قد يهدد صحتك في حالات معينة .. أضرار الصيام المتقطع التي قد تغفل عنها

على مدى السنوات العديدة الماضية، أصبحت حميات الصوم عن الطعام بشكل متقطع تحظى بشعبية متزايدة، بسبب ما يُشاع حولها من قدرة على تحسين الصحة العامة والتحكُّم في الوزن ومنع السمنة. ومع ذلك، قد يغفل كثير من الناس عن أضرار الصيام المتقطع التي قد تفسد عليك ما تجنيه، بل حتى قد تضر أكثر مما تنفع.

الذي يجعل هذا النمط شائعاً يكمُن في أنه من الأسهل تقييد السعرات الحرارية بحدة لبضعة أيام في الأسبوع أو قصر تناول الطعام على “نافذة طعام” قصيرة كل يوم، بدلاً من خفض السعرات الحرارية إجمالاً في كل وجبة، وعلى مدار اليوم، وهي الأريحية التي تجعل هذا النظام أكثر شيوعاً ورواجاً ضمن برامج الحِميات الصحية وتنظيم الطعام.

تأثير الصيام المتقطع على الجسم

يدَّعي المؤيدون للصيام المتقطع أن فترات الامتناع الطويلة تلك عن تناول الطعام، والتي تتجاوز مجرد الوقت المعتاد بين الوجبات، تعزز التعافي الخلوي للجسم، أو ما يُعرف بتعافي الخلايا، كما تحسِّن حساسية الأنسولين، وتزيد من مستويات هرمون النمو البشري، علاوة على فوائد تعزز طول العمر والحماية من الأمراض.

ومع ذلك، هناك عدد لا بأس به من التبعات الصحية الخطيرة على الصحة والجسم، التي قد لا يراعيها المتحمسون لهذا البرنامج.

لكن قبل موازنة الآثار الجانبية للصيام المتقطع، من المهم معرفة أن هناك عدة أشكال من الصيام المتقطع، ولا يزال الدليل على فعاليتها وسلامتها على المدى الطويل غير معروف، ويحتاج لمزيد من الأبحاث.

بعض تلك البرامج قد تسبب آثاراً جانبية أكثر من غيرها، ولكن بشكل عام، من المهم مناقشة الآثار الجانبية للصيام المتقطع مع أخصائي طبي قبل اختيار خطة تناسب نمط حياتك.

فيما يلي نستعرض أضرار الصيام المتقطع الأكثر شيوعاً، والتي يجب مراعاتها جيداً قبل الإقدام على تغيير نظامك الغذائي بشكل كامل.

1- قد يسبب الشعور بالصداع والإعياء

اعتماداً على طول فترة الصيام، قد يعاني الناس الذين يتبعون نظام الصيام المتقطع، من الصداع والخمول والإعياء والتشوُّش والإمساك.

لتقليل بعض هذه الآثار الجانبية غير المرغوب فيها، قد ترغب في اتباع نظام الصيام الدوري أو خطة الأكل المقيدة بوقت، والتي تسمح لك بتناول الطعام كل يوم خلال فترة زمنية معينة.

2- قد يسبب لك النهم في تناول الطعام

هناك دافع بيولوجي قوي للإفراط في تناول الطعام بعد فترات الصيام أو الامتناع عن الأكل، لأن هرمونات الشهية ومركز الجوع في دماغك سيبدآن في التواصل بسرعة بين بعضهما، وسيتفاعلان بشكل مفرط عن المعتاد عندما تُحرم من الطعام.

وقد وجدت دراسة أجريت عام 2018، ونشرها موقع Harvard Health للدراسات العلمية والطب، أن اثنين من الآثار الشائعة للنظم الغذائية المقيدة بالسعرات الحرارية، وهما تباطؤ التمثيل الغذائي وزيادة الشهية، يتكرران بشكل أكبر عندما يبدأ الشخص صياماً متقطعاً عن الطعام، كما يحدث الأمر أيضاً عندما يقطعون السعرات الحرارية على مدار اليوم.

