عندما كان عمري 14 عامًا، ومكثت هنا لمدة 6 سنوات”، واجهت وقتًا عصيبًا عندما جئت لأول مرة هرباً من تنظيم داعش، وقررت العمل هنا، حاولت أن أفعل كل شيء، ظللت أغير الوظائف وأبحث عن عمل يجلب لي الدخل الوفير، ولكن إلى الآن لم أحصل على ذلك”.

“جئت إلى تركيا للعمل، كنت بحاجة ماسة لكسب المال من أجل إرساله إلى عائلتي، اضطررت لعدم استئجار بيت للسكن، وعدم شراء الكثير من الأكل، وذلك لكي أوفر المال الذي سأرسله إلى عائلتي، ربما كنت سألتحق بالمدرسة لولا الحرب، لكن الجميع تركوا الدراسة بسبب الحرب الدائرة والمستمرة بسوريا”.

بداية كان الشعب التركي سيئًا للغاية تجاهنا، قالوا لنا: لماذا أتيتم، لماذا أنتم هنا، اذهبوا وحاربوا في بلدكم، وعندما احتاجوا إلى عمال، بدؤوا بإعطائي 100 ليرة تركية لعمل من شأنه أن يحصل لك 300 ليرة تركية”.

عندما لا يتمكن الأتراك من العثور على عمال بأجور رخيصة، يتصلون بنا ويقولون بصراحة إنه لا يوجد تركي يعمل مقابل هذه الأجر، أنا هنا منذ سنوات وأكسب رزقي هنا. الآن لدي أصدقاء أتراك، الجميع يعرفني، وإذا ذهبت إلى سوريا الآن، فلن أعرف أحداً، لكن هنا أعرف الجميع”.

ويصف أحمد البيئة التي يعيشون فيها، قائلاً إنهم لم يتمكنوا من استئجار بيت جيد، وقال: “نحن نعيش في منزل مكون من غرفتين مقابل إيجار شهري 250 ليرة، لكن لا أحد يبقى في المنزل، هناك غرفتان ومرحاض، تتدفق المياه في كل مكان، والنوافذ مكسورة والقطط تدخل إلى البيت باستمرار”.

“نحاول أن نتدفأ بموقد كهربائي، لذا فالفاتورة تكون باهظة، لا أحد يرضى أن يؤجرنا بيته، إما بحجة أننا سوريون أو لأننا أشقاء وغير متزوجين، نغادر في الصباح ونعود إلى المنزل في المساء”.

وتابع أحمد: “سقطت القنابل على منزلنا بسوريا 3-4 مرات، حيث فقدت أربعة من أصابع يدي اليسرى، وفقدت جدي في تفجير آخر، كان داعش يقصف منازلنا، وفي كل مرة نضطر لإعادة ترميم المنزل من الداخل، ونتابع حياتنا بخوف وقلق”.

وقال: “يذهب والدي إلى مناطق النظام، فهو مهندس زراعي وموظف لدى الدولة، لكن الراتب الذي يحصل عليه لا يغطي مصروف العائلة في الوقت الحالي، كان منزلنا من السكن العمالي، وكان لدينا أيضًا محل بقالة، وهو أيضًا ملك الدولة، ولكن عندما جاء تنظيم داعش استولى عليها، وقال إن كل ما يخص الدولة ملكه”.

وبينما كان اللاجئون يجدون صعوبة في الحصول على إجازة، في ظل هذه الظروف، كان أحمد يقضي إجازته على طريقته الخاصة، ذهب أحمد إلى إسطنبول خلال العطلة الصيفية، وذهب إلى البحر في إمينونو”.

كان أصدقاؤه خائفين لأنهم لا يملكون بطاقات هوية (كيمليك)، لكن الأمر كان محسوماً بالنسبة لأحمد، فلم يستطع منع نفسه من دخول البحر عندما رأى البحر، ويقول أحمد: “أريد فقط هوية لأعيش هنا، وأفتح محل بقالة”.

“عندما تكون لديك هويتك، يمكنك فعل أي شيء، أما بدون بطاقة هوية، نخشى أن تقبض علينا الشرطة وترحلنا إلى سوريا، وعندما أقابل الشرطة، أكذب عليهم، وأقول: لقد أتيت منذ شهر أو شهرين، ولم أحصل على بطاقة هوية بعد، أذهب إلى إسطنبول للحصول على بطاقة الهوية، ويقولون دائمًا اذهب الآن، وارجع بعد مدة”.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها