طاجيك و إيغور و ألبان .. مقاتلون أجانب يحصلون على مناصب في الجيش السوري و يثيرون القلق في بلدانهم
تحدث موقع راديو أوروبا الحرة، بنسخته الروسية، أول أمس واليوم، عن التعيينات الأجنبية التي قام بها “قادة سوريا الجدد” في الجيش السوري، وسلط الضوء على اثنين منهما.
الأول هو سيف الدين طاجيبوف (العقيد سيف الدين مأمور محمد تاجيلي)، وهو مواطن من طاجكستان، وقد تسلم منصباً قيادياً في الجيش السوري بحسب ما نقل الموقع عن مدونين طاجيك منتمين لهيئة تحرير الشام.
ونقل الموقع أيضاً عن مصدر في الأمن الطاجيكي قوله إن السلطات على علم بالمستجدات المتعلقة بطاجيبوف، وأضاف أن الأخير وشقيقه موجودان في سوريا منذ العام 2013، وقد شاركا في المعارك هناك وقاموا بتجنيد مواطنين طاجيك آخرين، لذلك فإن قضية سترفع بحقه الآن.
ويمكن العثور على اسم طاجيبوف في موقع البنك المركزي الطاجيكي، ضمن لائحة المتهمين بصلتهم بالإر@$هاب والذين يحظر إجراء أية معاملات نقدية معهم، وسبق لوسائل إعلام طاجيكية حكومية أن تحدثت أكثر من مرة عن دوره في تجنيد الطاجيك للمشاركة في النزاعات المسلحة خارج البلاد.
وقبل مغادرته إلى سوريا، كان طاجيبوف (41 عاماً) عضواً في حزب النهضة الإسلامي المحظور، ورئيساً لفرع الحزب في منطقة سبيتامين، مسقط رأسه، لفترة قصيرة، وهو مطلوب في بلده الآن بتهمة العمل كمرتزق والمشاركة في صراعات مسلحة خارجية، والانتماء لمنظمات إرهابية وتجنيد الأشخاص لصالحها.
وقالت السلطات الطاجيكية إنه في الفترة بين 2013 و17، ذهب أكثر من 2000 مواطن طاجيكي للقتال في سوريا والعراق، معظمهم لصالح تنظيم دا@$عش، في حين تمركز المنتمون منهم إلى هيئة تحرير الشام في إدلب، ويقدر عدد الطاجيك في إدلب -بحسب السلطات ذاتها- بـ 400 شخص.
الاسم الآخر الذي تحدث عنه الموقع هو المقدوني عبدول صمريز يشاري، يبلغ من العمر 48 عاماً ويعرف باسم “أبو قتادة الألباني” ويتزعم مجموعة “سيماتي ألبان” ذات الغالبية الألبانية، المرتبطة بهيئة تحرير الشام، وهي مصنفة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا على أنها جماعة إرهابية، ويشاري نفسه موضوع على قوائم الإرهاب الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية عام 2016.
وأضاف الموقع أن السلطات في بلدان هؤلاء المسلحين تعتبرهم بمثابة تهديدات محتملة للاستقرار والأمن القومي، ونقل عن مصدر أمني طاجيكي قوله بعد انتشار مقطع مصور الشهر الماضي لمقاتلين طاجيك في سوريا، إن السلطات كانت قلقة ومتوترة بعد مشاهدة مشاركة مواطنيها في حروب خارجية “قد يعودون إلى طاجيكستان يوماً ما ويحاولون التسبب بمشاكل خطيرة.. إنهم أشبه بقنبلة موقوتة”.
وقال الكاتب والباحث السياسي آرون زيلين، مؤلف كتاب “عصر الجهاد السياسي.. دراسة لهيئة تحرير الشام” للموقع، إن تعيين هؤلاء الأجانب في مناصب عليا في الجيش السوري “لا يعني أن حكام سوريا الجدد، بقيادة أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم أبو محمد الجولاني، لديهم أي خطط للاستيلاء على أراضٍ خارج سوريا، هذا توجه من الجولاني والهيئة لضمان انصياع هؤلاء لأوامر الدولة السورية بعد أن انتهت الحرب بشكل أو بآخر، وبالتالي لا عمل حر (فريلانس) بعد الآن، يحاول الجولاني دمجهم وجعلهم سوريين (…) هذا ما يبدو عليه الأمر على الأقل”.