وفي دراسات عن تناول الطعام المقيَّد بالوقت، وجدت العديد من الأدلة على أنَّ تناول الطعام الذي لا يتوافق مع إيقاع الساعة البيولوجية للشخص (النمط اليومي الطبيعي لجسمك) قد يؤدي إلى مشاكل في التمثيل الغذائي.

3- من أضرار الصيام المتقطع فقدان الوزن الحاد

رغم أن الصيام المتقطع يُعد نمطاً صحياً، فإن هناك أدلة محدودة على فوائده أو مدى تأثير الصيام على كبار السن بشكل خاص.

وبالتالي فإن الصيام المتقطع قد يكون محفوفاً بالمخاطر في بعض الحالات بالنسبة لتلك الفئات العمرية. وتقول أخصائية التغذية الأمريكية كاثي مكمانوس، إن صيام المتقدمين في السن بشكل متقطع عن الطعام سيضاعف القلق من فقدان الوزن لدى الكبار بشكل قد يؤثر على عظامهم، وجهاز المناعة بشكل عام، ومستوى الطاقة.

4- قد يكون الأمر خطيراً عند تناول بعض الأدوية

إذا كنت ترغب في تجربة الصيام المتقطع، فتأكَّد من مناقشة الأمر مع طبيبك أولاً.

يقول إريك ريم، أستاذ علم الأوبئة والتغذية بجامعة هارفارد، إنَّ تخطي الوجبات والحد من السعرات الحرارية قد يمثل خطورة على الأشخاص الذين يعانون من حالات محددة، مثل مرض السكري.

كذلك قد يكون بعض الأشخاص الذين يتناولون أدوية لضغط الدم أو أمراض القلب، أكثر عُرضة لاختلال توازن الصوديوم والبوتاسيوم والمعادن الأخرى، خلال فترات الصيام الأطول من المعتاد.

5- أضرار الصيام المتقطع الأخرى:

الأشخاص الذين يتبعون نظام الصيام المتقطع عادةً ما يعانون من الجفاف بشكل شائع، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن أجسامهم لا تحصل على أي سوائل من الطعام.

على هذا النحو، فمن المستحسن أن يستهلك المسلمون خلال شهر رمضان كثيراً من الماء قبل فترات الصيام. كما يجب على الأفراد الآخرين الذين يتبعون حِمية الصيام التأكد من حصولهم على الماء بشكل صحيح خلال فترات الصيام والامتناع عن الأكل.

كذلك إذا كنت معتاداً على تناول الإفطار والغداء والعشاء والوجبات الخفيفة بينهما، يمكن أن تشكل فترات الصيام تحدياً كبيراً، بحسب موقع Medical News Today للمعلومات الطبية والصحة.

على هذا النحو، يمكن أن يزيد الصيام من مستويات التوتر لديك ويعطل قدرتك على النوم بسبب الجوع. كما يمكن أن يؤدي الجفاف أو الجوع أو قلة النوم في أثناء فترة الصيام أيضاً إلى الإصابة بالصداع والإعياء الشديد.

يمكن أن يسبب الصيام أيضاً حرقة في المعدة، إذ يؤدي نقص الغذاء إلى انخفاض حمض المعدة الذي يهضم الطعام ويدمر البكتيريا. لكن شم الطعام أو حتى التفكير فيه في أثناء فترات الصيام يمكن أن يحفز الدماغ على إخبار المعدة بإنتاج مزيد من الأحماض، مما يؤدي إلى حرقة المعدة واضطرابات الهضم.

وبشكل عام، لا يزال يُعتقد أن الصيام المتقطع لا يحقق النتائج المرجوة في إدارة وإنقاص الوزن على المدى البعيد مثل برامج الحميات المتخصصة الأخرى.

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها