ألمانيا : أرقام تكشف فشلا لافتا في الترحيل إلى دول الاتحاد الأوروبي

 

استقبال ألمانيا للاجئين والمهاجرين يعتبر ملفتاً مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي حسبما يرى مراقبون. لكن عندما تطلب ألمانيا من دول أخرى إعادة استقبال المهاجرين المسؤولة عنهم فلا يتم استقبالهم، حسب أرقام صادرة عن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.

الدولة الأولى التي يدخل إليها المهاجر هي المسؤولة عنه هذا ما تنص عليه اتفاقية دبلن. لكن أرقام جديدة صادرة عن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين تكشف تجاهل هذا النظام الأوروبي على حساب ألمانيا، وفقا لموقع بيلد الألماني.

في عام 2024، قدمت ألمانيا 12.841 طلبًا لإعادة استقبال مهاجرين مسجلين في إيطاليا. قبلت إيطاليا 10.402 طلبًا، مما يعني اعترافها بأنها مسؤولة عن هؤلاء المهاجرين. ومع ذلك، تم ترحيل ثلاثة مهاجرين فقط فعليًا من ألمانيا إلى إيطاليا. ما يعني أن إيطاليا استقبلت 0.0288% من المهاجرين الذين اعترفت بمسؤوليتها عنهم.

حتى الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي، التي يأتي منها معظم اللاجئين والمهاجرين إلى ألمانيا، قليلا ما تستعيد مهاجرين من ألمانيا، رغم أنها مسؤولة عنهم. مثلاً تم ترحيل 22 مهاجرًا فقط إلى اليونان، و290 إلى بلغاريا. أما كرواتيا فقد استقبلت 533 مهاجرًا، رغم موافقتها المسبقة على إعادة ما يقارب 13 ألف مهاجر.

بالنسبة للأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، كارستن لينيمن (47 عامًا)، فإن هذه البيانات “دليل آخر على أن نظام اللجوء في أوروبا لا يعمل.”

طالب لينيمن قائلاً: “الأرقام تتحدث عن نفسها. نحن بحاجة إلى تغيير في السياسة المتعلقة بالهجرة. يجب علينا وقف الهجرة غير الشرعية إلى ألمانيا وفرض إجراءات لإعادة المهاجرين على الحدود الألمانية، يقول لموقع بيلد الألماني.”

الأرقام ليست صدفة، بل تعكس قرارًا محسوبًا. ففي ديسمبر/كانون الأول 2022، أعلنت إيطاليا أنها لن تستقبل لاجئين ومهاجرين من دول أخرى في الاتحاد الأوروبي بعد الآن، مبررة ذلك بارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين إليها.

أعربت ألمانيا عن أملها في أن يكون هذا التوقف مؤقتًا – لكنها احتفظت منذ ذلك الحين بالمهاجرين الذين تقع مسؤوليتهم في الأساس على إيطاليا.

من اللافت أن ألمانيا تلتزم بشكل تام بما يُسمى إجراء دبلن مقارنة بالدول الأخرى. فعلى سبيل المثال، في عام 2024، تمكنت ألمانيا من ترحيل 13% فقط من المهاجرين الذين حصلت على موافقة من دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي لإعادتهم إليها. في المقابل، تم ترحيل 45% من المهاجرين الذين تقع مسؤوليتهم على ألمانيا من دول أخرى إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية. (infomigrants)

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها