” هكذا كان يقمع الثورة و يرسل أسماء القتلة إلى بشار الأسد ” .. عقيد في وزارة الداخلية يكشف تفاصيل متعلقة ببدايات وزير الداخلية الأسبق الذي سلم نفسه للسلطات

كشف عقيد منشق عن وزارة الداخلية منذ السنة الأولى للثورة، عن تفاصيل متعلقة بوزير الداخلية الأسبق، محمد الشعار، الذي سلم نفسه للسلطات اليوم.
وقال العقيد عناد العباس، غنه “عند اندلاع الثورة السورية عام 2011، عجز اللواء سعيد محمد سمور عن قمع الاحتجاجات السلميّة في مناسبات عدة، أهمها مظاهرة الحريقة 02/17-2011. حيث انتهج السمور طرقاً حضارية هادئة لامتصاص غضب الشارع، فقام الأسد وبتوصية من صانعي القرار في العائلة وأجهزة الأمن، وخاصة اللواء جميل حسن، بعزله وتعيين الشعار بدلا عنه، لأن النظام يدرك أن الشعار يملك شهية القتل ويمكنه قمع الثورة بالحديد والنار!”.
وأضاف: “عندما جاء الوزير الشعار إلى مبنى الوزارة المؤقت في مشروع دمر في الرابع عشر من نيسان عام 2011 , كنت باستقباله في ساحة المبنى مع مدير العلاقات العامة آنذاك العميد طلال مدير العلاقات العامة بالوزارة، والنقيب حسن طالوستان – أمين السر ، والرائد ياسر كلزي، مدير المكتب الخاص ومكتب نائب الحاكم العرفي، والنقيب مجد عباس – ضابط بمكتب الوزير ، وعدد آخر من الضباط. كان الرجل متجهم الوجه، متسلحاً بالحقد والغضب، وألقى على مسامعنا خطبة عصماء خالية من اللياقة والأدب وكأننا سجناء في فرع المنطقة الذي سبق له أن ترأسه! وطلب منا آنذاك بذل كافة الجهود لحماية وطننا، سورية الأسد!”.
وأكمل: “مكث الرجل في مكتبه ولم يغادره ليل نهار، وطلب منا نفس الشيء، فأصبحت مكاتبنا غرفاً للعمل، الطعام والنوم.. كان الرجل شريكاً متضامناً متحمساً في حفلة الموت التي كانت تتوسع عمودياً وأفقياً في طول البلاد وعرضها، حيث كان يعد تقريراً يومياً ويرسله للقاتل الأكبر – زعيم العصابة- بشار الأسد، ويتضمن التقرير أسماء الضحايا وأسماء القتلة”.
وتابع: “بالنسبة لي، لم أنتظر سوى بضعة أيام حتى تقدمت باستقالتي، فجن جنون الرجل ، ورفض الاستقالة موجهاً لي أقذع الشتائم لأني أردت “التخلي عن الوطن في أحلك الظروف” ! ولم تمض سوى أيام حتى اتصل بي وأرسلني إلى شعبة الأمن السياسي للتحقيق بجريمة شتم الذات الإلهية (بشار الأسد) واتهامي للمذكور بأنه رئيس عصابة! قام اللواء ديب زيتون – رئيس شعبة الأمن السياسي – بالتحقيق معي ثم اكتفى الوزير ، وبتوصية من علي مملوك بتكسير منصبي الوظيفي إلى معاون مدير منطقة لمدينة السلمية، مكان ملازم أول، وأنا برتبة مقدم وعلى أعتاب رتبة عقيد، رغم أني أحمل إجازة بالحقوق وشهادة عليا بالإدارة العامة!”.
أضاف أيضاً: “رغم أني كنت مجرد موظف فني في مكتب الوزير، ورغم اتخاذي موقف رافض للعنف منذ أول يوم من اندلاع الاحتجاجات السلمية، ووقوفي بحزم وشجاعة إلى جانب أهالي مدينة سلمية وإنقاذي لمئات الشباب والصبايا من براثن الشبيحة وفروع الأمن، إلا أني أشعر بالكثير من الندم وتأنيب الضمير لأني كنت يوماً ما موظفاً لدى هذه العصابة الأسدية البغيضة!”.
وختم: “أما الوزير محمد إبراهيم الشعار، وعند تسليم نفسه اليوم، وفي لقائه مع قناة العربية، وعندما سألته المذيعة: هل أنت راض ومرتاح الضمير عما فعلته أنت وأجهزتك القمعية بالسوريين خلال بضع سنوات من عملك كوزير للداخلية ؟ أجاب نعم! ولم يعلن اعتذاره للشعب السوري أو يطلب الصفح من ضحاياه وعائلاتهم المكلومة! ماهذه الوقاحة يارجل!”.
وختم العقيد العباس بالقول إنه كان رئيساً لفرع الديوان العام في مكتب وزير الداخلية بين أعوام 2009 و2011.