نقص حاد في الأطباء في فرنسا و أوروبا تكافح لسد العجز في عدد العاملين بالقطاع الصحي

تستمر أزمة نقص الأطباء في أوروبا خاصة في المناطق الريفية، التي تعجز بعض مراكزها الطبية عن تعيين أطباء جدد بدلًا من أولئك الذين تقاعدوا. وكذلك تشهد دولًا أوروبية عديدة نقصًا حادًا في العاملين بالقطاع الطبي.

يعيش 30 بالمائة من سكان فرنسا في مناطق تفتقر إلى الخدمات الطبية. يقول عالم الجغرافيا الصحية والباحث غيوم تشيفيلارد إن هذا الأمر جعل ما يقرب من 7 ملايين شخص في البلاد لا يملكون طبيبًا عامًا.

عدد الأطباء العامّون المتقاعدون في فرنسا أكبر من عدد الأطباء الجدد الذين يقومون بالإعداد لممارسة المهنة. حيث انخفض عدد الأطباء العامين بالفعل 5.6 بالمائة بين عامي 2012 و2021. الأمر الذي يمثل تحديًا ستواجهه الدولة في العقد القادم.

وعلى الرغم من أن الحكومة ألغت مؤخرًا سقف العدد الذي كان محددا لقبول الطلبة في الكليات الطبية، إلا أن هذا الحل لن يعيد بناء القوى العاملة بالسرعة الكافية.

كانت كليات وجامعات الطب في فرنسا تقبل كل عام حوالي 8600 مقعدًا حتى عام 1972، لكن انخفض العدد بعد عشرين عامًا إلى أدنى مستوى له عند 3500 في عام 1993 قبل أن يشهد ارتفاعًا بطيئًا حتى ألغي سقف المقاعد في عام 2020.

ومع ذلك، كان نصيب الفرد من الأطباء في فرنسا في عام 2021 أقل مما كان عليه في عام 2012، حيث انخفض إلى 318 طبيبًا من 325 طبيبًا لكل 100.000 شخص.

وفقًا للأرقام، فإن هناك أكثر من 44 في المائة من الأطباء في فرنسا تبلغ أعمارهم أكثر من 55 عامًا.

هذا النقص الهائل جعل الرئيس إيمانويل ماكرون يقترح الشهر الماضي بقاء الأطباء المتقاعدين في الخدمة، وتشجيعهم على ذلك بإلغاء الإشتراكات التي يدفعونها عادة. حوالي 10 في المائة من الأطباء في فرنسا يعملون بعد سن التقاعد.

لا يقتصر النقص في طواقم الرعاية الصحية على الأطباء – ولا على فرنسا وحدها. وفق الأرقام، فأن عدد الوظائف التي يحتاجها هذا القطاع يبلغ 2 مليون وظيفة.

بعد مرور أكثر من عامين على انتشار جائحة كورونا التي أثرت على هذا القطاع بشكل كبير وملموس، تحاول الحكومات ورؤساء المؤسسات والمراكز الصحية في أوروبا تدارك الموقف وإعادة بناء القوة العاملة واستقطابها.

في اليونان مثلا، دُقَ ناقوس الخطر بعد البطء الكبير في حالات الطوارئ بسبب نقص الموظفين. فيما يوجد نقص كبير في إنجلترا يصل إلى عشرات الآلاف من الممرضات، فيما تعتبر هذه المهنة على رأس قائمة المهن المطلوبة في فنلندا. أما في البرتغال فأقسام الولادة تكافح للبقاء مفتوحة بسبب نقص الأطباء.

ترك الكثير من الذين يعملون في القطاع الصحي المهنة، واتجهوا لمهن أخرى، أحد أسباب هذا الأمر هي أزمة كوفيد19 والآثار التي تركتها، ومنها الإرهاق الكبير الذي سببته للعاملين. وهذا الواقع، قلل بالفعل من العمر الوظيفي للأطباء والعاملين بالقطاع الصحي.

أثارت أزمة التوظيف في فرنسا السؤال الخلافي حول ما إذا كان ينبغي توجيه الأطباء للعمل في ما يُعرف ب”الصحاري الطبية” والمقصود بها العمل في الأرياف والقرى والبلدات البعيدة التي تفتقر إلى هذه الخدمة الأساسية. عن طريق الحد من إرسالهم إلى مناطق أقل معاناة من هذه المشكلة، إذ أن مثل هذه الإجراءات مطبقة بالفعل على مهنيي الرعاية الصحية الآخرين، مثل الممرضات والقابلات وأخصائيي العلاج الطبيعي. وقد قوبلت خطة الحكومة إضافة عام رابع من التدريب للأطباء الجدد على أن تكون في “الصحارى الطبية”، باحتجاجات وإضرابات واسعة النطاق. (Euronews)

تابعوا أبرز و أحدث أخبار ألمانيا أولاً بأول عبر صفحة : أخبار ألمانيا News aus Deutschland

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها