صحيفة ألمانية : كيف يفكر الألمان ؟ سوري يوضح أسرار الثقافة الألمانية

 

كان بدء حياة محمد عوده في ألمانيا صعبًا، لكنه الآن يساعد القادمين الجدد على إيجاد بداية أسهل، ويشاركهم بعض ما أحبه في هذه البلاد.

بداية يومه هنا تتسم بالنشاط المبكر، حيث يقول محمد ضاحكًا إن الاستيقاظ المبكر يبدو وسيلة للوصول إلى قلوب سكان باد فالدسي. محمد، القادم من عنابك قرب الحدود اللبنانية، يعترف أنه يحب هذه العادة رغم اختلافها عن الحياة في سوريا، حيث يبدأ النشاط هناك بعد شروق الشمس.

فرَّ محمد عبر البحر المتوسط في 2015، وكانت رحلة محفوفة بالمخاطر، خاصةً وأنه لم يكن يعرف السباحة. استقر في نهاية المطاف في باد فالدسي، ووجد فيها “الراحة والهدوء”. كانت حياته الجديدة تبدأ في صالة النوم المشتركة، إلا أنه وجد متنفسًا على ضفاف البحيرة ليستعيد بعض السكينة الداخلية.

اليوم، بعد قرابة عشر سنوات، يتحدث محمد الألمانية بطلاقة ويعمل كمهندس مدني في مجاله. يُعرِّف الاندماج عنده بأنه الاحتفاظ بهويته الثقافية، وليس التخلي عنها. بالنسبة له، كانت العقبات الأولية تشمل تعقيدات البيروقراطية وفهم ثقافة الألمان، مثل أهمية التواصل البصري المباشر، والتي تختلف عن العادات السورية.

بجانب صعوبات الاندماج، عانى محمد من حادثة كراهية واحدة، دفعته لتغيير اسمه إلى “ميلاد” للتخفيف من الأحكام المسبقة المرتبطة باسمه الأصلي. أما في الحياة اليومية، فقد كوّن صداقات مع الألمان والأجانب، ويستمتع حتى برياضة السباحة في الجليد رغم أنه لم يكن يجيد السباحة سابقًا.

رغم أنه يشهد أحيانًا سلبية في الآراء تجاه المهاجرين، إلا أنه يوضح أن معظم القادمين يريدون العمل، لكنهم غالبًا ما يُتركون بلا دعم كافٍ. يدعو محمد، الذي أصبح وسيطًا بين الثقافات، إلى فهم أعمق للقادمين من بيئات الحرب، ويؤكد على أهمية اتخاذ خطوات صغيرة لبناء الثقة.

بالنهاية، يسعى محمد لبناء جسر بين الثقافة الألمانية والعربية، آملًا أن يُقدم الآخرون على عبوره من الجهتين.

* شفيبشه تسايتونغ الألمانية[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها